[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/haithamalaidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]هيثم العايدي[/author]
” .. سياسة الخصوصية لموقع ياهو تقول "إن الموقع يمكن أن يخزن البيانات الشخصية و/أو يعالجها و/أو ينقلها إلى دول خارج نطاق المنطقة الاقتصادية الأوروبية. تُنقل البيانات خارج نطاق المنطقة الاقتصادية الأوروبية، إما لأعضاء مجموعة شركات Yahoo أو لشركاء الأعمال التجارية المختارين بعناية مع Yahoo'، أو للأغراض التجارية وإدارة البيانات ".”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمجرد الدخول إلى نطاق منطقة معينة أو بعد عملية بحث على أي محرك عن منتج أو معلومة تتوالى الإعلانات الخاصة بخدمات في هذه المنطقة أو هذا المنتج على تطبيقات الهواتف الذكية أو حسابات التواصل الاجتماعي التي تتنافس على تقديم خدمات اتصال لمشتركيها لا تتناسب مجانيتها مع حجم الأرباح التي تحققها الشركات المالكة لهذه التطبيقات أو المواقع ما يعني أن المستخدم نفسه هو السلعة الأهم في تجارة البيانات التي تديرها هذه الشركات.
فصافي الارباح المعلنة لشركة فيسبوك صاحبة موقع التواصل الاجتماعي الأشهر على مستوى العالم بلغت خلال الربع الأخير من العام الماضي نحو 4.27 مليار دولار (بواقع 1.44 دولار للسهم) قافزة من 3.57 مليار دولار مسجلة في نفس الفترة من عام 2016 (بواقع 1.21 دولار للسهم) وهي قفزة جاءت أقل من التوقعات التي تشير إلى وصول نصيب السهم من الأرباح إلى 1.94 دولار.
كذلك أعلنت شركة "تويتر" تحقيق أرباح صافية لأول مرة في تاريخها حيث بلغ صافي أرباح "تويتر" خلال الربع الأخير من العام الماضي 91.08 مليون دولار بما يعادل 0.12 دولار للسهم الواحد مقابل خسائر قدرها 167.05 دولار بما يعادل 0.23 دولار للسهم خلال الفترة نفسها من العام السابق.
وفيما يخص شركة جوجل الفابت التي تدير أشهر محركات البحث على الانترنت فقد حققت على مستوى عام 2017 بالكامل ايرادات بلغت 110 مليارات دولار بصافي ارباح 12.7 مليار دولار حيث تزايدت الإيرادات بنسبة 23% عن ايرادات عام 2016، في حين تراجعت الأرباح عن نظيرتها في العام الأسبق التي بلغت 19.5 مليار دولار غير أن ايرادات جوجل من قطاع الاعلانات وحده في الربع الاخير من 2017 بلغت 27.22 مليار دولار، بزيادة 5 مليارات دولار تقريبا عن الربع المماثل من العام السابق.
ومع ان هذه الشركات العملاقة تعمد إلى تقديم خدماتها بالمجان ـ باستثناء جوجل التي لها منتجات تتمثل في العديد من الأجهزة ـ كما أنها دائما ما توفر إمكانية تخزين كم هائل من البيانات الشخصية والصور والملفات على شبكة الانترنت فإن هذه البيانات وبرضاء عملائها تجد طريقها إلى سوق البيانات التي تتنافس الشركات التجارية بشكل معلن ورسمي عليها كما تسعى إليها الأجهزة الحكومية أيضا.
فسياسة الخصوصية لموقع ياهو تقول "إن الموقع يمكن أن يخزن البيانات الشخصية و/أو يعالجها و/أو ينقلها إلى دول خارج نطاق المنطقة الاقتصادية الأوروبية. تُنقل البيانات خارج نطاق المنطقة الاقتصادية الأوروبية، إما لأعضاء مجموعة شركات Yahoo أو لشركاء الأعمال التجارية المختارين بعناية مع Yahoo'، أو للأغراض التجارية وإدارة البيانات".
وبالمثل فإن صفحة فيسبوك للأعمال تروج للموقع بالقول إنه "نساعدك في الوصول إلى الأشخاص الذين يُحتمل أن يُبدوا اهتمامًا أكثر من غيرهم بنشاطك التجاري وذلك عن طريق توصيلك بأشخاص يتشابهون في خصائصهم مع عملائك الحاليين."
وهذه البيانات مثلها مثل تلك التي تحصل عليها الشركات من خلال عمليات الشراء المتكررة للمستهلكين تخضع للتحليل من قبل خبراء يحددون من خلالها القدرة الشرائية للمستهلك واحتياجاته الأساسية لاكتسابه كزبون دائم لديها.
فعلى أساس نتائج هذا التحليل ـ الذي يشمل الوصول إلى قاعدة بيانات المستهلكين وعناوينهم الالكترونية وربما أرقام هواتفهم أيضاـ يتم التسويق لبعض المنتجات مع ارسال عروض مناسبة للمستهلكين بالبريد الإلكتروني أو بالرسائل النصية حتى إن اتجاهات البحث والبيانات الجغرافية تساهم في توقع اتجاهات المستهلكين نحو التطوير الذي يأملونه في المنتجات التي يحتاجون إليها.
وإذا كان استخدام محركات البحث ووسائل الاتصال التي تتيحها وسائط التواصل الاجتماعي بات أمرا حتميا فإن الحكمة تقتضي عدم وضع البيانات الشخصية والمشاركات إلا بالقدر الذي تفرضه احتياجات المستخدم من هذه المواقع.

هيثم العايدي
كاتب صحفي مصري
[email protected]