[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
إنها الحروب روح الانسان عبر التاريخ والزمان .. هل يذكر التاريخ البشري دون حضور للحروب التي تكاد تكون الوجه الحقيقي والامثل للبشرية.
هو دم الانسان كما يقول تولستوي، بل الحروب هي الاساس فيما السلام طاريء على حد تعبير المفكر التركي عزمي مورهلي، وهو يضيف ان الحب طاريء فيما الكراهية هي الاساس ايضا.
عالم يبغض عالما، قم لأجلس مكانك، او ارحل لآخذ ارضك سواء بالتراضي ام بالقوة. اذا عدنا الى ارشيف اميركا سنجد العجب: تركيبات لاحصر لها من أجل تطيير هذا وتغيير ذاك والاستيلاء على هذه وترتيب أمر تلك .... انها الحرب بقفازات ناعمة فان خشنت تكون قد تحولت إلى ولادة حرب اخرى.
صدم المفكر الفرنسي جان بول سارتر السوفيات عندما زار روسيا ابان العهد السوفياتي بأن ختم جولاته بإجابة عن سؤال عما شاهده بانك " اذا اردت السلام فعليك ان تستعد للحرب" .. كان الرجل منطقيا وهو ابن الحرب العالمية الثانية وقساوتها، وابن تاريخ من الجنون البشري في قتل الانسان اينما كان.
بعضهم يرى ان جملة الانسان عاقل ليست في محلها .. لايملك الانسان سوى ان يخترع انواع السلاح الاشد فتكا، دائما الاشد .. لماذا، لأنه كي يشعر بكونه انسانا عليه ان يقتل، الصراع في دم الانسان، كما يضيف تولستوي، خلية اساسية فيه.
من قتل الهنود الحمر بطريقة الابادة، كان يمارس اولى مقدسات الاستيلاء على ارض الغير .. تماما كما فعل الصهيوني في عرض الإبادة للفلسطيني الذي هام على وجهه كي يصل الى الامان فصار لاجئا، عليه ان يتحول الى ثائر كي يعيد مقدساته، لايمكن اطلاقا ولا باي منطق كان، ان يطلب رحمة من محتل لارضه او ان يتصور امكانية اعادة متر من ارضه بحس انساني .. لو كان هنالك انسنة في احساس الصهيوني لما محا اسم فلسطين ليتربع في الامم المتحدة كيانا جديدا يصفق له من ضمن حضوره في بقعة سوف تقتله ذات يوم.
من ير الانتخابات النيابية اللبنانية يظن ان لبنان بخير وان عالمه مطهر من الازمات . في العقل الذي يدير تلك الانتخابات وهم صراع الآخر بالصوت وبالصندوق ، الذي هو في رأيه رصاصة بطريقة اخرى . لايكون القتل فقط بالسلاح ، احيانا بالفكر ، بحرب ناعمة تطيح بالخصم الضعيف ان لم يجد من يمد شرايينه بدم معافى .
لا ليست الدنيا بخير ولن تكون حيث التكاذب بوجود مفهوم اخترعه الانسان اسمه الديمقراطية التي وصفها تشرشل بانها اسوأ الافكار الجيدة، بل هي اكذبها لانها مرة تكون في خدمة هذا ومرة في خدمة ذاك .. هي حروب على أي آخر يراد نفيه .. هي صراع الصناديق التي يتكون فيها حجم العداء المهذب، لكنه عداء في احسن الاحوال.
جميع ماتربت عليه البشرية اخترعته على شكل حروب مختلفة .. من الفكرة البسيطة الى مايسمى بصدام القوى العسكري. فلماذا مثلا يخاف العالم من الولايات المتحدة .. هذه الدولة العظمى لو سحبنا منها اسلحتها جميعها فماذا يبقى منها. اسرائيل مثلا ماذا تساوي غير انها جيش، هي بدأت جيشا وعليه أسست كيانها. بريطانيا احتلت العالم ليس بالحوار بل بقوتها في ذلك الوقت وفي جميع الميادين ، وكذلك فعلت فرنسا نابليون على سبيل المثال. وهكذا فكر هتلر يوم جذبه الأمل الكاذب.
لاخلاص من الحروب الا بالخلاص من الانسان .. لكن كيف ..؟!