تواصل السلطنة جهودها الحثيثة من أجل تنفيذ برامج التنمية الشاملة والمستدامة، آخذة في الاعتبار الاحتياجات الحالية والتحديات المستقبلية والاستعداد لها، وتمضي في الإطار ذاته توصيل الخدمات الأساسية التي تتطلبها الحياة اليومية، وتطلبها مظاهر الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
ومع ما تمثله خطط توفير المرافق الأساسية والخدمات العصرية التي لا بد منها لتحقيق الازدهار والطمأنينة المعاشية لدى كل مواطن من صعوبة في أحيان كثيرة، إلا أن جسامة المهمة اقتضت أن تضطلع الحكومة ممثلة بالجهات المعنية ببرامج التنمية والخدمات الأساسية بمسؤولياتها الملقاة على عاتقها، وما تقوم به اليوم الهيئة العامة للكهرباء والمياه "ديم" ـ على سبيل المثال ـ من جهود في هذا الإطار، يظل شاهدًا على حجم الدور وكبر المهام والتحديات، آخذة على عاتقها توصيل المياه إلى مختلف المحافظات والولايات التي تحتاجها.
فقد سلط الملتقى الإعلامي السنوي الذي نظمته "ديم" أمس الضوء على جملة من الإنجازات والمشاريع الحالية والمستقبلية مسنودة بلغة الأرقام، سواء من حيث العائدات الإجمالية لعائدات قطاع المياه خلال العام 2017 التي بلغت (122) مليونًا و(266) ألف ريال عماني بارتفاع قدره 19 بالمئة مقارنة بالعام 2016، أو من حيث إجمالي مصادر المياه الذي بلغ (347684) مترًا مكعبًا، في حين بلغت نسبة فاقد المياه 24 بالمئة لتصل كمية الفاقد إلى (84862) مترًا مكعبًا من المياه، أو من حيث عدد المشتركين لدى الهيئة الذي وصل بنهاية العام الماضي إلى (483) الفًا و(400) مشترك بنسبة زيادة بلغت (11) بالمئة مقارنة بنهاية العام 2016.
ويظل إحداث التوازن بين موارد المياه المتاحة والزيادة الكلية لعدد السكان، وارتفاع معدلات الاستهلاك مع زيادة الطلب لكونها نتيجة طبيعية لمعادلة أنه كلما اتسعت برامج التنمية زاد الطلب على الخدمات الأساسية، تحديًا تعمل السلطنة من خلال الجهات المعنية ومنها الهيئة العامة للكهرباء والمياه على التغلب عليه، وفي سبيل ذلك كشفت "ديم" عن مشاريعها الاستراتيجية وخططها المستقبلية، حيث ستقوم الهيئة بتشغيل 3 محطات مياه في السلطنة خلال العام الجاري وهي محطة قريات، ومحطة صحار الجديدة، ومحطة بركاء الجديدة، كما سيتم تشغيل محطة عبري للمياه خلال العام المقبل 2019م، في حين سيتم خلال عام 2021 تشغيل محطات مياه في كل من جعلان بني بوعلي، ومحطة مصيرة، وخصب، ووادي ضيقة، فيما سيتم تشغيل محطة الغبرة للمياه في العام 2022، ومن المتوقع تشغيل محطة شناص في العام 2023. فضلًا عن خط نقل مياه من ولاية بوشر إلى ولاية السيب الذي يتوقع الانتهاء منه العام المقبل، وخط نقل المياه من ولاية صحار إلى ولايات محافظة الظاهرة والمتوقع الانتهاء منه في عام 2021، وتعزيز خط نقل المياه من ولاية صحار إلى ولاية بركاء ومن المؤمل الانتهاء منه في العام 2020، وتعزيز خط نقل المياه لولايات محافظة الداخلية حيث من المتوقع الانتهاء من المرحلة الأولى للمشروع في العام المقبل، بينما تنتهي المرحلة الثانية في العام 2022، وتعزيز خط نقل المياه من جنوب الشرقية إلى شمال الشرقية والمتوقع الانتهاء منه في العام 2021م، وغيرها من المشاريع الحيوية وذات الأهمية الاستراتيجية التي لا يتسع المجال لذكرها.
ومن ينظر إلى جملة ما كشفت عنه "ديم من مشاريع مائية يلمس حجم الاهتمام الذي حظي به قطاع المياه من منطلق أنها أساس الحياة، لتشكل هذه المشاريع المائية جميعها منظومة متكاملة تصب في اتجاه تحقيق الطموحات ومواكبة التنمية الشاملة وبرامجها المتنامية، وكذلك لقهر تحديات الظروف التضاريسية والمناخية التي تعيشها السلطنة بصفتها إحدى الدول الواقعة في الحزام الصحراوي العالمي، فهذا الربط المائي الذي تعمل الهيئة العامة للكهرباء والمياه على إنجازه سيؤمِّن إمدادات المياه، ويحد من انقطاعها، فضلًا عن أن هذه المشاريع تكشف في جانبها الآخر عدالة التوزيع التي تسعى الحكومة من خلال الهيئة إلى تحقيقها بإيصال خدمات المياه والكهرباء في ربوع السلطنة كافة دون استثناء. مع أهمية التأكيد على المستهلكين لهذا الشريان الحيوي وجوب ترشيد الاستهلاك، وشكر هذه النعمة بالمحافظة عليها.