القاهرة ـ العمانية:يحل رمضان ضيفاً كريماً على موسم السياحة الصيفي، لذلك فقد اتجهت مصر لاستغلال هذه الفرصة في إحداث حركة سياحية نشطة، إذ يعد شهر رمضان المبارك فرصة للتواصل والزيارات بين العائلات والأصدقاء.
ولرمضان في نفس كل مصري ذكريات عزيزة يثيرها كل عام صيام نهاره وقيام ليله، وللسهر والسمر في لياليه طعم مميز,إلى جانب سياحة الروح في الرحاب الإيمانية التي تفتح آفاقها في شهر رمضان المبارك فإن لأيام الشهر الفضيل في القاهرة القديمة مذاقاً خاصاً قلما يوجد له مثيل في عواصم الشرق.
وتتركز أوقات الاستمتاع بسياحة رمضان بين وقت الإفطار والسحور في منطقتي "ميدان الحسين" و"خان الخليلي" فهناك في وسط القاهرة يمكن للصائم أن يتناول جرعة مكثفة من التاريخ وعظمته من خلال المباني التاريخية المحيطة بالمنطقة .
وإذا رغبت بالمزيد فتوجه إلى "حي السيدة زينب" لتشهد وتشعر بالاحتفال الحقيقي لشهر رمضان حيث زيَن المواطنون شوارعهم الضيقة بزينات ورقية ولكنها مبهجة، وتعلو الفوانيس غالبية شرفات المنازل ولا تخلو ناصية شارع أو زقاق من باعة المخللات والخبز ومشروب العرقسوس وجميعها من بديهيات موائد رمضان.
ومن المناطق التي تتحول في هذا الشهر إلى ما يمكن أن يطلق عليه سياحة رمضانية منطقة "القلعة" وهي تعتبر منطقة أي زيارة يقوم بها السائح إلى القاهرة ,وفي "ميدان صلاح الدين" أسفل القلعة الذي لا يخلو طوال العام من الأراجيح والخيام التي تستقبل رواد الموائد المختلفة يمكن للسائح الرمضاني أن يفوز بإطلالة أخرى على رمضان الشعبي وذلك بارتياد المقهى المتاخم لمسجد السلطان حسن ومن هناك يحصل الرواد على متعة لا تقدر بثمن حيث يطل على مشهد مسجدي الرفاعي والسلطان حسن والمصلين والأطفال المحتفلين برمضان وباعة الحلويات الشرقية.
وإذا كنت من محبي التميز فإن دار الأوبرا المصرية تقدم برنامجا حافلا بالأغاني والموسيقى ذات الطابع الرمضاني , أما "محكي القلعة" فيقدم عروضا شيقة للموسيقى الصوفية وينتهي يوم السياحة الرمضانية مع موعد السحور الذي تتكرر فيه مشاهد الموائد المتراصة ومشروبات النعنعة التي لا تتوقف إلا مع آذان الفجر.
ولرمضان في مدينة الإسكندرية التي تعد عروس البحر المتوسط نكهة خاصة ومذاق مميز فرضتهما طبيعة الحياة الحميمة بين سكان أحياء الإسكندرية الشهيرة والنبي دانيال والمتنزه والعجمي والمنشية وغيرها.
وتشتهر الإسكندرية بمجموعة من المساجد التي يتزاحم عليها المواطنون لأداء صلوات التراويح بها والاستماع إلى الدروس الدينية وهي مساجد لها قيمة تاريخية وتعد جزءا من تراث المدينة الشهيرة.
ولروح مدينة الإسكندرية دلالات تاريخية إسلامية ففي العصر الإسلامي قامت الإسكندرية بدورها العربي والدليل على ذلك أهمية الشرح في التراث العربي والإسلامي ففي مكتبة الإسكندرية عشرون مخطوطة أصلية وما يقرب من ثلاثين مخطوطة مصورة لشروح
تلخيص المفتاح.