أصداف : يوم الحرب الأول
توقف صدام حسين عدة مرات، عند المفارز التي كانت منتشرة هناك، والمكونة من مجاميع من حزب البعث وبعض أفراد الأجهزة الأمنية، ويقول شهود عيان، إن صدام حسين، كان يتابع البيانات الأميركية من خلال إذاعة البي بي سي، ويستمع إلى التقارير، التي تبث عن أول ساعات الحرب على العراق، وكان يغطي الأحداث من الجانب العراقي لإذاعة ال بي بي سي الصحفي العراقي المخضرم الاستاذ صبحي حداد.
كان أفراد هذه المفارز أول من تأكد من عدم دقة البيان الأميركي، الذي استمعوا إليه، بعد القصف مباشرة، وسقط خلاله (40) صاروخا نوع (توماهوك)، كما شاركت في الهجوم الأول قاذفتان من طراز (اف 117) وهي المعروفة باسم (الشبح)، والقت قنابل من نوع (جيه.دي.أي.ام) الموجهة بالأقمار الاصطناعية، وتزن الواحدة (2000) رطل.
توقع البعض، داخل العراق وخارجه، أن يكون صدام حسين، قد أعد خطابا، أو عدة تسجيلات لخطابات، تتلاءم وطبيعة الهجوم الأول، الذي تشنه القوات الأميركية، ويتم بثه، لتفادي أي طارئ محتمل، لكن لم يتسلم العاملون في تلفزيون العراق، ولا القناة الفضائية العراقية، أي تسجيل من هذا النوع، ولم يجهز حتى صيغة الخطاب، وربما بدأ كتابة خطابه، داخل السيارة، التي كان يتجول بها في شارع أبو نؤاس وفي المناطق القريبة منه.
في تلك الأثناء، لم تكن القيادة العراقية على علم بساعة الصفر، ولكن، وكما ذكر بعض الضباط، فإن التعليمات صدرت يوم الأربعاء 19-3-2003، إلى كافة القطعات، تؤكد أن الهجمات، قد تحصل هذا الليل، ورجح بعض الضباط، أن يبدأ القصف في ساعة مبكرة، وقبل انتهاء فترة الإنذار، الذي ينتهي في الساعة الرابعة صباحا بتوقيت بغداد، أي قبل أكثر من ساعتين من شروق الشمس في سماء العاصمة العراقية.
لكن بعد مرور ساعة على انقضاء المدة، شعر الكثير من العراقيين، الذين سهروا الليل بانتظار بدء الضربة الأولى، بأن الهجوم قد يتأخر، وربما يحصل في أي وقت، في تلك الأثناء.
منذ الساعات الأولى من يوم العشرين من اذار- مارس 2003 اصبح العراق تحت القصف الشامل والواسع والعنيف. ليزداد القصف مع كل ساعة جديدة.