[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
ستعود الغوطة إلى حريتها، مسافة أيام وربما أسابيع قليلة ليكون حماة الديار حيث يجب أن يكونوا في كل سورية، ولسوف ينتهي العرض العربي والغربي من الظهور في أي جزء من سورية ، الغوطة أكبر لغم تم الاتفاق على وضعه حيث هو ليكون الرهان على إعادة تمثيل الجريمة العربية والغربية بحق الوطن العربي السوري الذي يستفزهم بعروبته ونقاوة ماحققه لشعبه .. لولا الرئيس الراحل حافظ الأسد لكان نصف الشعب السوري اليوم بلا علم وبلا مدارس وجامعات.
يالها من مكان شرير تلك الغوطة التي فرض فيها المسلحون على أبنائها نسيان الحقيقة التي ينتمون إليها ، هؤلاء الإرهابيون الذين استمعوا لجورج صبرا وميشيل كيلو السفاح الذي نعرفه جيدا ( وكلهم سفاحون يختبئون بكلمات)، أداروا زمن الغوطة كما لو انه زمنهم الثابت الذي لن يتغير. من بائع الثلج إلى متزعم لناحية في دوما أو حرستا أو أي اسم من الاسماء، هكذا ولدوا، من لاشيء في التعلم والدراية الوطنية وفي الاحساس الانساني ، ولدوا من جبلة نار حقد أعمى.
سينتصر الجيش العربي السوري ،، وهاهو يقطع أوصالها، يمزقها، لن يبقى منها سوى تاريخ اسود يتحمله هذا المدعو كيلو وبرهان غليون ونصر الحريري وغيرهم .. أولئك الذين سمموا التاريخ وكتبوه بحقد دفين ، كما سمموا الناس وكتبوا على وجوههم صورة تعليم القتل لكونهم قتلة اختبأوا في معاطف صارت لهم بعد ان رمي عليهم المال .. مساكين من رموه عليهم لأنهم ظنوهم رجال فعل فاذا هم من ورق.
سيذكر التاريخ كم حاولوا ان يجعلوا من الغوطة عصية لكي يظلوا على ابتزاز المشغل بقبض المال .. عندما ينتهي وجود للارهاب في الغوطة لن يكون هنالك مساحة حراك، كل من لعب بالدم في سورية، او اقنع مواطنا بحمل سلاحه او مهربا بظن التهرب من سجن محتم، او هاربا من العدالة .. وكلهم هاربون من العدالة، يسكنون في الخارج لان الداخل ملهم، رفضهم، لايتفق سحر دمشق وانحطاطهم.
هؤلاء الذين أمنت سوريا الراحل حافظ الأسد كل التأمينات الاجتماعية والتربوية والانسانية، يكفرون بنعمتها .. علمتهم بالمجان، وطببتهم بالمجان، وألبستهم الثياب بالمجان، وحققت لهم ماحلموا كبشر، لكنهم كفروا بالنعمة، أساؤوا حمل الجميل فراحوا يغردون مع العمالة ، ولكثرة مافعلوا استوطن فيهم بيع ذواتهم لمن يشتري من الخارج، فكان لهم مااردوا.
تعود الغوطة الى الحرية، وهؤلاء الى المزيد من دنس العمالة. " من يهن يسهل الهوان عليه مالجرح بميت ايلام " ، هكذا يقول الشاعر ، وتلك هي حقيقة امر مرئي في اولئك المرميين في فنادق خمس نجوم،الذين يسألون مع نهاية كل شهر عن رنين ماسيقبضون.
سقطت كل الرهانات، لن تكون الغوطة ولا غيرها من خواصر العاصمة البديعة دمشق قادرة على الخطط الجهنمية التي يتم اكتشافها كل يوم من اجل تدميرها، وتحويل عالمها الى مختبر للموت .. هو رهانهم حتى ولو دخلوا المدينة خرابا، المهم نجاحهم في محو الجمال والألفة والوداعة والأنسنة والقيم الاخلاقية والحضارية ، وفي شطب كل ملمح يشير الى أنفة من كانوا.