[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
مع أن قوات أميركية تشارك الإسرائيلية في مناورات ضخمة تجري بإسرائيل، إلا أن المؤكد أن الإسرائيلي ليس مرتاحا إلا إذا جاء كل الجيش الأميركي بما يمتلكه من عدد ومن سلاح متطور ليقوم مقامه في أية حرب قد تندلع في الشرق الأوسط.
أما الأميركي فيريد إيصال رسالة إلى من يهمه الأمر، أن أية حرب جديدة على إسرائيل، سوف تخوضها الولايات المتحدة إلى جانبها، بل ربما هنالك دول أخرى قد تشارك أيضا، وهي في أساس أقامت دورات مشتركة مع الجيش الإسرائيلي، وبعضها عربي.
الحرب المقبلة في الشرق الأوسط ستكون تحالفات كبرى لن يشهد لها مثيل في العدة والعدد. إذ قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في أحد خطاباته إن هنالك عشرات الآلاف بل مئات الآلاف ممن سيشاركون في الحرب القادمة إلى جانب حزبه. ومن المؤكد أن هذا الرقم قد يصل إلى المعركة، وإن كانت نواته حزب الله وسوريا وقوى عراقية وإيرانية تعيش جهوزية لهذا التاريخ الموعود، أما القوى الأخرى فقد تصل تباعا .. وعلى مايبدو فإن هنالك مفهومين لمدة الحرب المقبلة، حزب الله يراها طويلة الأمد ووجودية وعليها مستقبل إسرائيل برمته، فيما تراها إسرائيل سريعة وخاطفة ومدمرة تعيد لبنان إلى العصر الحجري كما يقول العسكريون الإسرائيليون.
تحت هذا السقف من المبارزات التي لم تعد خافية سوى أن كل طرف يخبيء أسلحته الفتاكة والجديدة إلى المعركة، فإن واقع الأمور تؤكد حتمية هذه الحرب، ولا مفر منها في اعتقاد استراتيجيين، ويمكن لها أن تندلع لأتفه الأسباب، فيما قد لايؤدي سبب خطير إلى العكس، كما عودتنا إسرائيل على ذلك في كل حروبها التي خاضتها ضد العرب وضد حزب الله. والمؤكد أكثر أن الإسرائيلي لن يقترب من أية حرب قبل أن يضمن انتصاره مائة بالمائة ، وأن أي شك ولو بمقدار ضئيل بحتمية انتصاره فلن يفعلها.
أما حزب الله، بكل الخبرات التي أدخلها على قواته التي شاركت في حرب سوريا وغيرها، إضافة إلى النوعية القتالية التي يمتلكها وإلى السلاح المفاجيء الذي لم يجر الحديث عنه وقد لايعلم به الإسرائيلي، إضافة إلى المفهوم الجديد للحرب المقبلة والتي ستقوم على عدم ترك حلفاء حزب الله له وحيدا في معركته .. ولقد صار معلوما أن الحلف المكون من سوريا وحزب الله وإيران وقوى عراقية وغير عراقية، وربما أيضا التضامن الروسي إلى جانبهم، سيكون العامل الأكبر في شكل المعركة المفتوحة على كل المفاجآت.
اليوم يلتقي رئيس وزراء العدو نتنياهو مع الرئيس الأميركي ترامب في لقاء هو الخامس خلال سنة من حكم الأخير، مما يعني أن الرجلين سيضعان الخرائط على الطاولة، وسيقومان قدراتهما إزاء أي حرب قد تندلع، وما هي السبل الضرورية لمؤازرة أميركا إسرائيل عند الضرورة، كما حدث إبان حرب أكتوبر 1973 حين تدفقت المساعدات الأميركية على الجيش الإسرائيلي وهو في داخل المعركة، حتى قيل إن أميركيين شاركوا في تلك الحرب.
لعل الحرب المقبلة إذا ماوقعت ستكون أقوى حروب المنطقة وأشدها شراسة واستعمالا للسلاح المخيف .. وسيكون هنالك قتل بالجملة، ودمار كبير وعلى نطاق واسع .. وستبرز طبيعة التحالفات بشكل علني ولكل من العدوين. لعلها معركة وجود إسرائيل، إما أن يكون أفولا ، أو تثبيتا جديدا لسنوات طويلة أخرى.