[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
هي أكثر منكم صبرا وأكثر وعيا وأشد انتماء لأمتها وأكثر بأسا وشجاعة, هي تمتحنكم إن كنتم بخير مثلما هي ،أم أنكم نسيتم أنكم عرب وأنكم مرفوضون من الغرب ومن كل الشرق، فصرتم نكرة في كل الأحوال.
هي اليوم ترسل باقات حبها لفلسطين صواريخ على المعتدي، والمحتل، والمستوطن، فيما تنسى انكم على خارطة الحياة أو أنكم من رواد الأرض، تسمعون ما تشكو او تفهمون ما يدور فيها.
نعرف من هم العرب الذين مثلنا، لذلك أردتم قتل الشام، وقبلها قتلتم ليبيا وهاهي تتسكع في بلادها كأنها لم تعد شيئا يذكر. ألم تعطوا حلف الأطلسي ما يحتاجه من رعاية ودعم كي يقصف ليبيا، كرستم ذلك في جامعة الدول العربية التي ماتت بنظرنا ولم يجر دفنها بعد.
غزة بخير لكنها مشمئزة من كونكم عربا ولستم كذلك، ومن كونكم من سكان منطقتها فيما أنتم أبعد عنها في كوكب آخر. غزة لم تطلبكم، لأنها رأت كيف تقاتلتم على قتل الشام، وكيف حاولتم أن تكونوا الى جانب القاتل، واسرائيل والاميركي وكل معتد عليها.
غزة بخير طالما أنتم بعيدون عنها، ترجوكم ألا تقتربوا هكذ أخبرتنا.. نقلت إلينا حسها العالي، حنينها الى ترابها الذي تعشقه والذي لم يبق غيره على ما يبدو سندا لها في زمن انتم فيه عبء مقيم.
غزة بخير لأنها اختارت ألا تموت إلا واقفة مثل الشجر، وكلما كنتم بعيدين عنها كان الأمل في أن تبقى على قيد الحياة .. انسوها .. استريحوا بعيدا عنها .. دعوها لحبها الوحيد الذي اختارته لأنه لايعجبكم طالما أنه موجه ضد حليفكم الغالي اسرائيل.
عذبتم كثيرا الشام وأهلها ودفعتم المليارات من اجل فك جيشها عنها وتفتيت شعبها، صرفتم الأموال الطائلة كي تروا بفرح كيف تدمر المدن والبلدات والقرى والأرياف السورية .. رقصتم على دم اطفالها ونسائها ورجالها الأشاوس، فهل تريدون منا ان نصاب بما أصبتم به الشام كي تفرحوا!.
غزة بخير، إنها عزة العرب يوم يذكر الفوارس، تماما مثلما هي حال السوريين الذين صانوا بلادهم فخيبوا ظنكم، وربحوا نصرها فانزعجتم، صبروا على الملمات والصعاب فازدتم غيا في محاولة تمكين الارهاب منها، لكنكم فشلتم، ومع غزة سوف تفشلون، رغم أنكم كلما طارت طائرة صهيونية لتقصف أحرار غزة طلبتم المزيد منها، وكلما قصف مدفع أطفال غزة جاء اتصالكم بالصهيوني أن افعلها مرات.
جاء زمن غزة، أما زمنكم إلى زوال .. جاء عز غزة، اما ذلكم فقد استطبتموه وجعلتموه قلادة على صدوركم. لن يغفر لكم التاريخ، ولن يسامحكم الله، ولسوف يلعنكم كل شهيد ساهمتم في سقوطه، وكل منزل سقط خرابا، وكل شارع تدمر.
غزة بخير إذن .. أما أنتم ... !!!