■ طرابلس ـ وكالات: اندلعت اشتباكات مسلحة صباح امس الاثنين أمام مستشفى الجلاء للجراحة والحوادث بمدينة بنغازي بشرق ليبيا. وأفاد مصدر أمني لـ»وكالة أنباء التضامن» بأن اشتباكات مسلحة تدور الآن في محيط المستشفى ، تزامنًا مع تحليق للطيران في سماء بنغازي. وأشار المصدر إلى وجود بعض المرضى داخل المستشفى. ولم تذكر التقارير مزيدا من التفاصيل. من جهتها استنكرت وزارة الدفاع الليبية الهجوم على مقرها من قبل مجموعة مسلحة ، واعتبرته «اعتداء على سيادة الدولة ومحاولة للنيل من هيبتها واحترامها». ونعت وزارة الدفاع في بيان نشره موقع «بوابة الوسط» نقيبا لقي حتفه جراء هذا الهجوم. وأوضحت التقارير المحلية أن الهجوم أسفر عن اختطاف ثلاثة عناصر أثناء تأديتهم للواجب. واعتبرت وزارة الدفاع ما تقوم به المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون، التي لا تنصاع لأوامر وزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة للجيش الليبي ، من أعمال مسلحة سببا في إراقة الدماء وترويع المواطنين ونشر الفوضى العارمة وتخريب الممتلكات العامة والخاصة. وطالبت الوزارة في بيانها من الجميع ضبط النفس وإخلاء مقر الوزارة فوراً من المقتحمين. على صعيد اخر أعلنت مصادر ملاحية مصرية امس الأثنين استمرار توقف حركة الطيران والملاحة الجوية بين مطاري القاهرة وطرابلس لليوم الثاني بسبب تدهور الأوضاع الأمنية حول مطار العاصمة الليبية بينما استمر توقف الرحلات مع بنغازى منذ عدة أسابيع. وقالت المصادر في تصريحات صحفية اليوم إن شركة مصر للطيران قامت بإلغاء رحلتيها رقم 829 و 831 بين القاهرة وطرابلس بينما ألغت الخطوط الأفريقية رحلتها رقم أربعة من وإلى القاهرة وطرابلس . واشارت المصادر إلى انه تم إبلاغ ركاب هذه الرحلات قبل توجههم إلى المطار بينما تجمع عدد من الركاب أمام مكاتب مبيعات شركات الطيران للحجز على أية رحلات متوجهة إلى ليبيا عن طريق المدن الأخرى مثل مصراتة وسبها بعد توقف الرحلات إلى مطار طرابلس وقبلها إلى مطار بنغازي . يذكر أن الاشتباكات والمناوشات بين عدد من المجموعات المسلحة والتي دارت صباح أمس الأحد مازالت مستمرة ما تسبب في استمرار توقف حركة الطيران والملاحة بمطار طرابلس . على صعيد اخر تتابع مصر باهتمام شديد التطورات الجارية على الساحة الداخلية الليبية خاصة في العاصمة طرابلس، حيث تعرب مصر عن قلقها البالغ من أحداث العنف التي وقعت خلال اليومين الماضيين والتي قد تهدد حال اتساع نطاقها حياة المواطنين الأبرياء بالعاصمة الليبية. وأعرب السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية عن الأمل في إنهاء الخلافات القائمة بين أبناء الشعب الليبي وأن تنحاز الأطراف
المعنية لإرادة الشعب الليبي وأن تسود الحكمة مواقفهم، مجدداً إدانة مصر كافة المحاولات بداخل وخارج ليبيا لمحاولة الزج باسم مصر في التطورات الجارية هناك والتي تعتبرها مصر شأناً داخلياً ليبياً خالصاً. وتؤكد مصر من جانبها دعمها الكامل دولة وشعباً لخيارات الشعب الليبي الحرة والواعية، وتتطلع في هذا الشأن إلى انتهاء الهيئة التأسيسية للدستور من عملها بما تعكسه من إرادة وطنية خالصة لبناء مؤسسات الدولة، كما تتطلع إلى العمل مع مجلس النواب الجديد حال بدء نشاطه، كما تجدد حرصها على وحدة التراب الليبي ورفض أي تدخل خارجي في الشأن الليبي.
فيما اكدت مصادر ليبية أن الاشتباكات التي تتواصل في محيط مستشفى الجلاء بمدينة بنغازي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. وذكرت المصادر لـ «وكالة أنباء التضامن» أن الاشتباكات أسفرت عن سقوط
قتيلين وعدد من الجرحى ، مضيفة أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في محيط المستشفى بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة تزامنا مع تحليق للطائرات. وأوضحت «بوابة الوسط» الليبية أن الاشتباكات التي بدأت بين قوات مما
يعرف باسم «الجيش الوطني» وقوات تنظيم أنصار الشريعة التي تتمركز بالمستشفى منذ فترة انتقلت إلى شوارع مهمة في مدينة بنغازي منها شوارع بيروت والجلاء ورأس عبيدة. ويقع المستشفى في منطقة مزدحمة سكانيًا.
على صعيد اخر عبر رئيس الحكومة الليبية عبد الله الثني عن أسفه الشديد للأحداث التي شهدتها منطقة مطار طرابلس الدولي ومواقع أخرى في ضواحي المدينة نتج عنها سقوط عدد من القتلى والجرحى. وأوضحت وكالة الأنباء الليبية (وال) امس الاثنين أن هذا جاء ذلك خلال استقبال الثني رفقة عدد من وزراء الحكومة لمندوبي الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وسفراء كل من إيطاليا وفرنسا وألمانيا ، بالإضافة إلى القائم بالأعمال بالسفارة البريطانية. وأكد الثني أن «الحكومة تعمل جاهدة للوصول إلى تهدئة بين أطراف النزاع ،
وتغليب صوت العقل والحكمة والحوار خاصة وأن المجتمع الليبي خرج من سنوات عجاف ودكتاتورية وحكم الفرد وبدأ في تأسيس دولة القانون والمؤسسات». ومن جانبهم عبر المندوبون والسفراء عن قلقهم لتطور الأحداث في البلاد ، وشددوا على استعداد منظماتهم وحكوماتهم لتقديم يد العون والمساعدة لضبط الأمن والاستقرار في ليبيا. وحذر السفراء والمندوبون من تداعيات إغلاق مطار طرابلس الدولي وانقطاع الاتصال بدول العالم ، مؤكدين أنهم لن يدخروا جهدا في مساعدة ليبيا لاسترجاع الأمن والسلم في ليبيا. ■