بيروت – من أحمد أسعد:
■ دخل لبنان في دائرة التعطيل الشامل وتوقفت عمليا عجلات الحكومة بعد ان اصاب الشلل مجلس النواب ، الذي اختار البعض مقاطعته بحجة الفراغ في رئاسة الجمهورية، وهكذا سقطت مؤسسات الدولة الدستورية الواحدة تلو الاخرى ، والنتيجة البديهية لهذا الواقع هي الفوضى على كل المستويات السياسية والاقتصادية والامنية، ولم يعد من السهل على لبنان ان ينأى بنفسه عن حروب المنطقة في ظل الانقسامات السياسة المتفاقمة ، والتي اصبحت تهدد البنية الاساسية للدولة والنظام ، في اجواء من اللامبالات والانانية المفرطة التي تهيمن على القيادات السياسية . ويبدو ان التعطيل لن يقتصر على الانتخابات الرئاسية ، وما خلفه من شغور خطير في المنصب الاول للجمهورية ، بل يسعى البعض الى سياسة التعطيل الى المؤسسات الدستورية الاخرى ، بدءا من مجلس النواب وانتهاءاً بمجلس الوزراء ، كما ان محاولات تعطيل الخطط الامنية في طرابلس والبقاع ناشطة على اكثر من صعيد ، وكان الهدف هو زج هذا البلد المرتبك اصلاً، في خضم الصراعات المشتعلة في الاقليم وتحويله مرة اخرى الى ساحة لتصفية حسابات الاطراف الخارجية على ارضه. في لبنان الجميع يبكي بفعل ضغط الازمات السياسية والامنية والاقتصادية، ومرة جديدة ، عاد الجنوب ساحة ساخنة بالتطورات ، واخر، ما سجل في هذا الاطار قصف صهيوني ليلي صباحي على اطراف المنصوري مجدل زون في قضاء صور وخراج بلدة زبكين ، اعقب اطلاق مجهولين صاروخين من سهل القليلة في اتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة . وبالعودة الى السياسة تبدو الامور سائرة في اتجاه اللحلحة مبدئيا ، بعدما ارتفعت في الايام الخيرة اسهم التعطيل في عمل المؤسسات ، وفي هذا الاطار اكد الرئيس نبيه بري امام زواره ان الاتصالات مستمرة لعقد الجلسة التشريعية الخميس المقبل والاجواء ايجابية ، وفي المطلب الحكومي ، تلقى رئيس الحكومة تمام سلام من جميع الاطراف السياسيين المشاركيين في الحكومة باستثناء التيار الوطني الحر تأكيدات لجهة ضرورة معاودة مجلس الوزراء جلساته ، وتبقى ترجمة هذه الاجواء المائلة الى الايجابية على الارضين النيابية والحكومية . تزامناً اشارت مصادر نيابية الى تحرك لاطلاق آلية عمل هيئة عمل مكتب مجلس النواب تحضيراً للجلسة التشريعية ، وتوقعت المصادر ان يصار الى اقرار بندي تأمين الرواتب واصدار الايروبوند في جلسة الخميس القادم من دون سلسلة الرتب والرواتب . وفي سياق غير بعيد ،علم ان وفدا من تيار المستقبل يضم الرئيس فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحرير توجه الى جدة للقاء الرئيس الحريري والتشاور معه في الاوضاع الراهنة والموقف من جلسة الخميس المقبلفي ظل تفاوت في المواقف داخل التيار من الجلسة نتيجة تشدد يمثله السنيورة المتمسك برفض اقرار قانون للانفاق في مقابل مرونة يمثلها فريق اخر في التيار. وعلى الخط الحكومي تلقى الرئيس تمام سلام من جميع الاطراف المشاركيين في الحكومة تأكيدات بشأن ضرورة معاودة مجلس الوزراء جلساته ، ورفض تعطيل عمل المؤسسات ،مشددين على الانطلاق بالعمل الحكومي وفق جدول الاعمال ، وتوقعت مصادر وزارية في هذا المجال ان لا تكون هناك حاجة الى جدول اعمال جديد للجلسة المقبلة، باعتبار ان جدول الجلسة الثالثة لا يزال مطروحا ما دام لم يناقش ويقر بعد . وفي السياق ذاته ، اوضحت مصادر تيار المستقبل ان التيار لن يقبل بانطلاق عمل مجلس النواب اذا ما عطل عمل مجلس الوزراء ، وتوقعت حصول اتصالات بين حزب الله والتيار الوطني الحر للتشجيع على العودة الى جلسات الحكومة ، خصوصا في ظل التدهور في قطاع غزة ، الذي بدا ينعكس على لبنان ، ما يستدعي بقاء المؤسسات ولا سيما منها الحكومة في جهوزية . ■