فيما يقام معرض دولي وتكريم للفائزين بجائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية

رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية: الاحتفال يؤكد أهمية ترسيخ المبادرات الداعمة لمساهمات القطاع الحرفي الوطني في تعزيز مصادر الدخل

-(807) مستفيدين من مبادرات التأهيل والتدريب الحرفي المتكامل

- رفد الصناعات الحرفية بـ (231) مشروعاً وطنياً والقطاع الحرفي يحقق نمواً متزايداً في الإنتاج

قالت معالي الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميل السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية: إن احتفال السلطنة باليوم الحرفي العماني الخامس عشر يأتي ليؤكد على أهمية ترسيخ المبادرات الداعمة لمساهمات القطاع الحرفي الوطني في تعزيز مصادر الدخل.
وأشارت معاليها إلى أن فعاليات الاحتفال باليوم الحرفي العماني الخامس عشر سيتضمن استضافة السلطنة لمعرض دولي للصناعات الحرفية يضم مشاركة دولية واسعة خلال الفترة من 1 الى 3 شهر مارس القادم، كما سيشهد اليوم الحرفي احتفال الهيئة العامة للصناعات الحرفية بتكريم الفائزين بالدورة الخامسة من مسابقة جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية وسيتم تنظيم حفل توزيع كؤوس حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لمسابقة الإجادة الحرفية ضمن حفل بهيج يقام على مسرح متنزه القرم الطبيعي مساء يوم السبت الموافق 3 مارس القادم وذلك بالتزامن مع الذكرى المباركة لصدور المرسوم السلطاني رقم:(24 /2003م) الخاص بإنشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية.
وتأتي احتفالات السلطنة باليوم الحرفي العماني الخامس عشر لتؤكد على أهمية ترسيخ المبادرات الداعمة لمساهمات القطاع الحرفي الوطني في تعزيز مصادر الدخل باعتبار أن الصناعات الحرفية تُعد من الارتكازات التي تسعى الدول من أجل استقطابها للطاقات الشابة الى جانب أهمية الحرف في نمو المشاريع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ودورها المؤثر في رفد المجتمع بمنتجات نفعية وجمالية مطورة ذات رمزية مرسخة للهوية الوطنية ، مع إسهام الحرف في التواصل الانساني مع الحضارات والأمم ذات الطابع الثقافي المتنوع والمشترك.
وقالت: إن الهيئة العامة للصناعات الحرفية تضع التوجيهات السامية لجلالته ـ أعزه الله ـ بالحفاظ على الصناعات الحرفية والمهن التقليدية للآباء والأجداد موضع التنفيذ والأولوية وتحرص الهيئة على تحقيقها للأهداف المؤملة منها مع متابعتنا الدائمة لتنفيذ المشاريع والبرامج والمبادرات وصولاً إلى المعدلات المناسبة للنمو الحرفي وإننا نسعى لتطبيق رؤى استشرافية تشكل فيها الصناعات الحرفية قطاعاً مساهماً وفاعل في التنمية الشاملة بمؤشرات عالية من الإنتاجية والربحية من منطلق إيمانناً بالأدوار والآمال العظيمة التي نأمل من خلالها أن تحقق مختلف مبادراتنا ومشاريعنا الحرفية، موضحةً بأن الاهتمام السامي عزز من نمو وكفاءة الصناعات الحرفية الوطنية فقد شهد القطاع الحرفي خلال عام 2018م نمواً قياسياً محققاً بذلك إسهامات تنموية متنوعة تُرجمت كمشاريع معززة لجميع المبادرات الهادفة الى الاخذ بيد الحرفيين وتوفير كل ما من شأنه الدفع بالعمليات الانتاجية والتطويرية للحرف وشهدت المؤشرات الاحصائيات الحرفية المسجلة مؤخراً تزايداً ملحوظاً في أعداد الحرفيين فمع نهاية شهر فبراير لعام 2018 بلغ عدد الحرفيين (21142) حرفياً وحرفية بزيادة نسبة نمو سنوية متجاوزة (8%) مقارنة بالعام الماضي.
وأكدت معاليها بأن المشاريع الحرفية بشتى قطاعاتها الموزعة على محافظات السلطنة لها دور مؤسسي في تأمين إرساء أهداف القطاع الحرفي العُماني ومنهجيته والتي تستمد ثباتها وديمومتها من الفكر السامي والذي أكد على ضرورة الاهتمام بالموارد والطاقات الوطنية وفق ما تقتضيها كل مرحلة من مراحل التنمية المستدامة للبلاد، وبالتوازي مع هذه الجهود تواصل الهيئة العامة للصناعات الحرفية وبشكل دؤوب تنفيذ مشاريع حرفية رائدة ولعل في مقدمة تلك المبادرات مسابقة جائزة السُّلطان قابوس للإجادة الحرفية في دورتها الخامسة وقد بلغ عدد المشاركين (620) في مختلف مجالات المسابقة (المنتج الحرفي، المشاريع الحرفية).
