القدس المحتلة – « »
–( وكالات) :
■ رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مبادرة التهدئة التي أعلنتها مصر، معتبرة أنها تخدم أهداف إسرائيل، وأكدت أن المقاومة ستستمر، بينما هددت إسرائيل بالتصعيد العسكري إذا لم تلتزم حماس بوقف إطلاق النار، وذلك بعد موافقتهاعلى المبادرة في وقت مبكر من صباح امس الثلاثاء. فيما حث وزير الخارجية الاميركي جون كيري « حماس « على قبول الاقتراح المصري لوقف اطلاق النار مع اسرائيل في قطاع غزة. وقالت (حماس ) على لسان الناطق باسمها سامي ابو زهري أن حركته لم تتسلم أي مبادرات رسمية لوقف إطلاق النار . وقال ابو زهري في تصريح وصل ( الوطن ) نسخة منه «حماس لم تتسلم حتى الآن أي مبادرات رسمية من أية جهة، وما يتم ترويجه بشان نزع سلاح المقاومة هذا عمل غير خاضع للنقاش ونحن شعبٌ تحت الاحتلال والمقاومة بكافة الوسائل حقٌ مشروع للشعوب المحتلة». وبرغم ، ترحيب وقبول رئيس دولة فلسطين محمود عباس في ساعة مبكرة من فجر أمس، بالمبادرة المصرية للتهدئة. ودعواته جميع الأطراف إلى الالتزام بهذه المبادرة حفاظا على دماء الشعب الفلسطيني والمصالح الوطنية العليا، مطالبا بأن تمهد هذه المبادرة لجهد سياسي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. الا ان حماس رفضت وقالت «أن وقف إطلاق النار قبل التوصل لاتفاق التهدئة مرفوض ولم يحدث في حالات الحرب أن يتم وقف إطلاق النار ثم التفاوض». وكان إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس رفض في وقت سابق أمس الأول، أي تهدئة لا تضمن رفع الحصار عن قطاع غزة ووقف الاعتداءات في الضفة الغربية والقدس. وقال هنية في كلمة متلفزة إن المشكلة بشكل مبسط ليست في التهدئة بل في الواقع الذي تعيشه غزة من خلال الحصار. وأضاف «يجب أن يتغير هذا الوضع وأن ينتهي الحصار وأن يعيش الشعب حرا مثل كل شعوب العالم وليعيش اهلنا في امن من هذه الاستباحة خاصة وان الاحتلال يتنكر كليا للاتفاقات المتوقعة التي جرت برعاية مصرية، وأن هذه الدماء وهذا الاداء البطولي لا بد أن يفضى إلى تغيير هذا المعاناة في غزة وأن تمتد هذه الفضاءات للضفة والقدس. ولم يغلق هنية الباب في وجه الدبلوماسية، قائلا « لا يمكن لاحد تجاوز طلبات المقاومة التي تحافظ على دماء ابناءنا من خلال الثبات في الميدان ومن خلال الحركة السياسية التي تواكب عظمة هذا الميدان». واشار هنية الى تنصل الاحتلال من الاتفاقات السابقة التي شملت اتفاقات التهدئة، حيث الغى الحدود البحرية وابقى على اغلاق المعابر والمنطقة باستثناء كرم ابو سالم جزئيا والغى المنطقة الحدودية ودمر البنية التحتية ثم تطور الى القتل وعدوان الجرف الصامت. وأضاف: «بعد ان نفذ الاحتلال حملته في الضفة وقتل الفتي الشهيد محمد ابو خضير قرر ان يشن العدوان على غزة وبدون أي وبدا العدوان باستباحة الضفة ثم الحرب على غزة فوجد غزة العزة».
