دمشق ـ الوطن ـ وكالات:
أدى الرئيس بشار الأسد، امس، امام جلسة لمجلس الشعب عقدت في قصر الشعب الرئاسي، بحسب ما اظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي السوري مباشرة. وهي المرة الأولى التي يؤدي فيها الرئيس القسم الدستوري خارج قبة البرلمان في وسط العاصمة .. ووصل الاسد الى الباحة الخارجية للقصر الواقع على تلة مشرفة على العاصمة في شمال غرب دمشق، على متن سيارة "بي ام دبليو" سوداء اللون، قبل ان يستعرض حرس الشرف على سجادة حمراء، ويدخل القصر ليؤدي اليمين أمام نحو الف مدعو. وترافق هذا مع طلعات مكثفة للطيران الحربي وإجراءات أمنية غير عادية كما تم قطع العديد من الطرق في العاصمة دمشق.
وحذر الاسد في كلمة له بعد أداء القسم الدستوري ، الدول الراعية للإرهاب وقال إنها ستدفع الثمن عاجلا أم آجلا. واعتبر الانتخابات الرئاسية الاخيرة في بلاده بأنها معركة للرد على أعداء الوطن. وجدد موقفه الداعم للحوار مع المعارضة من اجل ايجاد حل سياسي في بلاده مشددا ان "الحوار لن يشمل الذين شككوا فيه منذ البداية". وحول الوضع في العراق اكد الاسد انه بلاده كانت تعارض منذ البداية غزو هذا البلد موضحا ، ان الغزو كرس الطائفية والانقسام في العراق.
. وأشار إلى ما يجري من عدوان لا يستهدف أشخاصا أو حكومات كما بدا للبعض في البداية بل يستهدف بنية الوطن ودوره وتفكير أبنائه لتحويلهم في نهاية المطاف إلى قطعان تقاد عن بعد والهائهم بصراعات لا تنتهي تمتد لأجيال بدلا من الانشغال بطموحاتهم الوطنية وتحقيق الازدهار وما يعنيه ذلك من قوة المجتمع والدولة. وقال: حذرنا منذ بداية الأحداث من أن ما يحصل هو مخطط لن يقف عند حدود سورية بل سيتجاوزها منتشرا عبر انتشار الإرهاب الذي لا يعرف حدودا حينها قال البعض “الرئيس السوري يهدد العالم”.. أليس ما نراه في العراق اليوم وفي لبنان وفي كل الدول التي أصابها داء الربيع المزيف من دون استثناء هو الدليل الحسي الملموس على مصداقية ما حذرنا منه مرارا وتكرارا.. وقريبا سنرى أن الدول العربية والإقليمية والغربية التي دعمت الإرهاب ستدفع هي الأخرى ثمنا غاليا. مضيفاً: سيتفهم الكثيرون منهم متأخرين وربما بعد فوات الأوان أن المعركة التي يخوضها الشعب السوري دفاعا عن وطنه تتجاوز ساحاتها حدود الوطن إلى الدفاع عن كثير من الشعوب الأخرى التي ستتعرض عاجلا أم آجلا لنفس الإرهاب نتيجة قصور الرؤية لدى سياسييهم وجهلهم المطبق بمصالح بلدانهم وسطحية تفكيرهم. وقال: قررنا منذ الأيام الأولى للعدوان السير في مسارين متوازيين ضرب الإرهاب من دون هوادة والقيام بمصالحات محلية لمن يريد العودة عن الطريق الخاطئ وكنا منذ البداية على قناعة تامة بأن الحلول الناجعة هي حلول سورية بحتة لا دور لغريب فيها إلا إذا كان داعما وصادقا. مضيفاً.. أكرر دعوتي لمن غرر بهم أن يلقوا السلاح لأننا لن نتوقف عن محاربة الإرهاب وضربه أينما كان حتى نعيد الأمان إلى كل بقعة في سوريا. وأكد: لا يهمنا من خرج خائنا أو عميلا أو فاسدا فقد نظفت سوريا نفسها من هؤلاء ولم يعد لهم مكان ولا مكانة لدى السوريين.. وأما من ينتظر انتهاء الحرب من الخارج فهو واهم فالحل السياسي كما يسمى اصطلاحا يبنى على المصالحات الداخلية التي أثبتت فاعليتها في أكثر من مكان. مشيراً إلى الحوار لا يشمل القوى التي أثبتت لاوطنيتها فتهربت من الحوار في البدايات وراهنت على تغير الموازين وعندما خسرت الرهان قررت تغيير دفة الاتجاه كي لا يفوتها القطار أو تلك التي ادعت الوطنية والخوف على سوريا في الوقت الذي حاولت بمواقفها إعطاء الغطاء للإرهابيين مقابل وعود أو أموال أتتهم من الخارج أما القوى العميلة علنا فلا نحاورهم كسوريين بل كممثلين للدول التي يدينون بالولاء لها وينطقون بلسانها.
وأوضح الرئيس الأسد أن الفساد المالي والإداري أساسه الفساد الأخلاقي والاثنان ينتجان الفساد الأخطر وهو الفساد الوطني الذي ينتج أشخاصا يبيعون وطنهم ودماء أبنائه لمن يدفع أكثر.. ومكافحة الفساد بحاجة للسير على أكثر من محور بشكل متزامن. مضيفاً: لتكن مكافحة الفساد هي أولويتنا في المرحلة القادمة في مؤسسات الدولة والمجتمع ككل.. وقال: إعادة الإعمار هو عنوان اقتصاد المرحلة المقبلة وسنركز جميعا جهودنا على هذا الجانب مع العمل بشكل متواز على ترميم كل القطاعات الأخرى التي ستكون مكملة وداعمة لإعادة الإعمار. وأوضح أن ما يجري اليوم في غزة ليس حدثا منفصلا أو آنيا فمنذ احتلال فلسطين وصولا إلى غزو العراق وتقسيم السودان.. هو سلسلة متكاملة مخططها إسرائيل والغرب لكن منفذها كان دائما دول القمع والاستبداد والتخلف. مشيراً إلى ما يجري في سورية والمنطقة برمتها مرتبط بشكل مباشر بفلسطين.. وما يجري في الأراضي الفلسطينية والنأي بالنفس هنا هو كمن يشاهد النار تلتهم بيت جاره ولا يساعد في أطفائها.. ولذلك من يعتقد أنه يمكن لنا العيش بأمان ونحن ننأى بأنفسنا عن القضية الفلسطينية فهو واهم.. فهي ستبقى القضية المركزية استنادا للمبادئ واستنادا للواقع وما يفرضه من ترابط بين ما يحصل في سورية وفلسطين.
وأضاف: مع أننا حققنا إنجازات كبيرة جدا في الفترة الماضية في حربنا على الإرهاب إلا أننا لم ولن ننسى الرقة الحبيبة التي سنخلصها من الإرهابيين بإذن الله.. وأما حلب الصامدة وأهلها الأبطال فلن يهدأ بالنا حتى تعود آمنة مطمئنة
وما العمليات العسكرية اليومية هناك والشهداء الذين ارتقوا من كل سوريا فداء لحلب إلا دليل واضح وملموس على أن حلب في قلب كل سوري.