خرج النبي (صلى الله عليه وسلم) من داره ذاكرا ربه بنفحات الذكر العطر مسبحا وحامدا وشاكرا لنعمه وفضله، وفي الطريق لقي امرأة عجوزا تحمل على عاتقها أعباء ثقيلة، ناداها بأدب ولطف هل أساعدك أماه ؟كانت ترجو أن تلقى من يخفف حملها فقبلت المساعدة وحمل عنها النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى اوصلها دارها، لقد شكرته بنصيحة قدمتها له فقد توسمت فيه الصلاح والخير وخافت عليه مما سمعت فقالت له : يا ولدي أن هناك رجل في مكة يدعى محمدا يدع الناس إلى عبادة رب واحد وينهاهم عن عبادة آبائهم وأجدادهم فإياك أن تصحبه، تبسم الرسول الكريم صلى الله علية وسلم وقال لها :أنا محمد يا أماه، فماذا تقولين ؟قالت : اشهد أن لا إله إلا الله واشهد أنك رسول الله، وصدق من قال: بشاشة المرء خير من العطاء، فكيف بمن حاز البشاشة والعطاء!.
وذات مرة كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في المسجد مع أصحابه فدخل عليهم شاب قوي البنية يصرخ بصوت عال: يا محمد ائذن لي بالزنا ؟قام ابن الخطاب يحمل عصاه ليلعق الشاب لعقة تصده عن التفوه مع الرسول الكريم بصوت غير لائق ويعلمه أدب الحديث مع النبي العظيم وحرمة المسجد، اشار النبي الكريم إلى ابن الخطاب أن يتوقف عن فعله ثم نادى الشاب قائلا له : ادن مني، دنا الشاب من النبي الكريم، ثم وضع الرسول الكريم يده على صدر الشاب وهو يسأله : أترضاه في أمك قال الشاب : لا قال النبي الكريم : أترضاه في أختك، قال الشاب: لا، واخذ النبي يعدد له النساء المحارم للشاب وهو في كل مرة يقول : لا فقال له النبي الكريم : كذلك الناس لا يرضونه في بناتهم، ثم مسح الرسول على صدره داعيا الله تعالى أن يطهره من الحرام ويرزقه العفة، وبالفعل ما عرف عن هذا الشاب إلا ما دعى به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فأي عطاء كعطاء الله ثم عطاء محمد صلى الله عليه وسلم لأصحابه وأمته، حينا ما تراه أبا شفيقا للصغار، وتراة أخرى تراه أخا محبا للكبار، وكثيرا من الأحيان تراه رحيما كريما صبورا فارسا مغوارا في ميادين الحياة، من لا يحب محمدا فقد خسر محبة الله ومحبة الناس ومن لا يسير على نهج محمد فقد زاغ بصره واتبع هوى النفس والشيطان!!! ما أروع سيرة محمد ! إن عرضت على الشمس اشرق نورها وإن قرأها مهموما صبر وتصبر بالنبي الأعظم وإن قرأها غافلا اهتدى وبالله توكل وإن قرأها ظالما عاد واسترشد أحبك يا رسول الله وأحب ان أجوارك في الجنة وان قل زادي فزادي أن أذكرك وأصلي عليك كما صلى عليك الله يا علم الهدى وإني لأبعث لك من حنين الشوق :
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ وبفيضها شهِد اللسانُ وعبّرا
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ فاقتْ محبةَ كل مَن عاش على الثرى
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ لا تنتهي أبداً ولن تتغيرا

أم عمر منى بنت حمد الزيدية