أخي الصائم :
إن شهر رمضان هو شهر التكافل والتضامن الاجتماعي بجانب أنه شهر التربية الروحية والأخلاقية والسلوكية ، ومن معالم ذلك الشهر العلاقات التكافلية القوية بين أفراد المجتمع بين الأغنياء والفقراء، وبين الأقوياء والضعفاء ومن الأساليب الرمضانية لتحقيق التكافل الاجتماعي:
1- زكاة الفطر:
والفدية وكفارة الصيام، وموائد الرحمن، وحقيقة طعام رمضان، وصلة الأرحام وذوي القربى والسعي في قضاء حوائج الناس, وأصل ذلك من القرآن الكريم قول الله تبارك وتعالى: " وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"(المائدة:٢), وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" (رواه البخاري)، وقوله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً" (رواه البخاري ومسلم).
ويتناول هذا المقال أساليب التكافل الاجتماعي في رمضان وبواعثه وأبوابه المختلفة ودورها في تحقيق المجتمع المتكافل الفاضل.
* دور زكاة الفطر في تحقيق التكافل الاجتماعي:
من المعالم المميزة لشهر الصيام أنًّ المزكين يؤدون زكاة الفطر طهرة لأنفسهم من اللغو والرفث، وطعمة للفقير والمسكين، وأصل ذلك من القرآن الكريم قول الله تبارك وتعالى: " وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ 24 لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ"(سورة المعارج:24،25), وقول الله عز وجل: " لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" (البقرة: ١٧٧).
ولقد أوجب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر على الصائمين، فقد ورد عن قول الصحابة: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من شعير, على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين"(رواه البخاري ومسلم)، ويقول صلى الله عليه وسلم بشأن الصــدقة والزكـــاة بصفة عامــة: "إن الله فرض على أغنياء المسلمين في أموالهم بقدر الذي يسع فقرائهم، ولن يجهد الفقراء إذا جاعوا أو عروا إلا بما يصنع أغنياؤهم، ألا وإن الله يحاسبهم حسابًا شديدًا ويعذبهم عذابًا أليمًا" (رواه الطبراني).
وتساهم زكاة الفطر في سد حاجة المعوزين والفقراء والمساكين ونحوهم وتساهم في تحقيق التكافل الاجتماعي بين الأغنياء والفقراء بما يؤسس المجتمع المتكافل الفاضل.
* دور الفدية وكفارة الصيام في تحقيق التكافل الاجتماعي:
أوجب الإسلام على من لا يستطيع الصيام فدية طعام مسكين، يقول الله تبارك وتعالى: " أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ" (البقرة: ١٨٤).
كما أوجب على من يفطر يومًا عمدًا في رمضان كفارة الصيام وهي إطعام ستين مسكينًا أو عتق رقبة أو صيام شهرين متتاليين، وتساهم فدية وكفارة الصيام في التوسعة على الفقراء والمساكين، وفي تحقيق التكافل الاجتماعي.

موجه كوادر دينية
وللموضوع بقية ...

جمعة بن خلفان البطراني