[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
اذا كانت المعلومات التي نشرت حول وزير الخارجية الأميركي الجديد مايك بومبيو صحيحة فنحن امام ازمة عالمية على ما يبدو، وعلى متغيرات في السياسة الأميركية الخارجية قد تكون شكلا معاكسا لما كانت عليه ايام الوزير السابق تيلرسون.
يتضح من كلام الرئيس الأميركي ترامب عن وزير خارجيته الجديد انه قريب إلى كيميائه، بل إلى افكاره ايضا وخصوصا بالنسبة إلى ايران وروسيا وسوريا وكوريا الشمالية. فالرئيس ترامب على ما يبدو، يريد وزيرا مقاتلا إلى جانبه، ووزيرا موافقا سلفا على افكاره ومستجداتها المفاجئة التي لا يحسب لها حساب احيانا.
روسيا ممتعضة من التغيير الحاصل في وزارة الخارجية الأميركية، مما يميل إلى ان تفاهما كان قد حصل بين الوزارتين يبدو ان بومبيو سيكون من صقور معاداة الروس مثلما هو معاد عنيف للإسلام، لكنه بالمقابل من كبار مؤيدي اسرائيل، وهو ما سيسهل عمل وآفاق ترامب اتجاه الكيان الصهيوني، وخاصة في الخطوات المقبلة، ان كان لجهة مسألة القدس بكل تفاصيلها، أو للمعطيات التي تقولها "صفقة القرن" التي سماها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بصفعة القرن، مما يعني في التفسير انها بالفعل صفقة ضامنة في كل تفاصيلها للوجود الإسرائيلي بكل اساسياته وتفرعاته فيما سيغيب حتما كل الخصائص الفلسطينية أو معظمها.
نحن اذن امام جملة انذارات عالمية لا نشك لحظة انها ستشكل خطرا على السلام العالمي كما قالت احدى الصحف اللبنانية في عنوانها البارز. وبكل تأكيد ما أكدناه من حقائق عن هذا التغيير الذي قال البعض انه لم يكن مفاجئا بقدر ما كان نتيجة عدم التفاهم بين ترامب وتيلرسون، فإن الرجلين وصلا إلى طريق مسدود، وتبين انهما يفترقان كثيرا في مفاهيم ذات اهمية بالغة، كقضية الاتفاق النووي، والأزمة الخليجية التي كان تيلرسون اقرب إلى قطر فيها، ومن ثم الموقف من روسيا، اضافة إلى اسلوب تيلرسون الهادئ ازاء قضايا حساسة التي في طليعتها الموقف من المسلمين، وقد كان تيلرسون غير معاد في هذا الصدد.
مما لا شك فيه ايضا، الرؤية الروسية لما قد يجذب الأميركي إلى توجيه ضربة مباشرة إلى سوريا، وهو ما قد يقوم به احد التنظيمات المسلحة في الغوطة من القاء قذائف من الكلور وتحميل ذلك للدولة السورية كي يسهل ضرب جيشها. روسيا اوضحت على لسان وزير خارجيتها لافروف انها سترد اذا ما فعل الاميركي شيئا من هذا القبيل، فهل نحن امام ازمة حرب تلوح بين الدولتين، وهل يرتكب الاميركي حماقة من هذا النوع قد تؤدي إلى عاصفة دولية، خصوصا وان العقل الترامبي ليس له رادع على ما يبدو وانه مستعد للذهاب إلى آخر اللعبة مهما كلف ذلك .. فيما ثمة من يؤكد ان الحكمة التي خرج بها العالم من الأزمة الكورية الشمالية واميركا، كان لصالح كوريا التي نجحت في تهديد ترامب الذي تراجع امام منطق القوة الكورية، وهو ما قد يحسب حسابه ايضا امام التهديد الروسي الوارد الذكر.
هل تبدو اميركا بعد التغيير الذي سيحصل في سياستها الخارجية بناء على سياسة الوزير الجديد بومبيو وكأنها بالفعل ذاهبة إلى التصادم في اكثر ملفاتها، وان اختيار هذا الوزير الجديد ما هو الا من اجل الذهاب في تلك الخيارات ؟..
اذا كان الأمر كذلك فسنضع ايدينا على قلوبنا، لأن اميركا ستأخذ العالم وتحديدا المنطقة إلى اعراس جديدة من الدم اضافة إلى انهاره الجارية لكن المؤكد انها ستكلفها هي ايضا الكثير من دماء ابنائها.