طرابلس ـ تونس ـ وكالات: دعت الحكومة الليبية الأطراف المتصارعة في العاصمة طرابلس إلى التهدئة فيما استيقظت بنغازي على اشتباكات في حين أعرب اجتماع دول الجوار عن رغبته في تجفيف منابع الإرهاب.
وعبر رئيس الحكومة الليبية عبد الله الثني عن أسفه الشديد للأحداث التي شهدتها منطقة مطار طرابلس الدولي ومواقع أخرى في ضواحي المدينة نتج عنها سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وأوضحت وكالة الأنباء الليبية (وال) أن هذا جاء خلال استقبال الثني عددا من وزراء الحكومة لمندوبي الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وسفراء كل من إيطاليا وفرنسا وألمانيا ، بالإضافة إلى القائم بالأعمال بالسفارة البريطانية.
وأكد الثني أن "الحكومة تعمل جاهدة للوصول إلى تهدئة بين أطراف النزاع ، وتغليب صوت العقل والحكمة والحوار خاصة وأن المجتمع الليبي خرج من سنوات عجاف ودكتاتورية وحكم الفرد وبدأ في تأسيس دولة القانون والمؤسسات".
الى ذلك ارتفع عدد ضحايا الاشتباكات التي اندلعت صباح امس في محيط مستشفى الجلاء بمدينة بنغازي شرق ليبيا إلى ثلاثة قتلى و30 مصابا.
وذكر مصدر من مركز بنغازي الطبي لـ "وكالة أنباء التضامن" أن المركز استقبل ثلاثة قتلى جراء الاشتباكات التي دارت أمام مستشفى الجلاء بالإضافة إلى 30 جريحا من ضمنهم حالات حرجة ومعظمهم من المدنيين.
وأضاف المصدر أن المركز الطبي استقبل أيضا جثة مجهولة الهوية وجدت في منطقة بوعطني.
وتشهد مدينة بنغازي قتالا بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر القائد السابق للقوات البرية الليبية الذي يقود عملية الكرامة وما يسمى تنظيم أنصار الشريعة.
في غضون ذلك أكد وزراء خارجية دول جوار ليبيا إثر اجتماع عقد بتونس الأحد والاثنين على ضرورة العمل على تجفيف منابع الإرهاب في ليبيا والتصدي للجريمة المنظمة وتهريب السلاح.
ودعا وزراء الخارجية في بيان لهم إلى ضرورة معالجة بؤر الإرهاب في ليبيا باعتبارها "مصدر قلق لليبيا ولدول الجوار المباشر وتجفيف منابعه".
كما دعوا المؤسسات والهيئات الدينية الوسطية بدول الجوار للتنسيق فيما بينها وتحمل مسؤولياتها في نشر الخطاب الديني المعتدل.
وأوضحوا أن دول الجوار تمثل طرفا أساسيا في التعاطي مع المسألة الليبية وفي أي جهد يساعد على حل الأزمة ويخدم مصلحة الشقيقة ليبيا.
وتضمن البيان اتفاقا بين المجتمعين على ضرورة احترام وحدة ليبيا وسيادتها وسلامتها الترابية ووقف كامل العمليات العسكرية بليبيا وحث جميع الأطراف والفعاليات السياسية على حل خلافاتها عبر الحوار وانتهاج مسار توافقي.
وخلص الاجتماع الوزاري إلى الاتفاق على تشكيل فريقي عمل، أمني والآخر سياسي، برئاسة وزير الشؤون الخارجية للجمهورية التونسية بالتعاون مع المبعوثين الخاصين لجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي إلى ليبيا.
وتتولى الجزائر تنسيق أشغال فريق العمل الأمني والذي سيعنى بمتابعة المسائل الأمنية والعسكرية بما فيها مراقبة الحدود والمساعدة على تجميع الأسلحة الثقيلة التي تهدد الأمن والاستقرار في ليبيا ودول الجوار.
وتتولى مصر تنسيق أشغال فريق العمل السياسي والذي سيعنى بالمسائل السياسية بما في ذلك الاتصال بالطبقة السياسية ومكونات المجتمع المدني في ليبيا.
وسيقوم فريقا العمل بإعداد تقارير ورفعها خلال الأسبوع الأخير من شهر يوليو إلى وزير شؤون خارجية تونس بوصفه رئيس فريقي العمل والذي يقوم بدوره برفع تقرير شامل في الغرض إلى الاجتماع الوزاري القادم والذي سيعقد في مصر خلال النصف الأول من شهر أغسطس.