أسوان (مصر ) ـ د.ب.ا: نجحت بعثة أثرية مصرية، تعمل بمشروع معالجة المياه الجوفية، في الكشف عن جزء من تمثال ضخم من الحجر الرملي يمثل الملك رمسيس الثاني بمعبد كوم أمبو بشمال محافظة أسوان/ 1200 جنوب القاهرة/. وقال الدكتور ايمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الاثار، في بيان امس الثلاثاء، إنه تم العثور على الرأس الخاصة بالتمثال والتي تصور الملك مرتديا التاج الأبيض (تاج الوجه القبلى) والذي تم العثور عليه في جزءين. وأضاف أن أهمية هذا الكشف تكمن في كونه يعد دليلا جديدا على وجود واستخدام هذا المعبد في عصر الدولة الحديثة، حيث إنه لم يكن هناك أدلة على استخدامه في هذا العصر سوى أدلة بسيطة تتمثل في نقوش الملك تحتمس الثالث المسجلة على جدرانه، هذا بالإضافة الى النقش الظاهر على الجزء المكتشف من التمثال والذي يصور الملك رمسيس الثاني بصحبة الإله سوبك والإله حورس، واللذان يمثلان الآلهة الرئيسة لمعبد كوم امبو، الأمر الذي يرجح أن هذا التمثال مرتبط بالمعبد وليس منقولا من مكان آخر. وأشار إلى أن فريق العمل يجري أعماله حاليا بالموقع على قدم وساق آملا في الكشف عن باقي أجزاء التمثال حتى يمكن اعادة تركيبه في أقرب وقت.
ومن جانبه أوضح محمد عبد البديع رئيس الإدارة المركزية لمصر العليا، أن هذا الجزء من التمثال يمثل الملك في الهيئة الأوزورية حيث تظهر اليدان متقاطعتين على الصدر وتمسكان بعلامة العنخ، كما يظهر جزءا من الذقن الملكية، وهو لايزال يحتفظ ببقايا للألوان خاصة على اليدين، ويبلغ أبعاده x140 90سم بارتفاع يبلغ 75 سم. ورجح أن يصل ارتفاع التمثال كاملا إلى ما يزيد على سبعة أمتار، وهو يشبه الى حد كبير التماثيل الملكية بمعبد الرمسيوم بالبر الغربي بالأقصر. ولفت إلى أن الرأس، التي تم العثور عليها بالممر الخارجي الخلفي للمعبد، فلا تزال تحتفظ بآثار للألوان حيث تظهر بقايا اللون الأحمر على الوجه واللون الأصفر على الجبين عند بداية التاج، كما يزين الجبين حية الكوبرا رمز الحماية الملكية، ويبلغ ارتفاعها حوالي 70 سم وعرضها 56 سم تقريبا بينما يبلغ سمكها حوالي 30 سم تقريبا. ومن جانبه، أوضح عبد المنعم سعيد مدير عام منطقة آثار اسوان والنوبة، أن البعثة كانت قد عثرت في البداية على الرأس يزينها جزء من التاج الخاص بها، ومع استكمال أعمال الحفائر بالموقع نجحت البعثة في العثور على الجزء المتبقي من التاج، ولا تزال هناك بعض الأجزاء المفقودة من الوجه والاذن اليسرى. وأضاف أن مشروع معالجة منسوب المياه الجوفية كان قد بدأ في سبتمبر الماضي، ومن المقرر أن يستمر العمل به لمدة عام كامل.