[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/fayzrasheed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. فايز رشيد[/author]
”.. من يتابع تصريحات المتصهينة نيك هيلي المندوبة الأميركية في مجلس الأمن, يتابع العنجهية والصلف والخلفية الصهيونية الاستعلائية, التي تتحدث بها! فمثلا في جلسة مجلس الأمن التي عقدت الأسبوع الماضي, تحدثت بهستيرية تفوق الوصف, معتقدة أن أحدا في العالم (حتى روسيا) غیر قادر على التصدي للترسانة العسكریة الأمیركیة التي لوحت مندوبة واشنطن باستخدامها, ”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إقالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوزير خارجيته تيلرسون بطريقة مهينة, ذلك أنها جاءت من خلال تغريدة له على "توتير" بينما كان الوزير في جولة إفريقية,أي في مهمة رسمية, هي قصر نظر تدلل على التسرع الدائم للرئيس وعدم اتزان خطواته. كما أن تعيين مدير وكالة المخابرات المركزية بومبيو على رأس الخارجية الأميركية, يعني حرص ترامب على عسكرة وصهينة إدارته, فهو يريد إدارة من الصقور, كما أنه بصدد إقالة مستشاره للأمن القومي. وهذا يدلل على أن ترامب لا يريد مسؤولا أميركيا يخالفه في الرأي. لقد استشعرت عدة دول ,الخطر حيث كان تيلرسون بدبلوماسيته يمثل حائط صد ضد الكثير مما يسميه المراقبون شطحات ترامب وقراراته الصادمة. إن ترامب يسعي من خلال هذا الاختيار لأن يجمع من حوله عددا من المؤمنين بمبدأ "أميركا أولا: مثل مايك بومبيو الذي أتوقع أن يصبغ السياسة الخارجية بنوع من السرية نظرا لخلفيته المخابراتية ومن ثم ستشهد حقبته كثيرا من المفاجآت. كما من المتوقع أن لا يقوم الرئيس الأميركي بالتصديق السنوي على الاتفاق النووي الإيراني في مايو القادم, فقد يصبح هذا في مهب الريح مع استكمال حلقة العسكريين حول ترامب. كما أن من الممكن أن التهديد الذي ينتظر الاتفاق النووي مع الدول الكبرى هو , خروج أميركا منه وليس إلغاءه, مما يفتح الأفق على أكثر من سيناريو.
من ناحية أخرى, فمن يتابع تصريحات المتصهينة نيك هيلي المندوبة الأميركية في مجلس الأمن, يتابع العنجهية والصلف والخلفية الصهيونية الاستعلائية, التي تتحدث بها! فمثلا في جلسة مجلس الامن التي عقدت الأسبوع الماضي, تحدثت بهستيرية تفوق الوصف, معتقدة أن احدا في العالم (حتى روسيا) غیر قادر على التصدي للترسانة العسكریة الامیركیة التي لوحت مندوبة واشنطن باستخدامها, بل وذكّرت بالضربة التي وجهتها لقاعدة الشعیرات السوریة في أبريل الماضي, ورددت من جديد قائلة :"نكرر ھذا التحذیر الیوم.. الولایات المتحدة لا تزال مستعدة للقیام بعمل ما, اذا توجب علینا ذلك". لم تتحدث هيلي يوما عن اتفاقية سلام بين أطراف الصراع في سوريا. في عهد ترامب تصاعد النفاق في السياسية الأميركية والكيل بمكيالين! تصوروا أنها تعقد مؤتمرا دوليا في واشنطن بشأن مشاكل قطاع غزة, وتقوم بتخفيض مساعدتها للأنروا وللسلطة الفلسطينية.

لا نيكي ولا رئيسها وإدارته يأخذون بعين الاعتبار المتغيرات في سوريا, ووقوف حلفائها معها ومع وحدة أراضيها, واستعدادهم للردالمناسب على أية ضربات أميركية وإسرائيلية, التحذير الذي اطلقه رئیس الاركان الروسي الجنرال فالیري جیراسیموف حول "العواقب الوخیمة التي ستترتب أى ضربة امیركیة لمنشآت سوریة یتواجد فیھا عسكریون روس", والتلویح بقیام القوات الروسیة باتخاذ تدابیر انتقامیة لاستهداف الصواریخ المضادة ومنصات اطلاقها". هذا التحذیر الروسي الحازم, الذي لم یكن لیصدر عن شخصیة عسكریة رفیعة لولا حصوله على ضوء اخضر من الكرملین, كونه تصریح جدّي وليس للاستهلاك المحلي! كذلك. فإن وزیر الخارجیة الروسي لافروف حذّر واشنطن من العواقب الوخیمة لأي ضربة توجهها الولایات المتحدة لسوریا.
معروف عن وزير الخارجية الجديد عداءه الشديد لروسيا وللعرب ولكل المسلمين, وهو على يمين الرئيس ونائبه مايك بينيس بالنسبة لتأييد إسرائيل, وهو من الذين حثّوا ترامب على اتخاذ قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل, ونقل السفارة الأميركية إليها. ثم لن ننسى تهديدات أميركا لإيران ولا لكوريا الشمالية ولا المخططات الأميركية والغربية والتركية في سوريا والعراق الهادف إلى تقسيم البلدين. أيضا فإن خطابيْ المندوبين البريطاني والفرنسي في محلس الأمن جاءا في نفس سياق خطاب المندوبة الأميركية, من جانبها فإن حكومة تریزا ماي, التي أبعدت 23 دبلوماسيا روسيا وتهدد باتخاذ عقوبات أخرى ضد موسكو بسبب قضیة العمیل الروسي المزدوج سیرجي سكریبال, لكن موسكو بدورها هدّدت برد على اي اجراءات عقابیة قد تتخذها لندن ضد روسیا.في الوقت الذي حذرت فیه موسكو. لندن من مغبة مواصلة الحدیث مع قوة نوویة عظمى كروسیا بمثل هذه التهدیدات الاستفزازیة. تسعى الولایات المتحدة لإدامة الصراع, والإبقاء على تواجد المنظمات المسلحة في الغوطة لمواصلة إشغال الجیش السوري وممارسة الضغط على دمشق من الغوطة وجوارها. ثم علينا أن لا ننسى خطاب بوتين منذ فترة قصيرة, وحديثه عن الأسلحة والصواريخ الجديدة, التي طوّرتها روسيا. جملة القول: إن الحرب الباردة بدأت تعيد إنتاج نفسها.