زحمةُ الفكرِ واحتدامُ الشجونِ
وجنونٌ ما مثلُه من جنونِ
وانبعاثٌ لمُلهماتِ الخفايا
وانعتاقٌ من حبستي وسجوني
وحروفٌ قد ألهبتْها ظروفٌ
وطيوفٌ من هاتفاتِ المنونِ
ورزايا على الكتوفِ الخوالي
وزوايا في كُنهِها تحتويني
كلُّ ما كانَ من قديمِ الخطايا
سوفَ ينمو على جديدِ الغصونِ
لا تلمْني على انبعاثي فإنّي
لا أطيقُ على الدوامِ سكوني
قد يعيشُ الفتى وتبقى خُطاه
في خضوعٍ، وذلةٍ، وركونِ
غير أنّي إلى السماء عروجي
مُبرقًا مُرعِدًا قويَّ المتونِ
لا أريدُ البقاءَ في الوحلِ كلّا
يخبُثُ الماءُ بين وحلٍ وطينِ
أيّها النعشُ في الرفوفِ حكايا
أشعلتْها عواصفٌ من قرونِ
أيّها النعشُ في الدروبِ دليلٌ
وعلى القبر شاهدٌ للِحُوني
لا تسلني عن الجروحِ اللواتي
أنزلتْها من المزونِ جفوني
أيّها النعشُ ما الطريقُ أجبني
وإلى أين تلتقيك سنوني
أيّها النعشُ في الترابِ جوابٌ
أم سرابٌ على مسير الظنونِ
قصةُ الموت في السماء نراها
أم نراها على مَسيلِ العيونِ
يا نقيضَ الحياةِ، فيك حياةٌ
ليس فيها بلاغةٌ للذهونِ
في نشيدِ النُّعاة جادَ أنيني
بين زيغٍ ومسحةٍ من يقينِ
عندما تسجدُ الجباهُ فتجري
معجزاتٌ من أنهري ومزوني

طلال الزعابي