[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/tarekashkar.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]طارق أشقر [/author]
جاء احتفال مطارات عمان أمس الأول الأحد بهويتها التجارية الجديدة غنيا بالكثير من الدلالات الاقتصادية على مختلف المستويات. فمع وضوح الرؤية حول مضامين شكل وألوان شعار الهوية التجارية التي تم الكشف عن معانيها وماترمز إليه، تضمنت الفكرة أيضا مفهوماً آخر أكثر عمقا من الناحية الاقتصادية، ألا وهو التطلع بأن يصبح مطار مسقط الدولي ضمن أفضل عشرين مطارا في العالم بحلول العام"2020"
أن تحمل الهوية التجارية الجديدة لمطارات عمان وألوانها المختلفة "معاني " ومضامين، هذا أمر احتفائي قد لايأخذه الكثيرون بعمق يتجاوز المعنى المقصود من ما ترمز إليه الألوان الخمسة للشعار، حيث يشير كل لون منها إلى قطاع محدد أو مفهوم معين، كاللون الأخضر الذي يشير إلى قطاع السياحة، والأزرق لقطاع الطيران المدني، والذهبي للقطاع اللوجستي، والفضي للقطاع الصناعي، والأحمر الذي يستمد قوته من موقعه كنقطة محورية في الشعار.
غير أن ماهو أعمق من الرمزية في دلالات ألوان الشعار، يمكن ملاحظته فيما يمكن وصفه اقتصاديا بمراعاة مفهوم " الاستدامة "التي يعني تطبيقها "التطلع إلى المستقبل برؤى استراتيجية مدروسة تستند في أساسها على معطيات الحاضر وترشيد موارده وحسن توظيفها للوصول بها إلى تحقيق أهداف المستقبل وأجياله " .... وهي رؤية اتضحت بشكل جلي في تبني فكرة العمل على أن يتبوأ مطار مسقط موقعه ضمن أفضل عشرين مطارا في العالم بحلول 2020، علاوة على الحرص على انسجام مفهوم المحورية في الشعار مع الخطط الاستراتيجية لرؤية الاقتصاد العماني 2040 كون السلطنة عبر موقعها الاستراتيجي تشكل محوراً لوجستيا له مكانته الاقتصادية.
وبهذه الرؤية يبدو العمق واضحا وليس حلما خياليا، بل هدف يمكن تحقيقه طالما تم تحديده مسبقا، ووفق رؤية استراتيجية طويلة الأمد، خصوصا وأن الاقتصاديات الحديثة دائما تضمن ازدهارها كلما كان لها أهدافا مستقبلية واضحة تعمل على إنجازها بالعمل الجاد وبانطلاقات مدروسة تدرك طبيعة الحاضر وتستقرأ المستقبل دون حرق للمراحل.
وقد تجلت تلك الرؤية المدروسة من خلال شمولية الهوية وحرصها على الاهتمام بتضمين العديد من القطاعات التي يرى الاقتصاديون أنها كامنة لإنجاح هدف التنويع الاقتصادي والتقليل من الاعتماد على النفط كمصدر وحيد من مصادر الدخل، لذلك تم تضمين السياحة التي يرجى منها كثيرا كقطاع فاعل مدعوم بمقومات جاذبة ومرافق قائمة على بنية تحتية بنيت وفق رؤية استراتيجية بعيدة المدى، جنبا إلى جنب تضمين الطيران المدني كرابط وناقل تزداد أهميته الاقتصادية المستقبلية يوما بعد يوم، علاوة على تضمين القطاع الصناعي الواعد الذي يمضي بقوة نحو الأخذ بالصناعات التي تكمل بعضها البعض، واللوجستي الذي تعزز أهميته موقع السلطنة الاستراتيجي وموانئها البحرية والجوية المختلفة ومناطقها الاقتصادية الحرة المنتشرة بمختلف أنحاء البلاد.
وعليه يظل التطلع إلى تبوؤ مطار مسقط الدولي مكانته ضمن أفضل عشرين مطاراً عالميا بحلول العام 2020 هدف مشروع، وأن الكفاءات والمقدرات العمانية بمختلف تصنيفاتها سواء كانت موارد بشرية أو موارد مالية أو ذهنية تخطيطية قادرة على تحقيق ذلك الهدف طالما توفرت لها العزيمة والاستقرار الاقتصادي والسياسي .. فهنيئاً لعمان بماهي مقبلة عليه من مكانة عالمية في مجال النقل والدعم اللوجستي ، وهي مكانة تمتلك مقوماتها بكل اقتدار.


طارق أشقر
من أسرة تحرير الوطن
[email protected]