قضايا التعليم والمناهج من أكثر المواضيع جدلا في المجتمعات وخاصة العربية منها فمنهم من ينحاز إلى اساليب التعليم التقليدية والتي سادت في القرنين الماضيين ويراها أكثر كفاءة وفعالية في جودة التعليم ، ومنهم من يرى أن التعليم الحديث هو الأكثر ملاءمة مع العصر الحالي لتناسبه مع تسارع الحياة ومتطلباتها ، وبين هذا الجدل جاء الرد من حاضرة أوروبا ، من بريطانيا ، والتي تعدّ مثالا يحتذى به العرب لتطوير المناهج والتعليم ،جاء على لسان وزيرة التعليم البريطانية في تصريح لها آواخر الشهر الفائت مفاده بانه يجب على المعلمين البريطانيين التوقف عن اختراع العجلة وأن يتعلموا من تجارب اليابان والصين في كيفية بناء العملية التدريسية وتجويدها واضافت بأن عليهم العودة الى طرق التدريس التقليدية من خلال الكتب الدراسية ، حيث إن المعلمين في المدارس الانجليزية ينفقوا الكثير من الوقت في اعداد الاعمال غير الضرورية من وسائل وملخصات لا تثري العملية التربوية .
وفي ذات السياق أظهرت دراسة عالمية أن الدول التي تتبنى الاسلوب التقليدي في التدريس يكون التحصيل العلمي للطالب افضل من الدول التي تتبع نظام التدريس الحديث او المطّور ، لذلك تعدّ دول مثل الصين واليابان من الدول التي تحتل المراتب الاولى من حيث الاداء العالي في التحصيل العلمي اعتمادا على الكتب التدريسية ، وعلى النقيض تماما في بريطانيا التي تعتمد على تصنيف العملية التعلمية بناء على قدرات الطالب ، لذا نجد أن هناك في الصف الواحد عدة مهام في الحصة الواحدة مما يعني زيادة العبء الموكل على المدرس .
إن الدراسات التي اجريت مؤخرا في العديد من الدول العربية توضح مؤشر الاختلالات في مستوى التحصيل العلمي والتربوي وقد يكون احد اسباب هذه الاختلالات الابتعاد عن المحتوى التعليمي والانشغال كثيرا بالبرامج والمسابقات والانشطة والوسائل مما اخرج العملية التعليمية من سياقها ، لذا نشاهد معدل الفاقد من الساعات التدريسية الحقيقة مرتفع جدا. ويبقى الجدل قائما بين مؤيد للتعليم الحديث ومعارض له حتى تثبت الدراسات يرجحان كفة احدهما.

خالد بن عبدالله العبري
باحث وكاتب
[email protected]