وقالت معاليها: واتساقاً مع استقبال الدفعات الجديدة من منتسبي القطاع الحرفي تم تشغيل كافة المراكز الحرفية بهدف تأمين كافة المهارات للحرفيين عبر تنفيذ حزم من البرامج التأهيلية والتدريبية والإنتاجية بواقع (51) برنامجاً يتم ترجمتها فعلياً من خلال مراكز متخصصة في نقل مهارات صناعة الحرف العُمانية الى الاجيال الشابة مع اعتماد مبادرات تدريبية وإنتاجية موسعة لإرساء دعائم الخطط والمشاريع التنفيذية للسياسات المعتمدة بمختلف محاور تطوير الحرف مع استحداث حرف مبتكرة ذات جدوى نفعية ودلالات جمالية، وقد بلغ عدد المستفيدين من مختلف المبادرات التي نفذتها الهيئة العامة للصناعات الحرفية حوالي (807) حرفيين وحرفيات كما حقق قطاع الحرفي تنام منقطع النظير فيما يتصل بالقرى الحرفية حيث أثبتت هذه التجربة جدواها المجتمعية في نشر المعرفة بآليات نشر الحرف لدى مختلف الشرائح الراغبة في تعلم أساسيات صناعة الحرف المطورة وفي هذا الصدد عملنا على تشغيل القرية الحرفية بنيابة الشويمية الى جانب تدشين خط إنتاج النسيج والغزل لمركز ظفار للاستثمار الاجتماعي بولاية المزيونة بمحافظة ظفار.
وبهدف حماية الملكية الفكرية للحرف الوطنية أوضحت معاليها بأن الهيئة العامة للصناعات الحرفية قامت بإيداع قرابة (468) منتجاً من المصنفات الحرفية والتي تضم تصاميم مبتكرة للعديد من الحرف المطورة وذلك في اطار تجويد مبادرات الهيئة الرامية الى تطوير الأداء الحرفي وتجويد الصناعات الحرفية وتعزيز الحس الابداعي لدى الحرفيين بالإضافة الى تحقيق التكامل في العمل على المستوى الاقليمي والدولي مع المنظمات والهيئات المختصة بحماية حقوق الملكية الفكرية.
وأضافت: انه على صعيد التعاون والشراكة تمكنت الهيئة العامة للصناعات الحرفية من أن تخط لها رؤية في التعاون الدولي والإقليمي بما يضمن لها حضوراً وتفاعلاً مثري وفي هذا الاطار تم تجديد اختيار الهيئة العامة للصناعات الحرفية لشغل منصب نائب رئيس مجلس الحرف العالمي لمنطقة غرب اسيا والمحيط الهادي، كما تبوأت ستة منتجات عُمانية مراكز متقدمة ضمن منافسات جائزة مجلس الحرف العالمي للتميز الحرفي وتعدّ الجائزة الأبرز والأكثر منافسة على مستوى دول آسيا والمحيط الهادي في محور الصناعات الحرفية المطورة والتقليدية.
وحرصت الهيئة على تبني مشاريع لإحياء المهن التقليدية المندثرة عبر التعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلم (اليونسكو)، إلى جانب استفادة الهيئة من برامج التعاون مع المنظمات والهيئات المختصة في الشأن الحرفي كالمنظمة العالمية للملكية الفكرية ومجلس الحرف العالمي، وقد بات للمنظمات والهيئات الدولية والإقليمية تأثيراً واضحاً في الحفاظ على الصناعات الحرفية لضمان حماية الابتكارات من خلال الالتزام بما يتم طرحة من اتفاقيات ومعاهدات وللسلطنة جهود مثرية في مسارات العمل الدولي فيما يختص بحماية وتطوير الحرف والمهن التقليدية.
من جهة أخرى حرصنا على مشاركة الحرفيين في العديد من المهرجانات والمعارض المحلية والإقليمية والدولية بالإضافة الى الفعاليات الثقافية والاجتماعية في كل من الإمارات وقطر والكويت وفرنسا والمغرب وإيران وذلك في إطار حرصنا نحو تحقيق التكامل في العمل الحرفي المشترك على المستوى الاقليمي والدولي مما يسهم بشكل كبير في تعزيز مسيرة التنمية الشاملة، وفي هذا المجال فازت السلطنة ممثلة بالهيئة العامة للصناعات الحرفية مؤخراً بجائزة مهرجان تبريز الدولي الثالث للفنون والتراث والإبداع وسط منافسة حرفيين من مختلف بلدان العالم، كما وقعت السلطنة ممثلة في الهيئة العامة للصناعات الحرفية مع الجمهورية التونسية على مذكرة تفاهم في المجال الحرفي والصناعات التقليدية وتتضمن المذكرة على تبادل المعلومات والخبرات والدراسات والنشرات وانجاز البحوث المشتركة في مجال الصناعات الحرفية بهدف الاسترشاد بالتجارب الناجحة في كلا البلدين وتشجيع الحرفيين في البلدين على اقامة مشاريع انتاج وتسويق مشتركة.
