مع انطلاق الندوات التعريفية بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم هذا العام، تخطو جهود الاهتمام بالمنطقة خطوة جيدة نحو فتح الأبواب على مصراعيها أمام المستثمر المحلي، وإطلاعه على ما تزخر به المنطقة وما تمثله من مستقبل واعد؛ فالعنوان "الفرص الاستثمارية بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم" الذي دشنت أمس الأول محافظة جنوب الشرقية أولى ندواته التعريفية ضمن سلسلة ندوات تنظمها هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة عمان بمختلف محافظات السلطنة، هو عنوان كبير وواعد بما سيحصده من نتائج مبشرة تعطي هذه المنطقة الاقتصادية الحيوية مكانتها وقيمتها الحقيقية في عالم الاستثمار والاقتصاد، خصوصًا وأنها منطقة يمكن أن توصف ـ إن جاز الوصف ـ بأنها منطقة بكر لما تتمتع به من مزايا اقتصادية وتجارية؛ موقعها هو الذي يؤكد صحة ذلك.
جميل أن نشرح أنفسنا لأنفسنا أولًا، ونقدم مزايا المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم على أطباق الحقيقة والمستقبل الواعد المزدهر، وعلى بساط المسؤولية الوطنية التي تحتم علينا جميعًا أن تتكاتف وتتضافر جهودنا إلى بناء اقتصادنا الوطني، ورفده باستثماراتنا الخاصة، وبجذب وتشجيع رؤوس الأموال والمستثمرين المحليين، ثم ننتقل إلى شرح أنفسنا للعالم ثانيًا، وتقديم طبيعة الاستثمار وسلامة اقتصادنا الوطني على أطباق الشفافية والصراحة، والقوانين والتشريعات الجاذبة لرؤوس الأموال والمشجعة على الاستثمار، محلاة بالتسهيلات، والابتعاد عن البيروقراطية والتعقيدات المنفرة، وأساليب اللف والدوران والتيئيس التي توجد بيئة طاردة للاستثمار؛فتغليب النظرة الوطنية، وتطهير الأنفس من مظاهر الأنانية والحسد، والاعتراف بأن التجارة المشروعة والكسب الحلال مجالهما وعصبهما المنافسة الشريفة التي لا تعود على المستهلكين بالفائدة وحدهم ، وإنما تعود بالفائدة والمنفعة على التاجر والمستثمِر والمنتِج واقتصادنا الوطني.
لذلك الأهداف التي بنت عليها هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم سلسلة ندواتها التعريفية هي من الأهمية بمكان، وترتب مسؤوليات وطنية على كل صاحب مال ورجل أعمال أن يوظف جهده وماله من أجل خدمة وطنه واقتصاده، بدلًا من أن يسخرهما في خدمة اقتصادات الآخرين، فضلًا عن أنه إذا ما تعرض لظروف سياسية أو أزمة اقتصادية خارج وطنه فإنه ربما أو الأكيد معرض للخسارة، على عكس ما لو بقي داخل حدود بلاده التي ستقدره كل التقدير.
إن ندوات التعريف بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تمثل فرصة جيدة، بل ومطلوبة وفي وقتها الذي يشهد انهيارًا في أسعار النفط، وتزايدًا في أعداد الباحثين عن عمل، ومحاولات جاهدة للتعويض عن هذا الانهيار وتنويع مصادر الدخل بجذب رؤوس الأموال وتنويع الاستثمار وتوفير فرص العمل، وكما يقول المثل : ما حك ظهرك مثل ظفرك.
إن من حقنا أن يكون لنا مكاننا الذي نستحقه في فضاء الاقتصاد الممتد ، لدينا مقومات وتنوع ومواد ومصادر يمكن أن تجعل اقتصادنا في أعلى درجات النمو والقوة وتحقق التوجهات والطموحات بتعدد مصادر الدخل ، وتفتح مجالات واسعة لفرص العمل، كما أن لدى كثير من أبناء هذا البلد المال القادر على الاستثمار المحلي.. فالطموح الذي يكتنف أي مواطن يعشق تراب هذا الوطن الغالي بأن تمتلك بلادنا أدوات الاقتصاد والإنتاج الوفيرة والقدرة على تدوير عجلات التصنيع، يجب أن يتحقق على أيدي رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال من أبناء هذا الوطن الذي لم يبخل عليهم بشيء، والذي من حقه عليهم أن يردوا له الجميل ولو بعضًا منه.