وبحرٍ حريصٌ كي يعلمني الهوى
وكل الذي ما قاله العشق قبلنا
وأن ازرقاق الأفق والبحر ملكنا
وأن الذي يخضرُّ من حولنا لنا
فعشقك غيمٌ فوق عشقي وغيمه
وأقسم أن الله يعشق عشقنا
فلا تطلبي تفسير أن قصيدةً
لعينيك في يومٍ ستطلع سوسنا
حنانيْك لا يغريك زهدٌ وشاعرٌ
إذا أنت ألقيت القميص تجنّنا
فقلبي الذي مذ يوم علمتِه الهوى
تحوّل إنساناً وقد كان معدنا
( أنا ) حزّبتها، فرّقتها هويّتي
وأنت التي وحّدتِ في داخلي الأنا
أحبك.. حتى الحب يوجع مفرحاً
وأجمل ما بي أن أحبّٙ وأحزنا
وأجمل ما بي أن أحبّٙكِ ضائعاً
أحبّٙكِ مجنوناً ، أحبك مدمنا
أحبك ما أمّنتِ مليون كافرٍ
بعينيك حتى قام فيك وأذّنا
فصرت تلفّين الكنائس مسكناً
وصرت تضمين المعابد مأمنا
وصرت تغطّين المذاهب كلها
بما وحّدٙ القلب الخليّ وأمّنا
شوارعك الملقاة بين جوانحي
أهيم بها ذلا من العشق موهنا
لقد وعدوا التاريخ أن يصطفي الندى
إلى أن يُعَرّى في دمائي ويُسجنا
لقد وعدوا حتى البنفسجَ أنْ يرى
طريقةَ موتي المستحيلةَ ممكنا
تشُدُّ على قلبي القصيدةُ كلما
غريبٌ من المقهى يسائل من أنا
إذا ما استفزَّ الحرفَ حَطَّ عمامةّ
وشَدَّ عليه خنحراً وتعمّنا
أرى في المرايا، كنت في الغيم تربةً
وفي الحقل صبّاراً وفي البرِّ سوسنا
وإني إباضيَّ الحنايا وفجأةً
تشيّعَ شرياني وقلبي تسنَّنا

إبراهيم السوطي