ينَامونَ
ووحدي
عُصفورةٌ
أبحَثُ في الظلام
عما يرفع اللّيل عنّي
ويُبعدُ فوضى الكَثير
قِصَص المراثي،
والسَفر المؤّجل
للمُدن الفاضِلة!!
يحلمون بحقائِب السَفر،
بالنَوافِيرِ والمَداخِن،
بالكنائِسِ والمآذن،
وبالطُرقِ
المُعشبة بالطفولة
يَحلمونَ
بأنّ لهم صَحبٌ
وأنّ لهُم
في كلّ سَبت
جلسة صوفي،
ونعناعة شايٍ!!
ينَامونَ ووحدي
أمشي كمنْ
فَقدَ المدينة والرِفاق
فأعود عشر
ثمَّ عشر للوَراء
خطوة أخرى
فأري
رَفيقيَ الرّث القَديم
يدنو وقدْ مَسحَ الطريق
وبين عَينهِ سُنبله!
ويَحلمونَ
بموسيقى الصباح
بثلاث شبابيك
وبَكونٍ أكبر منْ
قَمر المساء ِ
وأنا وحدي لوحدي
أسمعُ ما تبّقى
منْ نَشِيدِ الصُبحِ،
وصوت قارئة الفَناجِينِ
فلا يرونَ
خوف الطِفلُ بي،
أو حِينَ أُحدّثُ
أرجيلة الحُزنِ وحِيداً
ثمّ أحصى قمح روحي
كأني أنا
المُستعار مِن العُمرِ
أترك ُ كل ما يتركهُ
حزن الغريب
في حضرة الوَقتِ
حاملاً جرحي
دون خارِطة
أو أحد!

سميرة الخروصية