يعد الأول من نوعه بالمنطقة

شهاب بن طارق:
المعهد خطوة مستقبلية للتدريب والتعليم التخصصي في مجالي النفط والغاز

فهد بن الجلندى:
المعهد يوظف البحث العلمي والابتكار في مواجهة التحديات التي تواجهها صناعة رأس المال البشري

كتب ـ هاشم الهاشمي:
احتفل صباح أمس بافتتاح معهد عمان للنفط والغاز ـ الأول من نوعه في المنطقة ـ وذلك بمجمع الابتكار ـ مسقط بالخوض، حيث بلغت التكلفة الإجمالية للمعهد 7 ملايين ريال عماني.
وجاء تأسيس المعهد ثمرة تعاون بين شركة النفط العمانية ممثلة بـ "تكاتف عمان" و"شلمبرجير عمان" وإيمانأ بين الجانبين بأهمية مواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل.
وقد صمم المعهد ليكون رائدا ومتميزا ومتخصصا في تدريب وتأهيل المهندسين وعلماء الجيولوجيا وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتطوير واستدامة موارد السلطنة من النفط والغاز، حيث يضم المعهد أحدث تكنولوجيا محاكاة الواقع ومنصات الواقع الإفتراضي وذلك لإتاحة بيئة تدريب شبه حقيقة.
رعى حفل الافتتاح صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد، مستشار جلالة السلطان، الذي أكد أن معهد عُمان للنفط والغاز المتخصص في تدريب وتطوير المهنيين في قطاع الطاقة بالسلطنة يعد إضافة كبيرة للمعاهد التعليمية في السلطنة وكذلك إضافة نوعية لقطاعي النفط والغاز، وسيساهم بحكم قربه من مجمع الابتكار ـ مسقط في دعم مجالات الابتكار والتعليم التخصصي.
وقال سموه في تصريح للصحفيين: إن المعهد يعد خطوة مستقبلية للتدريب والتعليم التخصصي في مجالي النفط والغاز، معربا عن أمله في أن يرى هذا المعهد مخرجات من الشباب والشابات لرفد سوق النفط والغاز بكوادر وطنية مدربة.
مرتكزات
وفي كلمته بحفل الافتتاح قال صاحب السمو السيد فهد بن الجلندى آل سعيد، الأمين العام المساعد لتطوير الابتكار في مجلس البحث العلمي: جاء تأسيس مجمع الابتكار ـ مسقط لتحقيق هدف أساسي يتمثل في جعل البحوث العلمية والابتكار أحد أهم مرتكزات التنمية الاقتصادية في السلطنة، ونحن نشهد حفل افتتاح معهد عمان للنفط والغاز، فقد استطعنا تحقيق تقدم ملموس وخطوة كبيرة نحو تحقيق هذه الغاية، مضيفا سموه إننا نؤمن بأن المعهد سيحدث نقلة نوعية في تنمية الموارد البشرية وتأهيل القدرات والكفاءات للشباب العماني، إلى جانب توظيف البحث العلمي والابتكار في مواجهة التحديات التي تواجهها صناعة رأس المال البشري.
وأكد سموه أن افتتاح المعهد سيحدث نقلة نوعية في تنمية الموارد البشرية وتأهيل القدرات والكفاءات للشباب العماني، إلى جانب توظيف البحث العلمي والابتكار في مواجهة التحديات التي تواجهها صناعة رأس المال البشري، مشيرًا إلى أن المعهد يعد جزءا من المرحلة الأولى لمشروع "مجمع الابتكار ـ مسقط الذي يهدف إلى جعل البحوث العلمية والابتكار أحد أهم مرتكزات التنمية الاقتصادية في السلطنة.
وأضاف سموه انه من المتوقع الانتهاء من المبنى الرئيسي لـ "مجمع الابتكار ـ مسقط" ما بين نهاية العام الجاري ومنتصف العام المقبل، ويعنى المجمع بالأبحاث والتطوير الابتكار في السلطنة وجلب شراكات مختلفة لتطوير مجالات البحث والابتكار.
نقل المعرفة
