مسلحون يقتلون ضابطا وتخريب أنبوب النفط الرئيسي
صنعاء ـ الأمم المتحدة ـ وكالات:
دعا مجلس الأمن الدولي جماعة الحوثي في اليمن الى الانسحاب من مدينة عمران التي سيطروا عليها الثلاثاء وكرر دعمه للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وللعملية السياسية الانتقالية في اليمن. وفي بيان اقر بالاجماع، هددت الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن من جديد بفرض عقوبات على الذين يعرقلون العملية السياسية وطلبوا من خبرائهم ان يقدموا "بشكل عاجل" مقترحات بهذا الخصوص. وعبر المجلس عن "قلقه الشديد حيال التدهور الخطير للوضع الأمني" في اليمن وعن "اسفه العميق" لسقوط اكثر من 150 قتيلا. وطلب من "الحوثيين وكل المجموعات المسلحة والاحزاب الضالعة في اعمال العنف الانسحاب من عمران والتخلي عن السيطرة عليها وتسليم السلاح والذخيرة التي نهبت في عمران الى السلطات الوطنية الموالية للحكومة". وسيطر المتمردون الحوثيون على عمران التي تبعد خمسين كيلومترا شمال صنعاء، بعد معارك عنيفة مع الجيش اليمني. وبات المتمردون بذلك على ابواب صنعاء ما يهدد العملية الانتقالية السياسية في اليمن. ودعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الخميس المتمردين الى الانسحاب من عمران متهما "قوى اقليمية" بدعمهم، في اشارة الى ايران. ودعا اعضاء مجلس الامن من المجموعات المسلحة التخلي عن اسلحتها وتطبيق اتفاقات وقف اطلاق النار المبرمة "بسرعة". كما عبروا عن املهم في ان تبقى الوحدات العسكرية "ملتزمة واجبها في الحياد في خدمة الدولة". وطالب اعضاء مجلس الامن بعدم توسيع اعمال العنف الدائرة حاليا في الشمال الى "مناطق اخرى في اليمن وخصوصا صنعاء"، مؤكدين "دعمهم للرئيس عبد ربه منصور" وللجهود التي يبذلها من اجل ايجاد حل سياسي للنزاع في شمال البلاد على اساس نتائج الحوار الوطني.
واكدوا انهم "يشجعون كل الاطراف وبما يتوافق مع مبادرة مجلس التعاون الخليجي ونتائج الحوار الوطني، على القيام بهذه الخطوات والمشاركة بشكل سلمي في العملية الانتقالية". من جهتها انتقدت جماعة أنصار الله الحوثية صباح امس السبت البيان الصادر عن مجلس الأمن والذي طالب بانسحاب الحوثيين وجميع المجموعات المسلحة والأطراف المشاركة في العنف من مدينة عمران تبعد نحو 30 كيلومتراً عن صنعاء / والتخلي عن السيطرة عليها وتسليم الأسلحة والذخائر التي نهبت من المدينة إلى السلطات الحكومية. وقال عضو المجلس السياسي لجماعة أنصار الله الحوثية محمد البخيتي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن البيان انحاز
إلى الجماعات المسلحة التي قاتلت جماعة أنصار الله الحوثية إلى جوار
اللواء 310 . وأضاف البخيتي: "البيان لم يذكر الجماعات المسلحة التي قاتلت الحوثيين بشكل واضح ولم يكشف عن هوية هذه الجماعة ولكنه ذكر جماعة أنصار الله الحوثية صراحة. وأشار البخيتي إلى أن الجماعة لا تعارض نزع السلاح لأنها إحدى مخرجات الحوار الوطني الذي شاركت الجماعة فيه وكانت فاعلة في صياغة هذه المخرجات ولكن المشكلة بعدم الكشف عن الجماعة الأخرى التي تحمل السلاح. وأضاف البخيتي: "حزب الإصلاح أنكر أن لديه مليشيات مسلحة تابعه له وهذا دليل على أن الحزب لا يريد نزع السلاح أو تسليمه وهذا الأمر سيعرقل عملية نزع السلاح في اليمن". وشدد البيان على نزع السلاح من جميع المجموعات المسلحة والأطراف الأخرى المشاركة في العنف الحالي وحث على تطبيق اتفاقيات وقف إطلاق النار الموقعة سريعا. وقال القيادي في جماعة أنصار الله الحوثية وعضو الحوار الوطني عن الجماعة حزام الأسد لـ(د.ب.أ): "الجماعة تتفق مع المجتمع الدولي بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ولكن الوقت الحالي من الصعب أن يتم فيه تسليم السلاح للدولة كون حاملي السلاح جماعات لا يمكن تحديد قادتها". وعن تسليم محافظة عمران للسلطات اليمنية قال الأسد إن الجماعة لا تمانع تسليم المحافظة للسلطات في أي وقت طالما وأن السلطات قادرة على حفظ الأمن في المحافظة. على صعيد اخر اغتال مسلحون يعتقد انهم ينتمون لتنظيم القاعدة مساء الجمعة ضابطا في الشرطة اليمنية برتبة عقيد في مدينة الشحر في محافظة حضرموت، حسبما اعلن مصدر امني. وذكر المصدر ان "مسلحين يرجح انهم من تنظيم القاعدة الذي ينشط بقوة في المحافظة كانوا يستقلون دراجة نارية اطلق احدهم النار على مدير عام الدفاع المدني في الشحر العقيد علي باراس امام منزله وسط المدينة مما ادى الى مقتله على الفور". واضاف ان "المهاجمين نجحوا في الهرب الى منطقة غير معروفة". وتستهدف هجمات القاعدة باستمرار ضباط الشرطة والجيش. واستغل تنظيم القاعدة في اليمن ضعف السلطة المركزية في 2011 والحركة الاحتجاجية ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح ليعزز وجوده في هذا البلد. كما افادت مصادر محلية وقبلية ان افراد قبيلة فجروا السبت في شرق اليمن انبوب النفط الرئيسي في اليمن ما ادى الى وقف ضخ النفط الخام. = والهجمات على انابيب النفط والغاز تتكرر في اليمن ذات البنية القبلية حيث ينتشر السلاح بكثرة بين ايدي السكان. ويشن الهجمات في غالب الاحيان متمردون او افراد قبائل يعتزمون الضغط على الحكومة في مسائل قضائية او للحصول على منافع مادية. وتعرض الانبوب للهجوم في وقت مبكر من قبل مسلحين في منطقة حباب التابعة لمحافظة مأرب "ما ادى الى وقف ضخ النفط الخام" في الانبوب الذي تعود اخر عملية تخريبية له الى مايو، كما اعلنت المصادر نفسها. والانبوب الذي يبلغ طوله 320 كلم، يربط حقول سفير النفطية بمصب راس عيسى على البحر الاحمر قرب الحديدة. ويؤمن نقل ما معدله 100 الف برميل في اليوم. واليمن الدولة الفقيرة في شبه الجزيرة العربية، ينتج كمية ضئيلة من النفط ويعتمد على صادراته من النفط الخام لتغذية موازنة الدولة، في حين يقف اقتصاده على شفير الانهيار بسبب الازمات السياسية والوضع الامني.
واعلن وزير النفط والمعادن احمد دارس في ديسمبر ان الاعتداءات سببت في قطاعه اضرارا تقدر قيمتها ب4,75 مليارات دولار بين مارس 2011 ومارس 2013.