[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
لو ثمة من يترجم ذلك السطر من الشعر لنزار قباني إلى الرئيس ترامب وإدارته، لكي يتفهموا ماذا ينتظرهم في سوريا. يقول نزار "لو أني أعرف خاتمتي ما كنت بدأت"..
ترى هل غرق الجيش الأميركي في الشمال السوري وستنزل به اللعنات، وفي كل الأحوال، فإن ثمة معارك ستخاض ضد جيشه بدأت قبل أيام حين تصدى مقاومون لشاحنات أميركية في شمال سوريا ودمروها .. في وقت يقال إن الرئيس بشار الأسد على اجتماعات متواصلة مع قادة جيشه حول كيفية مواجهة الجيش الأميركي المحتل الجديد في بلاده.
تنقل معلومات عسكرية أن العدد الذي يأتمر بالجيش الأميركي على الأراضي السورية يتجاوز المائة ألف مقاتل .. يقال إن بينهم أكثر من عشرة آلاف من المستشارين والجنود الأميركيين، ويعتقد أن هذا الرقم سوف يزيد كلما تعرضت تلك القوات إلى عمليات يومية، كما حدث في العراق، والذي وصلت فيه أعداد القتلى الأميركيين يوميا إلى أكثر من عشرين، ناهيك عن الجرحى الذين هم أضعاف هذا الرقم.
هذا التسلل الأميركي إلى الأرض السورية كان واضحا منذ البداية ولو أن أجهزة الاستخبارات لم تكن تهتم به، أم أنها أرادت له أن يقع في الفخ فتركته على ازدياد؟ وها هو قد سقط، ولن ينجيه أحد، وبقدر ما ستكون المعركة معه قاسية ومعرضة لنتائج شتى، فهو لن يجد أمامه سوى النار، ومن ورائه أيضا بل من كل جوانبه.
مثيرا كان القصف الذي تعرضت له القوات السورية والرديقة أمس الأول قرب دير الزور والتي سقط لها أكثر من مائة شهيد من قبل الطائرت الأميركية. كان ذلك بمثابة برقية للقيادة السورية باحتلاله للمناطق التي يتواجد فيها وأنها تحولت إلى سيطرته المباشرة .. كان هذا الفعل خارج الحسابات السورية على ما يبدو وهو الذي أدى إلى هذه المذبحة التي لن يتم السكوت عليها.
اقتطع الأميركي ما يوازي 28 بالمائة من الأراضي السورية وجثم عليها بتحالفاته مع الأكراد، في الوقت الذي احتضن بقايا "داعش" الذين يتجاوز عددهم 28 ألفا ووضعهم تحت سيطرته أيضا على الأرض السورية لمقاتلة الجيش العربي السوري.
المعركة الآن في غاية الوضوح .. إنها عود على بدء، تصرف الأميركي ينذر بأن الحرب على سوريا لم تنتهِ وأن له فيها كل الخصائص ولن تنتهي إلا بقراره هو، وقراره رهن بما سيحقق وجوده العسكري من ضغوطات تكون لها حسابات مختلفة في السياسة وفي عملية إعادة بناء سوريا، كما يعتقد.
الأكراد مجرد مطية له، وبقدر ما اتخذها رهينة لواقعه العسكري والسياسي، فهو سيبيعها عند أي منعطف تتجهه الوقائع الجديدة. ويعلم الأكراد ذلك الأمر، وبأنه أسقط في يدهم، رغم أنه قام بتدريب وتسليح ما يوازي 35 ألفا منهم على وجه التقريب.
لقد بدأت مرحلة إخراج الأميركي بالقوة العسكرية بعدما ثبت أنه محتل بكل ثوابت الاحتلال وليس مجرد مرور طريق.. ورغم قساوة المرحلة هذه وما سيكون عليه الرد الأميركي في مناطق وفي نقاط حساسة كما فعل في العراق، فإن حرب تحرير قد بدأت، وفيتنام أخرى تنتظره، وعراق آخر له موعد معه.
هي الحرب في نسختها الجديدة، ودائما تكون الخواتيم وجه مصاعب جمة.. لكن المحتم أن الأميركي سيخرج ذليلا مهانا كما جرى له في أكثر من مكان، وستبدأ نعوش قتلى جنوده تتصدر الإعلام الأميركي حتى لو أراد عدم الإفصاح عنها، فلا شيء يختبئ في هذا العالم المتداخل المتشكل من أكبر أجهزة إعلام عالمية.