انتشر في الآونة الأخيرة وقوف بعض الصبية وهم في عمر الزهور في بعض المواقع بمحافظة مسقط ولا سيما في محطات الوقود بهدف بيع ما يسمى (شعر البنات) أو سكر بنات أو أيا كان الاسم، فأولئك الأطفال تجدهم يقفون بمجموعة من تلك الأكياس باللون الوردي، وأي سيارة تمر أو تقف يتوجه إليها لكي يبيع من ذلك، لا أعلم كم القيمة ولكن الكثير من الذين يشترون ليس القصد هو الشراء بل مساعدة ذلك الطفل، ولم يقتصر الأمر على الأطفال فقط، بل إحدى النساء المسنات لها موقع أيضا وهي إحدى المحطات وتقوم بنفس الدور، ليس القصد هو التذمر من الباعة، ولكن حسب علمي في قانون العمل بأن الطفولة حتى سن 15 سنة تقريبا، أكثر أو أقل من ذلك فهم ممنوعون من البيع والشراء، أما الأطفال الذين يقفون مع أولياء أمورهم في بعض المحلات التجارية فإن القصد من ذلك هو تعليم الطفل والتعود أيضا على الاعتماد على نفسه ولكنه يقف مع ذوية لإتمام عملية البيع والشراء، أما الأطفال الذين يقفون في محطات الوقود فيبيعون بضاعة ليست لهم بل هم وسطاء، وهناك أحد الوافدين يطوف بسيارته من العصر لتوزيع هؤلاء الأطفال في مواقع مختلفة، ولو فكرنا قليلاً تلك الآلة التي تصنع ذلك النوع من الحلويات تستخدم في المحلات الكبيرة ومحلات الحدائق، فيما يقوم ذلك الوافد بإنزال في كل موقع طفل مع البضاعة وفي ساعة متأخرة من الليل يعود لاستلام الغلة وما تبقى وإعادة الطفل إلى مكانه مع حصته من تلك البضاعة. وهنا السؤال: أين الرقابة على مثل هذه الحالات التي قد تتطور ويكون ذلك الطفل مصدرا للترويج لبعض الممنوعات مثل المخدرات وغيرها، ويكون السبب من خلال وقوفه في ذلك الموقع؟ آن الآوان أن تتحرك الجهات المعنية حتى التحريات في شرطة عمان السلطانية لها دور في مراقبة أولئك الأطفال ومعرفة من يقف خلفهم ويسهم في جعل أطفالنا واجهة للبيع والترويج في مواقع مختلفة، بل حتى الباعة الذين يفترشون الأرض أمام بعض الحدائق.

يونس المعشري
[email protected]