وقال هنية ان :»الشعب الفلسطيني امام مرحلة مهمة من مراحل صراعنا مع المحتل وامام فتح افاق حقيقية وجادة لاجيالينا الفلسطينية لان يكون لها مستقبل على ارضها في فلسطين ، نحن اليوم امام واجب الدفاع عن ارضنا وشعبنا ووطنا وكرامتنا وعزتنا ومستقبل اجيالنا». وأكد هنية أن الحصار الذي فرض على الشعب الفلسطيني قد فشل في ان يمنع المقاومة من ان تمتلك كل الوسائل التي تمكنها من صد أي عدوان يشنه العدو لأسباب داخلية وغير داخلية وان الحصار الذي دفع ثمنه الشعب الفلسطيني من الدواء والكساء والغداء فشل فشلا ذريعا ولم يغير من مواقف المقاومة. وأضاف :» ولم تمنع سنوات الحصار على قسوتها من ان تمتلك المقاومة كل وسائل الدفاع عن شعبنا وان تؤكد المقاومة في غزة انها ملتحمة مع اهلنا في الضفة والثماني وأربعين». من جانبه ، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش مع الترحيب الكبير بالدور المصري، الذي أكد على أهميته، إلا « انه لا جديد في موضوع التهدئة، هناك اتصالات، لكنها لم ترتق للمستوى المطلوب، وعرض المبادرات لا يتم عبر وسائل الإعلام بل عبر القنوات الواضحة لفصائل وقادة المقاومة» . وقالت كتائب الشهيد عز الدين القسام إنه لم تتوجه إليها أي جهة رسمية أو غير رسمية بما ورد في مبادرة وقف إطلاق النار، واصفة هذه المبادرة بـ»مبادرة ركوع وخنوع» . وأضافت القسام في بيان عسكري صادر عنها حول مبادرة وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي «يتداول في وسائل الإعلام أحاديث ونصوص حول مبادرةٍ لوقف إطلاق النار بين المقاومة والعدو، وإننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام توضيحاً لأبناء شعبنا ومنعاً لحدوث البلبلة نؤكد أنه لم تتوجه إلينا في كتائب القسام أي جهةٍ رسميةٍ أو غير رسميةٍ بما ورد في هذه المبادرة المزعومة». وتابعت القسام في بيانها «إن صح محتوى هذه المبادرة فإنها مبادرة ركوعٍ وخنوع، نرفضها نحن في كتائب القسام جملةً وتفصيلاً، وهي بالنسبة لنا لا تساوي الحبر الذي كتبت به».
وقالت «إن معركتنا مع العدو مستمرةٌ وستزداد ضراوةً وشدةً، وسنكون الأوفياء لدماء شهداء معركة «العصف المأكول» الأبرياء وكافة شهداء شعبنا، وإننا نعد شعبنا أن هذه الدماء والتضحيات لن تضيع سدىً، ولن يجهضها أحدٌ كائناً من كان في هذا العالم».الحركة إنها لم تتلق أي مبادرة بعد، وأنه تم استثناؤها من المشاورات، وبالتالي فهي في حل من أي التزام بها، مؤكدة رفضها وقف إطلاق النار دون اتفاق واضح. من جهتها رفضت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المبادرة المصرية، مشيرة إلى أنها تأتي خارج سياق وقف العدوان. من جهته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل وافقت على المبادرة المصرية «من أجل إعطاء فرصة لنزع سلاح القطاع من الصواريخ والأنفاق عبر السبل الدبلوماسية». وأضاف نتنياهو أنه «إذا لم تقبل حماس مبادرة وقف إطلاق النار كما يبدو الوضع الآن، فإن إسرائيل سيكون لديها كل الشرعية الدولية لتوسيع العملية العسكرية لتحقيق الهدوء المنشود». وكان مكتب نتنياهو أعلن قبول المجلس الوزاري الأمني المصغر بالمبادرة المصرية للتهدئة في غزة. وقال عوفير جندلمان المتحدث باسم نتنياهو إن المجلس قرر قبول المبادرة المصرية، في حين أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي الموافقة على التهدئة، دون أن تعطي تفاصيل إضافية عن عملية التصويت في المجلس. وقال مسؤولون ووسائل إعلام إسرائيلية إن المجلس الوزاري الأمني المصغر اجتمع في مقر الجيش بتل أبيب للتصويت على المبادرة. من جانبه ، رحب كيري بموافقة اسرائيل على الاقتراح المصري، وذلك في بيان مقتضب صدر عن وزارة الخارجية الاميركية. وقال كيري ان «الاقتراح المصري لوقف اطلاق النار وبدء محادثات يشكل فرصة لوقف اعمال العنف واعادة الهدوء».
واضاف «نرحب بقرار الحكومة الاسرائيلية الموافقة على الاقتراح. ونحث الاطراف الاخرين على القيام بالمثل». وكان رحب الرئيس الاميركي ، باراك أوباما بالمبادرة المصرية لوقف اطلاق النار في قطاع غزة الذي يتعرض منذ اسبوع لهجوم اسرائيلي واسع النطاق، معربا عن امله في ان تتيح هذه المبادرة العودة الى الهدوء. وقال اوباما خلال حفل افطار رمضاني استضافه في البيت الابيض «نحن متشجعون ازاء تقديم مصر هذا الاقتراح لتحقيق هذا الهدف والذي آمل ان يتيح استعادة الهدوء». واكد الرئيس الاميركي ان اسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد هجمات «لا تغتفر»، واصفا في الوقت نفسه مقتل مدنيين فلسطينيين في الهجوم الاسرائيلي على القطاع بانه «مأسوي». ■