■ طرابلس ـ وكالات: كشفت تقارير إخبارية ليبية بأن مستشفى الزهراء استقبل خلال اليومين الماضيين 26 قتيلا و11 جريحا جراء الاشتباكات التي وقعت بمحيط مطار طرابلس. ونقل موقع «بوابة الوسط» عن مصدر طبي بالمستشفى الواقع جنوب غرب العاصمة الليبية طرابلس ، ويبعد حوالي 15 كلم غرب مطار طرابلس الدولي ، القول إن المستشفى استقبل 23 جثة وثمانية جرحى. وبين أن أحد عشر جثة لا تزال مجهولة الهوية ويصعب التعرف عليها لأنها تعرضت لحروق تسببت في تشويه معالمها ، بينما أمكن التعرف على اثنتي عشرة جثة ، وقام ذووهم باستلامهم ، من بينهم العضو المؤسس لجهاز مكافحة الجريمة عبدالمنعم الصيد ومساعده ، وأوضح أن ضحايا يوم الأحد كانا من الطرفين المتنازعين. وأفاد المصدر بأن مستشفى الزهراء استقبل أمس ثلاثة قتلى وأربعة جرحى تراوحت إصاباتهم بين المتوسطة والخفيفة. وتعرض مطار طرابلس مجددا لاطلاق صواريخ أصاب أحدهما مباشرة طائرة على المدرج وذلك بعدما علقت السلطات الليبية جميع الرحلات الجوية من مطار مصراته الدولي غرب البلاد «لاسباب تقنية» غداة اغلاق مطار العاصمة اثر مواجهات دامية. وقال المسؤول الامني في مطار طرابلس الجيلاني الداهش لفرانس برس ان «عشرات الصواريخ اطلقت على المطار»، فيما اوضح مصدر امني اخر ان طائرة تعرضت لاصابة مباشرة جراء صاروخ. ولاحقا، اظهرت صور بثت على الشبكات الاجتماعية طائرة تحترق. وقال مصدر ملاحي ان الطائرة تعود الشركة الليبية الخاصة «طيران البراق». وفي وقت سابق، صرح مصدر ملاحي في العاصمة طرابلس ان قرار اغلاق مطار مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) اتخذ لاسباب تقنية. واوضح المصدر طالبا عدم ذكر اسمه ان «مركز قيادة المنطقة الغربية باكملها موجود في مطار طرابلس وبعد اغلاقه اضطر مطار مصراته الى الاغلاق». واغلق مطار طرابلس الاحد لثلاثة ايام بعد ان تعرض ثوار الزنتان الذين يسيطرون عليه والذين يناهضون الاسلاميين الى هجوم من جماعات اسلامية. وقتل ستة اشخاص في اشتباكات عنيفة، بحسب مسؤول في وزارة الصحة. وقال مسؤول امني في مطار مصراتة ان اضرارا لحقت بعشر طائرات على الاقل تابعة للخطوط الليبية وشركة الخطوط الجوية الافريقية ومعظمها من طراز ايرباص.
واكد ان «معظم هذه الطائرات ستحتاج الى صيانة قبل ان تتمكن من التحليق مرة اخرى». وشاهد مصور العديد من طائرات الركاب الواقفة على المدرج وقد اخترقها الرصاص. وساد الهدوء العاصمة الليبية الاثنين رغم ان المليشيات الاسلامية توعدت بطرد الليبراليين من المطار. وقال المصدر الملاحي انه لم يبق الان سوى مطارين يعملان في مدينتي البيضاء وطبرق شرق ليبيا. الا ان الحكومة حظرت على الاجانب التوجه الى شرق ليبيا بعد ان شن الضابط المتقاعد المنشق خليفة حفتر هجوما في مدينة بنغازي شرق ليبيا ضد المليشيات وسط مايو الماضي. وشنت المليشيات هجومها على مطار طرابلس الاحد الماضي بهدف طرد ثوار الزنتان من مواقع رئيسية يسيطرون عليها جنوب العاصمة بما فيها المطار. ورغم انه تم صد الهجوم الا ان اشتباكات وقعت كذلك في مواقع اخرى يسيطر عليها ثوار الزنتان واستمرت عدة ساعات خاصة على الطريق المؤدي الى المطا
ولم تعرف الجهة المسيطرة على المستشفى بعد هذه الاشتباكات حتى اللحظة، وساد هدوء حذر بعد المواجهات لكن الأماكن المؤدية لمحيط المستشفى شبه مغلقة. وغرفة العمليات الأمنية المشتركة أنشئت بقرار من رئيس مجلس الوزراء لتتولى تأمين المدينة وهي مزيج من الجيش والشرطة وعدد من كتائب الثوار، على رأسها قوات النخبة الخاصة والصاعقة. لكن «مجلس شورى ثوار بنغازي» الذي أعلن تأسيسه في 20 يونيو الماضي اتهم الغرفة بانها ذراع داخل المدينة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود منذ 16 مايو الماضي عملية عسكرية تحت اسم «الكرامة» قال إنها «لمحاربة الإرهاب في بلاده». من ناحية اخرى دعت دول جوار ليبيا في ختام اجتماع بتونس إلى وقف العمليات العسكرية في ليبيا وإطلاق حوار وطني ليبي واعلنت انشاء لجنة «أمنية» وأخرى «سياسية» لمساعدة هذا البلد على الخروج من حالة الفوضى التي يعيشها. وشدد ممثلو هذه الدول في بيان في ختام اجتماع استمر يومين بمدينة الحمامات (جنوب العاصمة) على «ضرورة وقف كامل العمليات العسكرية بليبيا» وحثوا «كافة الأطراف والفعاليات السياسية في ليبيا على حلّ خلافاتها عبر الحوار، وانتهاج مسار توافقي». على صعيد متصل اعلنت الحكومة الليبية ليل الاثنين-الثلاثاء انها تدرس امكانية طلب تدخل قوات دولية لمساعدتها في بسط الامن والنظام في ليبيا ولا سيما في العاصمة طرابلس التي تشهد منذ الاحد اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة. وقال المتحدث باسم الحكومة في بيان ان مجلس الوزراء عقد اجتماعا طارئا تدارس خلاله خصوصا «استراتيجية طلب محتمل لقوات دولية لترسيخ قدرات الدولة وحماية المواطنين ومقدرات الدولة». ■