وفي مجال الاستثمار والترويج الحرفي قالت معاليها: قامت الهيئة بإسهامات على الصعيد التنموي بهدف إحداث تحولات جذرية لإتاحة الفرص أمام الحرفيين والمستثمرين لإنشاء مشاريعهم الحرفية وذلك طبقا لإستراتيجيات النمو المستدام، وأولت الهيئة أهتماماً خاصاً بالتسويق الحرفي للصناعات الحرفية المطورة حيث تعد سلسلة بيت الحرفي العماني من أهم المنافذ الحرفية المطورة التي يتم من خلالها تسويق وترويج الحرف العُمانية وبالتالي تحقيق التنوع الاقتصادي ويتمتع القطاع الحرفي في السلطنة بالعديد من المزايا الاستثمارية التي تمكنه من استقطاب الكفاءات الحرفية الوطنية وفي هذا المجال بلغت عدد المنافذ الاستثمارية والتسويقية للصناعات الحرفية الممولة من قبل الهيئة خلال عام 2018م (26) منفذاً حرفياً في مواقع ذات جذب سياحي بمختلف محافظات السلطنة.
وشهدت التراخيص الحرفية الممنوحة من قبل الهيئة العامة للصناعات الحرفية للحرفيين العمانيين زيادة مستمرة خلال عام 2018م ويؤكد تنامي الارتفاع الملحوظ في نسب الحرفيين العمانيين المسجلين ضمن قاعدة بيانات السجل الحرفي مدى جاهزية الهيئة لاستقطاب الطاقات العُمانية المنتجة إلى جانب أنها تبرز الجهود المبذولة نحو تأمين برامج التأهيل والتدريب الحرفي لتتلاءم مع فرص الالتحاق بمجالات تصميم وإنتاج الحرف العُمانية إضافة إلى مبادرات الدعم والرعاية الحرفية، حيث شهد القطاع الحرفي جهود متواصلة للنهوض بالحرف العمانية وتطويرها وفق آليات حديثة تعمل على ترويج المنتج الحرفي العماني.
وأوضحت معاليها بأن عدد المشاريع الحرفية المسجلة بالهيئة مع بداية شهر مارس من هذا العام بلغ (231) مشروعاً بمختلف محافظات السلطنة وهذا بدوره يوضح حجم الدعم والمساندة المؤسسية التي يشهدها القطاع فمنذ إنشاء الهيئة وهي معنية بضمان وتعزيز جميع الفرص المتاحة للاستثمار الحرفي الى جانب دعم المشاريع الحرفية والعمل على تطويرها من خلال تنفيذ مشاريع متكاملة للنمو الحرفي مع الاخذ بمسببات الحداثة والتطوير الاقتصادي.
وتأتي مشاريع دعم الشباب لإنشاء مشاريعهم الحرفية بمختلف ولايات السلطنة في اطار تعزيز الإقدام على الاستثمار المحلي في القطاع الحرفي وذلك بهدف تأسيس مواقع ومنافذ حرفية عصرية من ناحية وجذب استثمارات القطاع الخاص للمواقع التي تمتاز بالرواج السياحي والاستثماري، واتساقاً مع مجالات الاستثمار المنوط بالهيئة فقد حرصت الهيئة على دعم نماذج من المشاريع الوطنية المنتجة وذلك وفق مبادرات الرعاية المتكاملة ويتم تصنيف تلك المشاريع ضمن المشاريع المساهمة في الناتج المحلي للدولة كما تعتبر تلك المنشآت المجيدة إحدى الركائز المؤسسية للقطاع الخاص والذي تدل الاحصائيات على استحواذه لنسب مساهمة جيدة في الاسواق المحلية.
وقالت معاليها: ركزنا على دعم مشاريع حرفية منتجة مع تشجيع الاجيال الشابة من أبناء الوطن لمواصلة انتاج حرف الاباء والأجداد ، وتنوعت مبادرات الدعم والرعاية والإسناد للقطاع الحرفي الوطني وأدخلت الهيئة العامة للصناعات الحرفية مؤخراً مبادرات للدعم الاستثماري والترويجي للراغبين في تأسيس المنشآت الحرفية التسويقية وذلك ضمن مبادراتها الهادفة الى رفد المجتمع المحلي بمنتجات حرفية وطنية ومصنعة بأيدي عمانية وقد أثبتت مشاريع الدعم والرعاية الاستثمارية جودتها من ناحية استقطاب طاقات عُمانية للانخراط في مختلف مجالات العمل والتسويق الحرفي بالإضافة الى ارتفاع حجم المشاريع الحرفية الاخذة في النمو والتزايد.
واضافت: لقد اعتمدنا كافة الحزم والمبادرات المخصصة لمسارات الدعم والرعاية الحرفية المتكاملة وطرق توظيفها من خلال الوقوف الدائم على الاستفادة المسؤولة لكافة مقدرات وإمكانيات وموارد القطاع الحرفي الوطني، ونسعى حالياً الى تحقيق كفاءة نوعية في مستوى أداء مبادرات الدعم الحرفي من خلال التطوير المستمر لشروط استحقاق ومنح برامج الرعاية الحرفية وذلك في اطار علمي عبر الاخذ بمحصلة مؤشرات الدراسات والأبحاث الميدانية التي تنفذها الهيئة بشكل دوري ومتواصل.