من جانبه ألقى المهندس عصام بن سعود الزدجالي، الرئيس التنفيذي لشركة النفط العمانية كلمة في الحفل قال فيها إن شركة النفط العمانية تقوم بجهود حثيثة للمساهمة في نقل المعرفة وبناء القدرات الفنية والتشغيلية من خلال الشراكات الإستراتيجية مع روّاد الصناعة البترولية للاستثمار في برامج التطوير والتدريب لرفع مهارات القوى العاملة الوطنية. وبالتعاون مع مجموعة شركاتها تسهم في تحقيق الأهداف التنموية والمستدامة في تطوير رأس المال البشري، باعتباره أحد المرتكزات الأساسية للشركة. وفي الوقت الذي تواصل فيه السلطنة جهودها لتعزيز الإقتصاد الوطني من خلال تطوير مشروعات ضخمة، كان لا بد من العمل على تأهيل كوادر بشرية تتمتّع بالمعرفة والمهارات اللّازمة لإدارة هذه المشاريع وإنجاحها.
وأشار الزدجالي إلى أن المعهد يعمل على تأهيل كوادر بشرية تتمتع بالمعرفة والمهارات اللازمة لإدارة المشاريع المتعلقة بقطاعي النفط والغاز، موضحًا ان المعهد يستوعب 200 متدرب من مختلف التخصصات الهندسية المرتبطة بمجالات النفط والغاز من الخريجين الجدد ليتم تدريبهم لمدة 3 سنوات، مضيفا ان هناك بعض الدورات القصيرة بالتنسيق مع كافة الجهات النفطية في السلطنة على حسب التخصصات المطلوبة سواء كان في مجالات هندسة الحفر أو الجيولوجيا أو غيرها من التخصصات المتصلة بقطاعي النفط والغاز.
اكتفاء
فيما ألقى المهندس محسن الحضرمي، العضو المنتدب لشركة شلمبرجير عُمان ورئيس مجلس إدارة معهد عُمان للنفط والغاز كلمة أشار فيها إلى أن المعهد سيعمل على المساهمة الفاعلة في تحقيق نوع من الاكتفاء من حيث توفير البرامج اللازمة لإيجاد وصقل مهارات مهنيين ومهندسين بكفاءة عالية، الى جانب الخبراء في مجال الجيولوجيا وتمكينهم لمواصلة تطوير موارد النفط والغاز في السلطنة، حيث سيوفر احدث الوسائل التعليمية المخصصة للتدريب والتطوير في مجالات التنقيب عن النفط والصناعات المرتبطة به مع التركيز على تطوير المهارات التقنية والكفاءة والسلامة.
وقال الشيخ إبراهيم بن محمد الحارثي المدير التنفيذي لشركة تكاتف عُمان: تم تصميم المعهد الذي يعد الاول من نوعه على مستوى المنطقة من حيث التقنيات الحديثة والبرامج المقدمة، لإعداد المهنيين الإعداد الأمثل وفق المعايير العالمية. مضيفاً بأن المعهد سيلبي الإحتياجات المتزايدة لتنمية القوى العاملة في السلطنة من خلال تقديم حلول مبتكرة لرأس المال البشري في قطاع النفط والغاز.
تجدر الإشارة إلى أن المعهد تم إنشاؤه على مساحة إجمالية تبلغ 4800 متر مربع تضم عدداً من المرافق تتمثل في مركزاً للتدريب التقني، وقاعات للمحاضرات إلى جانب قاعات لعقد ورش عمل ومحاكاة، وقاعات دراسية ومختبرات، ومبنى للخدمات. ويستقبل المعهد الخريجين الجدد وكذلك المتخصصين في هذا المجال، ويعمل على توفير المناخ المثالي للمهندسين ومساعدتهم على الإجادة في قطاع النفط والغاز. وتغطي البرامج المقدمة مجالات هندسة حفر الآبار، هندسة الإنتاج، الجيوفيزياء، البتروفيزياء، هندسة المكامن، وعلوم الأرض. وخلال فترة إنشاء المشروع، تم إرساء العقود الهندسية والمشتريات والبناء لشركات عمانية دعماً الأهداف الوطنية لتعزيز القيمة المحلية المضافة.
حضر حفل الافتتاح عدد من أصحاب المعالي والمكرمين وأصحاب السعادة والمسؤولين في قطاع النفط والغاز.