القدس المحتلة ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
تخطى ضحايا العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة الـ1500 بين شهيد وجريح فيما أعلنت مصر مبادرة لوقف النار في حين شهد الوضع الميداني تقدما نوعيا للمقاومة التي أعلنت إطلاق طائرات دون طيار فيما تكشف استخدام الاحتلال أسلحة فتاكة خلال العدوان.
واقترحت مصر وقفا لإطلاق النار اعتبارا من الساعة السادسة صباحا بتوقيت جرينتش حيث قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان ان مصر تدعو "كلا من إسرائيل والفصائل الفلسطينية إلى وقف فوري لإطلاق النار"، مضيفة "تحددت الساعة 6,00 (طبقا للتوقيت العالمي) يوم 15 يوليو لبدء تنفيذ تفاهمات التهدئة بين الطرفين، على أن يتم إيقاف إطلاق النار خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة المصرية وقبول الطرفين بها دون شروط مسبقة".
وخلال 48 ساعة من بدء تنفيذ المبادرة، تستقبل القاهرة وفودا رفيعة المستوى من الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية للتباحث بشأن تثبيت وقف إطلاق النار، بحسب المصدر نفسه.
وجاءت المبادرة عشية وصول وزير الخارجية الأميركي جون كيري للقاهرة للتشاور بشأن التهدئة.
ودعت المبادرة المصرية إلى التزام إسرائيل "بوقف جميع الأعمال العدائية على قطاع غزة برا وبحراً وجواً، مع التأكيد على عدم تنفيذ أي عمليات اجتياح بري لقطاع غزة أو استهداف المدنيين"، فيما نصت على أن تلتزم "كافة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بإيقاف جميع الأعمال العدائية من قطاع غزة تجاه إسرائيل جواً، وبحراً، وبراً، وتحت الأرض مع التأكيد على إيقاف إطلاق الصواريخ بمختلف أنواعها والهجمات على الحدود أو استهداف المدنيين". وفقا لنص المبادرة.
كذلك تضمنت المبادرة أن يتم "فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض".
وشددت الخارجية المصرية على أن "تصعيد المواقف والعنف والعنف المضاد وما سيسفر عنه من ضحايا لن يكون في صالح أي من الطرفين".
وجاءت المبادرة أيضا قبيل بدء اجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب حيث لم يتسن الحصول على نتائج الاجتماع حتى إعداد الخبر لكن مصادر رجحت أن يتم تبني المبادرة المصرية.
وكانت القوى الوطنية والإسلامية في غزة قد دعت إلى تدخل مصر من أجل وقف التصعيد الإسرائيلي على القطاع.
وقالت القوى في بيان عقب اجتماع طارئ مساء أمس :"ندعو الدول العربية خاصة مصر إلى تكثيف جهودها لوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع والضغط على حكومة الاحتلال لوقف كافة أشكال العدوان على شعبنا".
وأكدت على "خيار المقاومة باعتباره حقا استراتيجيا حتى دحر الاحتلال وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني".
وحملت القوى الحكومة الإسرائيلية "مسئولية تصعيد عدوانها وجرائمها ضد شعبنا في قطاع غزة من قصف وحصار وسقوط العدد الكبير من الشهداء والجرحى والتدمير للمنازل، الأمر الذي يتطلب سرعة تدخل دولي فاعل وفوري لحماية شعبنا".
في غضون ذلك كانت آخر حصيلة للعدوان الاسرائيلي على القطاع تشير الى استشهاد 5 فلسطينيين في غارتين على جنوب قطاع غزة، الأولى على منزل في رفح وخان يونس بينهم طفلة.
وبذلك، ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الاسرائيلي الى 184 شهيدا، اي ما يفوق حصيلة العدوان السابق في نوفمبر 2012 مع اصابة نحو 1400 فلسطيني.
من ناحية اخرى أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" أنها أطلقت لأول مرة طائرات من دون طيار تجاه إسرائيل .
وقالت الكتائب في بيان على موقعها الإليكتروني إنها سيرت عددا من طائراتها بدون طيار إلى عمق الكيان الصهيوني وأنها ستنشر مزيدا من التفاصيل حول ذلك لاحقا دون أن تحدد عدد تلك الطائرات .
وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها كتائب القسام عن استخدام طائرات من دون طيار.
ويأتي ذلك بعدما أظهرت تقدما غير مسبوق في ترسانتها الصاروخية بعد إعلانها إطلاق صواريخ باتجاه حيفا في شمال إسرائيل والتي تبعد 112 كيلو متر بعد استهدافها تل أبيب والقدس المحتلة.
في المقابل أعلنت إسرائيل أن منظومة (باتريوت) الصاروخية الدفاعية اعترضت في أجواء مدينة /اسدود/ طائرة بدون طيار دخلت المجال الجوي الإسرائيلي من قطاع غزة .
من جانب آخر كشف تقرير أعد من قبل فريق "ميديكا" الإيطالي عن وجود دلائل تشير إلى أن إسرائيل استخدمت في هجومها الحالي على قطاع غزة أسلحة مماثلة لما استخدمتها ضد المدنيين اللبنانيين في عدوان يوليو عام 2006.
وأوضحت خبيرة الجينات في جامعة روما وعضو المركز الوطني للأبحاث البروفيسورة باولا ماندوكا أن هذه الأسلحة المستخدمة من قبل الجيش الإسرائيلي فتاكة وجديدة وغير معروفة.
ويظهر التقرير الذي أعده الفريق الإيطالي وجود أعراض جديدة وغريبة بين الجرحى والقتلى الفلسطينيين.
وأشار التقرير إلى أن الأسلحة الإسرائيلية تسببت في بتر الأطراف السفلية بصورة وحشية وغير معروفة وكثيرا ما يطلب الأطباء الفلسطينيون مساعدة المجتمع الدولي من أجل فهم أسباب هذه الجروح غير المألوفة التي تحتوي على شظايا صغيرة وغالبا غيرمرئية للأشعة السينية، إضافة إلى الحرارة العالية في الأطراف السفلية.