[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/fayzrasheed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. فايز رشيد[/author]
”كان الصحفي الاميركي الشهير سيمور هيرش, قد كشف عن خطة الاستخبارات المركزية الاميركية في سوريا, وقد تلخصت الخطة في مشروع للولايات المتحدة وحلفائها يقتضي تدمير سوريا خدمة لأهدافها, حتى وان اغرقت سوريا ومعها المنطقة بالدماء, وهو ما يؤكده الصحفي المحقق سيمور هيرش الذي اكد ان واشنطن عملت على شن هجوم كيميائي في سوريا لتحميل المسؤولية لدمشق, تمهيدا لشن عملية عسكرية ضدها. ”

لا تمر أشهر دون أن تقوم الإدارة الأميركية والعديد من الدول الغربية باتهام الحكومة السورية باستعمال الأسلحة الكيماوية ضد الإرهابيين في هذه المنطقة أو تلك, والتهديد بضرب سوريا. الاسطوانة العراقية تكرر نفسها, من خلال الادعاء بامتلاك العراق لأسلحة دمار شامل تبريرا لغزوه, وبالفعل لولا الخسائر الأميركية في العراق لظلت القوات الأميركية فيه إلى الأبد.. ليتبين بعد عشر سنوات, أن كولن باول اعترف بفبركة صور لمواقع أسلحة دمار شامل لتبرير احتلاله! سوريا سلمت مخزونها من الأسلحة الكيماوية للأمم المتحدة في عام 2014, واعترف القادة الأميركيون والغربيون حينها بخلو سوريا منها. ثم من الطبيعي السؤال, هل كانت الحرب ستمتد سبع سنوات (ولم تنته بعد) لو أن سوريا تستعمل أسلحة كيماوية ضد الإرهابيين؟ الحكومة السورية مسؤولة عن شعبها, الذي يتخذ الإرهابيون أبناءه دروعا بشرية. نعم, بكل ثقة نقول: إن الإرهابيين هم من يستعملون الأسلحة الكيماوية ضد الشعب والجيش السوري.
هذا ما لا تراه أميركا والغرب, يتعامون عنه, ويوجهون الاتهامات إلى الحكومة السورية, فمذ أيام قليلة فقط (الخميس 15 آذار/مارس الحالي), قال مسؤولون أميركيون بارزون,, إن الحكومة السورية تعمل على تطوير أنواع جديدة من الأسلحة الكيماوية, وإن إدارة الرئيس دونالد ترامب مستعدة للقيام بعمل عسكري مجددا ضد قوات الحكومة السورية, إذا اقتضت الضرورة, لمعاقبتها على استخدام هذه الأسلحة. وفي حديثهم للصحفيين, قالوا إن قوات الأسد "طورت" أسلحتها الكيماوية, وواصلت بين الحين والآخر استخدامها بكميات أصغر منذ هجوم في أبريل/نيسان الماضي2017 الذي دفع الولايات المتحدة لشن هجوم صاروخي على قاعدة جوية سورية. وأضافوا أن سمات بعض الهجمات التي نفذت في الآونة الأخيرة في الغوطة الشرقية, تشير إلى أن سوريا ربما استخدمت مواد كيماوية سامة،,بشكل يجعل تعقب مصدرها الأصلي, مهمة صعبة. وطلب المسؤولون عدم ذكر أسمائهم وأحجموا عن تقديم أمثلة محددة.
من ناحية أخرى كان الصحفي الاميركي الشهير سيمور هيرش, قد كشف عن خطة الاستخبارات المركزية الاميركية في سوريا, وقد تلخصت الخطة في مشروع للولايات المتحدة وحلفائها يقتضي تدمير سوريا خدمة لأهدافها, حتى وان اغرقت سوريا ومعها المنطقة بالدماء, وهو ما يؤكده الصحفي المحقق سيمور هيرش الذي اكد ان واشنطن عملت على شن هجوم كيماوي في سوريا لتحميل المسؤولية لدمشق, تمهيدا لشن عملية عسكرية ضدها. وقال هيرش: ان تقارير للاستخبارات البريطانية اكدت ان الهجوم بغاز السارين لم يأت من القوات السورية, مشيرا الى ان واشنطن عقدت اتفاقا مع بعض العرب وتركيا يقضي بان يكون التمويل من هذه الدول بينما تقوم الاستخبارات الاميركية والبريطانية بالحصول على السلاح الكيماوي من الترسانة الليبية, ونقلها الى الإرهابيين في سوريا! وفي هذا السياق يشير هيرش الى تورط وزيرة الخارجية الاميركية انذاك هيلاري كلينتون في نقل الاسلحة من ليبيا, حيث يكشف ان السفير الاميركي في طرابلس كريستوفر ستيفنز الذي قتل في الهجوم على القنصلية ببنغازي, كان على علم بعملية نقل السلاح الليبي, كما التقى مسؤولين في السي اي ايه وشركة الشحن التي نقلت السلاح.
هيرش كشف ايضا ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اراد اغراق سوريا بالارهابيين, للمساعدة في تنفيذ مخطط ضربها, وان الادارة الاميركية لا تفعل شيئا ازاء الدعم المقدم للارهابيين, حيث تحصل جماعة جبهة النصرة الارهابية على اسلحة حديثة, فيما تلعب تركيا لعبة مزدوجة بحسب تعبيره, من خلال تقديم الملجأ لجماعة داعش الارهابية وفتح حدودها للإرهابيين لنشر الدمار على مساحة سوريا. واستمرارا لتخريب سوريا وتقسيمها ها هي نركيا تحتل عفرين وتهدد باحتلال منبج والوصول إلى الحدود السورية – العراقية, وهذا حلم عثماني قديم. فضائح الغرب والإدارة الأميركية والبعض االعربي المتواطئ معهما حول السلاح الكيماوي أوصلت القطار إلى سوريا, التي باتت اليوم متهمة باستخدام هذا السلاح علما أن الوثائق تؤكد أن المجموعات التكفيرية الإرهابية في سوريا هي التي استخدمته في اكثر من مرة ضد الجيش السوري والمدنيين وهددت باستخدامه فانقلبت الصورة لا لشئ الا لحفظ ماء وجه واشنطن وبعض العرب أمام فشلهم الذريع في الحرب على سورية.
ورغم ثبوت استخدام التكفيريين للأسلحلة الكيماوية في حلب – خان العسل- فإن هؤلاء استخدموه وفق الوثائق الروسية والسورية الرسميتين في ريف دمشق, من خلال تجارب كيماوية في غازي عنتاب التركية, وفق الاعلام الرسمي السوري الموثّق, رغم انه تمت مصادرة كميات كبيرة من الاقنعة الواقعية من الجماعات التكفيرية من جبهة النصرة والقاعدة في مختلف الاراضي السورية. ظلت واشنطن والغرب يلصقون التهم بالدولة السورية. وكانت الفضيحة لواشنطن والغرب بأن خرجت المعلومات عن ان التكفيريين اطلقوا الكيماوي في الغوطة الشرقية. كارلا ديل بونتي المدعية العامة وعضو اللجنة الدولية للتحقيق في استخدام الكيماوي, تعبّر بما لا يدع الشك, عما تريده واشنطن والغرب من أجل ضرب النظام في سوريا, فقد أعلنت المدعية العامة السابقة في المحكمة الجنائية الدولية والعضو في لجنة التحقيق الدولي في انتهاكات حقوق الإنسان: أن غاز السارين استعمل في سوريا من قبل الحكومة!, أترون هذا التزييف والتصليل المفضوح والوقح ؟.