أختاه:
حين مددت يدك إلي وجدته كف هوى مقدسا، ضممته في سلام الساكنين.
حين أنظر في عينيك الذابلتين، أتلو سطور الإرهاق فيها زانها قيام الليل خطوط احمرار كشفق أتعبه طول المسير، بيد أن مقلتيك تمنحني السكون، ترسمني الضياء، وتهديني الأمل.
أختاه:
لن تبعد المسافات بين قلبينا، فتمازج الأرواح صاغها روحا فريدة، تحمل نقاء الحمام الذي ما شاب ثوبه شائبة.
أحبك وأنت تمازجين روحي بألوان الجمال، إن هنيهة الصمت في لغة الروح لهي عالم البوح البديع.
مسكني ضلوعك وهي سياج آلامي. وإنني لأفقه لغة عينيك قبل أن تسترسلي حديثا، وقد سكبت أشعارك في حواري الروح فغدت ربيعا موشى بالإخاء.
حينا أرسو في جزيرة عينيك، لتهبني من فضياتك البديعة، وحيث ترسمني كالريش خفة، فأغدو في دواتي اشتياقا لأبعثر الحروف عقدا نضيدا.
من حديثك أستنشق عطر أزاهير الوجود.
يا مساكن الروح: خذي كفي لنعبر إلى الجنة.
في كل فجر أطلقي عصافير شوقي لتحط على الأغصان غردة فقد أزعجني نعيق الغربان وهو يحيل الآمال آلاما.
في كل فجر طوقيني دعوة لأظل تحت سحائبها أنعم بالسلام.
في كل فجر صافحيني حنينا، روحك بين كفي من أعز كنوز العالم يوم جمدت مشاعر الناس.
في كل مساء أبعثي في روحي همة تتوقد كالصباح، فقد كثر الراجمون لهذا العقل، وكثر المثبطون، وكثر النباح.
وسديني معاني الإخاء، فكم من ممزق للصواري، وكم من محطم لضلوعي.
اسقيني من الهوى المقدس، لأظل سارية كالأفلاك، أبقيني هناك فقد أعيتني الغربة، وما أبقت الآلام موضعا في قلبي إلا ونهشته، كوني بالقرب فكلي جراح.
دمت في القلب خالدة.

أم عاصم الدهمانية