الثلاثاء 30 مايو 2023 م - ١٠ ذي القعدة ١٤٤٤ هـ
الرئيسية / آراء / باختصار: بعد الغوطة كلام سوري مزلزل

باختصار: بعد الغوطة كلام سوري مزلزل

زهير ماجد

دب الذعر لدى البعض عندما تم تعيين مايك بومبيو وزيرا جديدا للخارجية الأميركية .. الخائفون هم المذعورون، الذين يعيش الاستعمار بين جلودهم فرحوا أيضا .. كيف هي الوسيلة الوحيدة لإفهام هؤلاء أن الدنيا تغيرت، وستتغير أكثر، وأن ثمة قوة كبرى خرجت إلى النور ولن تعود إلى الوراء عنوانها المقاومة قررت تغيير العالم.
التكوينات القائمة حاليا تضع الروسي ضمنها، القوة الروسية تعلم أن بالإمكان قلب الطاولة ساعة تشاء على الأميركي الذي يخيف كثيرين، وهو بالأساس خائف أكثر منهم على ذاته وقواه. لا شك أن أي استراتيجي أميركي على وعي بتبدل الأمور يهمس في الخفاء ما صار من تغيير ومن تحول، ومن هنا نفهم الإنذار المباشر الروسي للأميركي إذا ما قرر ضرب سوريا بأن يفكر ألف مرة بعواقب ارتكابه.
السوري لم يرد، هو الآن ينفذ أولوياته، غدا تنتهي قضية الغوطة ولا يبقى إرهابي واحد فيها، عندها سنسمع كلاما جديدا قويا شامخا كجبل قاسيون يقوله السوري من على مسرح النصر الجديد: الأميركي لا يخيفنا إما أن يخرج أو نخرجه .. وأردوغان ليس السلطان سليم، وعفرين ليست مرج دابق، كلامنا الوحيد شبيه بما نقوله للأميركي.
الأقوياء بهمتهم الذاتية وبحلفاء من روسي وإيراني وحزب الله وغيره يقررون بحكم أولوياتهم كلمة متى .. ومع أنه لم يصمت السوري، بعدما مرر جملا على لسان فيصل المقداد حول الوجود الأميركي والتركي، إلا أن الرئيس الأسد سيقوله مباشرة وهو قاله وكرره: لن يبقى شبر واحد من سوريا خارج الدولة السورية.
المخدوعون بالقوة الأميركية كثر، تماما مثل المخدوعين بإسرائيل وبقدرتها. عندما كان الإسرائيلي يلاعب العرب، كانوا ينهزمون أمامه وبالتالي لم يكن ولا مرة رابحا بقوته، بل بضعف العرب وخوفهم. وعندما قرر الفيتنامي هزيمة أميركا دب الرعب في أوصال تلك القوة الاستثنائية، وهربت كما لم يفعلها أي لص من ربوع فيتنام .. وكذلك حالها عندما لاعبها الشعب العراقي فكانت توابيت جنودها تخرج يوميا من أرض العراق، جاء القرار السريع بالانسحاب في صورة هزيمة.
كل المشكلة أن القوي لا يريد الاعتراف بهزيمته، وبعدم جدوى قوته، وبأن روحا جديدة دبت في أعصاب الشعوب وفي قواها وصار لديها الشعور الذي يكفي أن تشعره لتتأكد من حسمها للمعارك المقبلة، التي لا نشك لحظة أنها صعبة وتحتاج لتضحيات، لكنها الرقم الصعب الذي سينتصر في نهاية المطاف.
المندهشون بوصول بومبيو إلى وزارة الخارجية الأميركية بدأوا من منصات أميركية أو بلغاتهم المتأمركة، اللعب على أعصاب أبناء المنطقة والعالم .. كأن القدر كله صار بيد هذا القادم الجديد، وأنه في أحسن الأحوال بتمازج أفكاره وكيميائه مع سيد البيت الأبيض سوف يغير العالم كأن يعيده إلى لغته الأصلية وهو الاستسلام التام بناء على الذعر من القوة الأميركية.
لن يحدث بعد اليوم ما حدث حين دس كيسنجر إلى أنور السادات أن العصر الأميركي هو قدر الكرة الأرضية وشعوبها، فكرر السادات على الفور أن الحل بيد أميركا مائة بالمائة، فأخذنا جميعا وليس مصر إلى الهزيمة التي لم تقع رغم الضربة الكبرى التي تلقاها جمال عبدالناصر في حرب يونيو عام 1967.
عندما انطلقت المقاومة الفلسطينية إثر هذا التاريخ ورأت الشعوب العربية فيها التحول الكبير للرد على الضربة تلك، تحسس العالم رأسه وتحسست إسرائيل أمر وجودها .. لكن ما العمل إذا كان بعض قادتها أخذوا بها من جديد إلى فكرة السادات!

إلى الأعلى
Copy link
Powered by Social Snap