■ موسكو ـ عواصم ـ وكالات: قال مصدر روسي قريب من الكرملين أمس ان روسيا تدرس امكانية توجيه «ضربات محددة الاهداف» على الاراضي الاوكرانية بعد سقوط قذيفة في مدينة حدودية روسية اسفر عن سقوط قتيل.
وقال هذا المصدر لصحيفة كومرسانت الروسية عن ان «لصبرنا حدودا»، موضحا ان «الامر لا يتعلق باي عملية واسعة بل بضربات محددة الاهداف وآنية حصرا على مواقع يتم اطلاق النار منها في اوكرانيا».
وتابع هذا المصدر ان «موسكو تعرف تماما من اين يتم اطلاق النار».
واعلنت موسكو امس مقتل روسي واصابة اثنين آخرين «بجروح خطيرة» نتيجة اطلاق قذائف من الاراضي الاوكرانية، وحذرت كييف من «عواقب لا يمكن عكسها» واصفة ذلك بالعدوان من قبل اوكرانيا التي نفت اطلاق النار على اراض روسية.
ونفى الناطق باسم مجلس الامن القومي والدفاعي الاوكراني اندري ليسينكو ان تكون اوكرانيا اطلقت قذائف.
وتوافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل على ان الوضع في اوكرانيا «يتجه الى التدهور»، حيث تواصل كييف هجومها على الانفصاليين الموالين لموسكو.
ودفعت المواجهات بين الموالين لكييف والمتمردين الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الى الغاء رحلة خاطفة الى ريو دي جانيرو لحضور المباراة النهائية في كأس العالم لكرة القدم ووضع حد للتكهنات حول لقاء مع بوتين.
ووفق ما اعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالة ريا نوفوستي فان «بوتين وميركل واصلا حوارا بناء ومعمقا جدا بحثا خلاله بالتفصيل خيارات ممكنة لتسوية الوضع في اوكرانيا. وتوافق الزعيمان على ان الوضع، للاسف، يتجه الى التدهور»، وذلك خلال لقائهما في ريو دي جانيرو.
واضاف المتحدث انه خلال اللقاء الذي استمر ساعة وربع ساعة شدد الزعيمان على «ضرورة ان تستأنف في شكل عاجل (اجتماعات) مجموعة الاتصال حول اوكرانيا (التي تضم اوكرانيا وروسيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا بمشاركة الانفصاليين)، ربما عبر الدائرة المغلقة».
اما المتحدث باسم الحكومة الالمانية شتيفن سايبرت فقال ان ميركل وبوتين «توافقا على وجوب ان تبدأ في اقرب فرصة مفاوضات مباشرة بين الحكومة الاوكرانية والانفصاليين عبر الدائرة المغلقة». واضاف ان «مراقبة فاعلة للحدود الروسية الاوكرانية وتبادلا للسجناء هما امران ضروريان لبلوغ اتفاق ثنائي لوقف اطلاق النار في وقت قريب». واسفرت المواجهات في اوكرانيا بين القوات الحكومية والمتمردين عن مقتل 26 شخصا على الاقل خلال 24 ساعة. وقتل تسعة اشخاص في ضواحي دونيتسك كبرى مدن شرق اوكرانيا التي يسيطر عليها المتمردون، وفق البلدية، بالاضافة الى ثمانية في منطقة مارينكا التي تعد 10 الاف نسمة وتقع ايضا تحت سيطرة المتمردين وتبعد 30 كلم الى الغرب كما افادت الاجهزة الطبية في المنطقة. وقتل ستة مدنيين في لوغانسك معقل المتمردين وفقا للبلدية، في حين تحدث المكتب الاعلامي ل»عملية مكافحة الارهاب» الاوكرانية عن مقتل ثلاثة عسكريين واصابة اثنين في اطلاق نار. وزار صحافيون من حيا سكنيا في مارينكا اكد سكانه ان قذائف اصابت نحو ستة منازل وانه ليس هناك اي موقع عسكري قريب.
وفقد فلاديمير بيسكونوف (39 عاما) زوجته. وقال العامل في المناجم «كنا في المنزل عندما سقطت القذائف. واصيبت بشظية في الظهر».
وقال «وزير الدفاع» لدى المتمردين ايغور سترلكوف لوكالة ريا نوفوستي حصول مواجهات عنيفة في محيط لوغانسك حيث نشرت القوات الاوكرانية عشرات الدبابات بحسب قوله. ومن جهته اكد متحدث باسم الجيش الاوكراني اولكسي دميتراشكيفسكي انه شوهد رتل من الدبابات في لوغانسك، ملمحا الى انه لا يعود للقوات الاوكرانية. وقال ان «الهدف هو اثارة الذعر بين السكان».
ولم يتم التأكد من الروايتين من مصادر مستقلة.
وعلى صعيد آخر حذرت موسكو كييف من «عواقب لا يمكن عكسها» بعد سقوط قذيفة على مدينة روسية حدودية واصفة ذلك بالعدوان من قبل اوكرانيا التي نفت اطلاق النار على اراض روسية. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «في روسيا نعتبر هذا الاستفزاز بمثابة عمل عدواني اضافي لاوكرانيا ضد الاراضي الروسية التي تتمتع بسيادة والمواطنين الروس».
واضافت «ان هذا الحدث يشهد على تصعيد بالغ الخطورة في التوترات على الحدود بين روسيا واوكرانيا ويمكن ان يكون له عواقب لا يمكن عكسها ستتحمل اوكرانيا مسؤوليتها».
ونفت كييف اطلاق النار على الاراضي الروسية. وقال الناطق باسم مجلس الامن القومي والدفاعي الاوكراني اندري ليسينكو «لا شك في ذلك. القوات الاوكرانية لا تطلق النار على اراضي الاتحاد الروسي. لم نطلق النار». واعلنت الخارجية الروسية ان روسيا قتل واصيب اثنان «بجروح خطيرة» نتيجة اطلاق قذائف. وحذرت الخارجية الروسية اوكرانيا مما اعتبرته هجمات مستمرة على اراضيها مؤكدة انها «تحتفظ بحق اتخاذ الاجراءات الضرورية للدفاع عن اراضيها وضمان امن المواطنين الروس». اما كييف فتحدثت عن محاولات «لادخال معدات عسكرية ومرتزقة بالقرب من مدينة ايزفاريني الاوكرانية» في منطقة لوغانسك. واكد الجيش الاوكراني تنفيذ خمس غارات جوية شملت مدينة ايزفاريني حيث «تتواجد قواعد» للانفصاليين. واعلنت السلطات البرازيلية انه يتوقع حضور بوروشنكو لكن الرئاسة الاوكرانية اعلنت ليلا انه «نظرا للوضع السائد في اوكرانيا يرى الرئيس انه من المستحيل حضور المباراة النهائية للمونديال». من جهة اخرى قال مسؤولون أمنيون أوكرانيون إن الاتصال انقطع مع طائرة نقل عسكرية من طراز آن-26 قرب لوجانسك بشرق أوكرانيا حيث يشتد القتال بين القوات الأوكرانية والمتمردين الإنفصاليين.
وقال المتحدث باسم «عملية مكافحة الارهاب» التي تقوم بها حكومة كييف أوليكسي دميتراشكيفسكي «فقدنا الاتصال بهذه الطائرة. لا يمكنني إضافة أي شيء آخر.» ■