كالأَيام كُنتُ
أتأبطها فرحاً وحُزناً
شِتاءً،
صَيفاً،
ربِيعاً،
لكنّها الحياة
طفولةٌ كاكرمَةِ
عرائِسها قَشّات سُمر ٍ
غَريبة
كأيامِيَ القَديمةِ
كخجلي البَغيضِ
في موطأِ الجَحِيم!
كالجوعِ
في مِقصفِ المدرسةِ،
كزَحمَةِ الأكتاف،
كهروبِ طفلة شَعثاء
مِنْ شِراءِ إفطار ِ الصَباح ِ!
لو حَكيتُ عنْ
ما أسمَيتهُ جَحِيماً
لأمطرتْ الحِكاية،
والقِصص الأثِيرة!
واليوم مُنذُ أن التَقيتهُ
اعتَدتُ أنْ
أطلّ من
شُرفة عاليةٍ
وأسهرُ على فُنجان ِ
قهوة ٍ مُرةٍ
تَعلمتُ مِنهُ أنْ
أَسخرُ من رفاقيَ القُدامي
كَيفَ أنسى مَوعد
تفتح الياسمين
في بُستان نيسان
كيف أفرّ إلى هَلاكي،
وأنسى فِيهِ
ملامح َ الفتى القَروّي!
اعتَدتُ
التوغلَ في الوَهمِ
حتّى احتشدتُ بِهِ
بحثتُ عنْ
ألف شرفة ودارْ
وحيدةٌ
هُناكَ
وانتَهَيتُ!!.

سميرة الخروصية