[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
ثمة احتلالات للأرض السورية : الإسرائيلي في الجولان، والإرهابي في بعض الجغرافية ، والأميركي والتركي في الشمال ..
يحدث الآن ان تاريخا يكتب، كل من هؤلاء يكتبه من زاويته .. الاسرائيلي مايزال غير مقتنع بان الجولان له .. يعرف تمام المعرفة انه احتلها بالقوة، سرقها من جعرافيا دولة لاتقبل التنازل مهما كلف الأمر.
وصل الامر بالارهابيين والتكفيريين الى السيطرة على اجزاء واسعة من الاراضي السورية، لكن لمن لايعرف الجيش السوري، بتركيبته المركبة، بعقيدته التي تصل الى حد عبادة التراب السوري، بثقافته وكل من اهل الاختصاص والخبرة، سوف يعرف ان هذا الجيش لن يقبل ابدا باقدام همجية تطأ الارض التي يعبدها بعد ربه.
اما الاميركي والتركي فقد غامرا بلعبة يعرفان سلفا كيف ستدور دوائرها عليهما. الأمر بكل بساطة انهما دخلا في المحظور، في الفهم القائل بان الاحتلال لاراضي الغير يعني السقوط في مستنقع لاخلاص منه سوى حلين: اما الانسحاب الفوري قبل المفاجآت، واما تلقي الضربات القاتلة التي سبق وعرفها الاميركي في اكثر من مكان، ولسوف يعرفها التركي بالضرورة.
السوريون يكتبون تاريخا او هم يكملون كتابة مسودات من صميم صراع طويل ليس جديدا في دنياهم. كيفما قلبت تاريخهم المعاصر ستجد هناك مايعتبر جزءا من فلسفة الصراع الواضح او الخفي، لاعتبارات عبقرية المكان، اضافة الى سؤال الدولة الواقفة وحيدة في وجه الاسرلة التي اتخذت وجوها وما زالت تتخذ في منطقتنا، اشكالا واضحة .. وكذلك الامركة القائمة منذ زمن الضعف العربي وهوانه، كان عبد الناصر يقاتل الاميركان في كل مكان لكنهم بكل اسف كانوا في بيته، كما صرح لي احد كبار الناصريين في مصر.
لايمكن فهم مايجري في سورية بمعزل عن تاريخ مواقفها وسياساتها وافكارها وواقعها التربوي الذي لاينتبه اليه كثيرون والذي على اساسه كان حشد في العبقريات الشابة التي طافت في العالم ونجحت.
الحرب على سورية ليست جديدة .. والصراع عليها من اسس النظرة الاستعمارية القديمة والحديثة اضافة الى الحضور الاسرائيلي في المنطقة وفهمه لطبيعة سورية وتوجهاتها .. صحيح انها لم تأخذ الشكل الذي بلغته منذ سبع سنوات هو عمر الحرب عليها، لكن المؤكد أن مراجعة سريعة لما جرى في السابق نراه مقدمات لما يجري اليوم .. بل لم يكن الحضور السوري في لبنان كقوة عسكرية خلال السنوت الماضية، سوى المنحة التي تحولت الى فخ كان من علاماته الانسحاب المريع من لبنان بالطريقة التي تم بها ..
سورية اليوم مصنع لشتى التوجهات .. لن تبني فقط ماتم تدميره، بل سترصف عقلا لشعبها مؤسساته سوف تظهر ادبيات جديدة بعد ان تتخلص من كل هذا التراكم الذي مازال قائما ويهدد في كل لحظة الانجازات الكبرى التي تمت ، عسكريا وسياسيا.
اصعب ايام حياته كان يوم انفصال سورية عن مصر كما يذكر عبد الناصر .. كانت سورية بالنسبة اليه حاضنة آماله ومحققتها. لهذا نرى طبيعة الهجمة عليها، بكل ضخامتها ومآلاتها وصورها التي لم تكن متوقعة مما يدلل على انها ابنة زمن وتراكمات.
سوف يكون لسورية تاريخ مكتوب بالدم والدموع والآهات والاسرار الدفينة .. فمن يمكنه التقاط خيوطه فليبدأ كتابته، واهم تلك الخيوط التي تدلل على تاريخها ذلك الوجود الاحتلالي الاميركي والتركي واللعبة الاسرائيلية المستمرة وبعض ماهو مستور معلن عربيا.