محطات هامة وتاريخ مهم في حياة الدول وافرادها، تشهد فيها البلدان الكثير من المتغيرات، ويتغير وجه الارض، وانسانها، إما للخير والبناء والتنمية او لوجه آخر يكون سوداويا ومظلما.
ونحن في سلطنة عُـمان، ومنذ انبلاج فجر يوم 23 من يوليو المجيد في عام السبعين من القرن الماضي، اشرقت شمس جديدة على ارضنا، ونورت حياة جديدة على الارض والإنسان. تغيرت معالم أرض عمان، من حياة الى حياة حديثة يشع نورها، بينما كان إنسان عمان يحفر هناك ويشق طريقا هنا، ويسعى بجهده لبناء دولته سريعا، كما وعد القائد المفدى، للعمل سريعا للحاق بركب الحضارة الحديثة.
ومنذ اشرقت شمس 23 يوليو.. تغير وجه عمان وشعبها، بحكمة القائد المفدى جلالة السلطان، الذي انار طريق الخير والصلاح والبناء والتنمية، حتى ولدت عمان دولة تضاهي الدول في مدارسها وجامعاتها ومستشفياتها ومؤسساتها ومصانعها وموانئها ومناطقها الاقتصادية.
اليوم ونحن نستذكر ذكرى غالية على كل عماني، وبعد تكاتفنا كقلب واحد وفكر واحد ويد واحدة، ساهم الجميع في ايصال عمان الوطن المعطاء لمصاف الدول الحديثة، نؤكد اننا اليوم نحتاج لمزيد من التكاتف والبناء والعمل كنبض واحد ويد واحدة لتجاوز مرحلة اكثر اهمية من الماضي، الذي كان بداية التأسيس لبناء دولة مدنية حديثة ذات قامة عظيمة وتاريخ كبير، ضرب موعدا في روزنامة التاريخ شرقا وغربا، حتى باتت الحضارة العمانية شامخة في التاريخ.
واليوم، الحمل قد يكون أكثر بكثير مما مضى من مرحلة البناء الأولى، مرحلة فيها من التحديات الكثير، قد يكون أكثر من عملية بناء طريق أو مركز صحي او مستشفى للعلاج أو انشاء جامعة، التي بلا شك كانت وما زالت مهمة، لكن القادم في هذا العصر أهم بكثير في بناء الدولة لتكون ذات اركان قوية وصلبة لا تهتز مع ريح عابرة او "تسونامي" التغييرات التي تشهدها المنطقة العربية بل والعالم اليوم.
ما احوجنا لنحصد ما زرعناه طوال الاعوام الماضية منذ اشراقة 23 يوليو المجيد، لتكون عمان نورا جديدا يشع على الكرة الأرضية بشعبها الذي عرف عنه الكفاح والصبر والعمل في صمت حتى بات مضربا للامثال بين الشعوب في بناء دولته وأرضه، كما تخطط له القيادة الحكيمة لجلالة السلطان المفدى.
ومع عديد التحديات التي تظهر في الافق، سواء من التخطيط الى التنفيذ الى محاربة الفساد، وايجاد عديد الوظائف للباحثين عن عمل وهو الهم الأكبر للمخطط الحكومي في بلادنا، فإن مرحلة عمل أكثر حكمة تحتاج اليها الدولة، وان يسعى المسؤولون بالدرجة الأولى الى العمل بروح وطنية جادة أكثر مما مضى في سنوات مضت، لأن ثورة جيل التكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعي الحديثة أكثر صعوبة من ثورة السلاح التي لم تعد صالحة في هذا الزمن. لذلك على الحكومة أن تعمل أسرع مما مضى وان تبدأ خطوات اكثر تسارعا وقربا من شعبها حتى يكتمل البناء بأركان قوية، وان يكون العمل يسير متوازيا بين القمة والقاعدة الشعبية التي باتت هي اكثر حراكا وسرعة من خطوات الحكومة، واذا ما كانت الحكومة اسرع من الشعب فإن خللا ما قد يصيب جدار البيت الواحد التي لا شك ان الحكومة بحكمة قيادته اكثر بعدا في ادراك ما يجري هنا وهناك.
هكذا هي الحياة اليوم، تتطلب من الحكومة ان تكون متماشية مع الشعب، بعد ان كان في فترة من الفترات انه يجب ان يسير الشعب سريعا مع خطط وبرامج الحكومة للمسارعة في ملاحقة ما فات من بناء وتنمية. لكن اليوم انعكس الحال، بات على الحكومة ان تساير توجهات الشعب وان تضع خططها بما يتساير مع توجهات واحلام وآمال الجيل الجديد الذي يريد ان يرى وطنه الافضل والأحسن في كل شيء.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل حكومتنا قادرة على مواكبة فكر الشعب وتحقيق أحلامه، عبر المسارعة في وضع كثير من النقاط على الحروف في بناء دولة المؤسسات لعمان الوطن والانسان؟.

يوسف بن احمد البلوشي
إعلامي
[email protected]