شهر رمضان نعمة عظيمة خصها الله لهذه الامة أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) فهي أمة الخير كما اخبر الله عنها في كتابه العزيز (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ..) الى آخر هذه الآية الكريمة ، فهي أمة القرآن إن هم ساروا على الطريق الذي اراده الله لهم فلهذا للشهر فوائد لا تحصى ولا تعد فمنها مضاعفة الاجر والثواب والعتق من النار ومنها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ومنها الصبر وفوائد صحية للجسم والرأس والدورة الدموية ومنها تعويد النفس على الصبر وعلى الضمأ والجوع ليتعض المسلم ويتذكر بان هناك اخرون يعانون من الجوع فتجيئ الشفقة والعطف عليهم فيمد لهم العون والمساعدة والصدقة.
والصوم فرصة لا تعوض في أداء العبادة والطاعات وتلاوة القرآن والتعود على الصدق في القول والعمل واجتناب الفحش من القول والغيبة والنميمة وكف الاذى وللأسف هناك اخطاء تصدر من الناس فهي كثيرة منها كثرة شراء الحاجات الزائدة عن الحد والاسراف في اعداد الوجبات المتنوعة واذا سألت احد هؤلاء المتسوقين لماذا هذا كله؟ فيجيب هذا لشهر رمضان فرمضان يحب ان يكون شهر الاقتصاد في النفقات ومنها كثرة ساعات النوم في النهار والسهر في الليل . فالله سبحانه وتعالى يكره من عباده كثرة النوم وانما جعل النوم راحة للبدن والقلب والاعصاب اما كثرته فيورث الكسل والخمول وربما له تأثير على القلب والدماغ وكثرة الاكل تورث الخمول والتخمة وتكون سبباً لامراض كثيرة منها ترسب الدهون في الاوعية الدموية وارهاق المعدة ومنها تبذير المال في غير ما اوجب الله فان الانسان مسؤول عن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه.
فالصوم شهر الرحمة وشهر الاقتصاد.
نسأل الله تعالى إن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وصلاتنا وان يعيننا على الخير وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أحمد بن سعود الكندي
"مكتبة الوطن"