الجيش: عمليات جنوب وغرب مصر لضرب بؤر الإرهاب
القاهرة ـ من أيمن حسين والوكالات:
أعلنت مصر أمس حالة الحداد العام في جميع أنحاء الجمهورية لمدة 3 أيام، حِدادًا على مقتل 21 جنديًا من جنود حرس الحدود في مدينة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد.
وقال السفير إيهاب بدوى، الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر قرارًا جمهوريًا بإعلان حالة الحداد العام، موضحًا أن ذلك الحداد على شهداء الوطن اعتبارًا من الأحد، الموافق 20 يوليو 2014، وحتى غروب شمس الثلاثاء 22 يوليو 2014. فيما نعى مجلس الدفاع الوطني المصري، شهداء مصر الأبرار، الذين جادوا بأرواحهم طاهرة ذكية، وامتزجت دماؤهم بتراب الوطن دفاعًا عن عزة ورفعة مصر وشعبها. وقال المجلس في بيان له، إنه ينعي شهداء القوات المسلحة من رجال حرس الحدود، الذين سقطوا ضحية لعمل إرهابي خسيس، ويؤكد لذويهم وللشعب المصري أنه سيثأر لدمائهم الغالية، مصداقاً لقوله تعالى "وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، فضلاً عما وعد به الله قتلة عباده من عذاب أليم. وناقش المجلس في اجتماعه، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مستجدات الأوضاع الداخلية والموقف الأمني في البلاد، والتهديدات الموجهة للأمن القومي داخليًا وخارجيًا، واستعرض الجهود والخطوات ذات الصلة، الهادفة إلى ضمان أمن واستقرار مصر وحماية الحقوق والحريات العامة للشعب. وشهد الاجتماع، استعراضًا للجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب ومحاصرته وتجفيف منابعه، في إطار التزام الدولة ببسط سيطرتها الأمنية على كامل التراب الوطن، وتناول الترتيبات والإجراءات الأمنية التي تقرر اتخاذها في مواجهة التطورات الأخيرة على الساحة الداخلية. وكان الناطق العسكري للقوات المسلحة العميد محمد سمير، قال إنه استمرارًا لمحاولات العناصر الإرهابية لاستهداف الوطن وعرقلة مسيرته نحو تحقيق الاستقرار والتقدم، استهدفت عصر السبت مجموعة إرهابية إحدى نقاط حرس الحدود بالقرب من واحة الفرافرة؛ حيث تم تبادل إطلاق النيران مع تلك العناصر؛ مما أدى لانفجار مخزن للذخيرة إثر استهدافه بطلقة آر بي جي، وهو ما أسفر عن سقوط 21 شهيدًا و4 مصابين، فضلاً عن مقتل بعض العناصر الإرهابية وضبط سيارتين مجهزتين للتفجير "تم إبطال مفعولهما"، وتم العثور بداخلهما على كمية من الأسلحة والذخائر. وقال الناطق عبر حسابه الرسمي بـ"فيس بوك"، إن القوات المسلحة تنعي شهداءها من أبناء الوطن الأبرار، وتؤكد أن هذا الحادث لن يثنيها عن تحمل مسئوليتها الوطنية لحماية وتأمين البلاد وضرب بؤر الإرهاب والتطرف مهما كلفها ذلك من تضحيات من جهته قال مصدر عسكري، إن القوات المسلحة ستقود عمليات مشتركة بين المنطقتين الجنوبية والغربية لمواجهة الإرهاب وضبط الحدود ، بعد الحادث الذي أسفر عن استشهاد 21 من أبناء قوات حرس الحدود، لافتًا إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة طلبت ضرورة توسيع دائرة العمليات العسكرية في الاتجاهين الجنوبي والغربي لمواجهة التطرف والإرهاب بكافة صوره وأشكاله . وتوالت ردود الأفعال المنددة، وأدان الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الحادث الإجرامي الغادر الذي تعرضت له قوة حرس الحدود بمدينة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، مما أسفر عن استشهاد 22 جنديا من قوات حرس الحدود. وأضاف الطيب، في بيان له، أن هؤلاء المجرمين المعتدين لم يراعوا حرمة الدماء في شهر رمضان، مطالبا قوات الجيش بفرض سيادة القانون والضرب بيد من حديد على كل من يحاول اقتحام حدودنا، مشددًا على أن دماء الشهداء لن تضيع هباءً. بدوره قال الشيخ رجب أبو بسيسة عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، إن خبر مقتل جنود حرس الحدود بالوادي الجديد مؤلم وشديد الخطورة، خاصة مع تكراره، مؤكداً أنه باب شر وفتنة. وتساءل في بيان للدعوة السلفية: أين الإجراءات الوقائية وهل التحديات تحل بالتجاهل؟.. مؤكدًا أن الحدث له دلالات مخيفة، بغض النظر عمن فعل ذلك مهرب أو صاحب فكر تكفيري. وقال: "إن كان الفاعل صاحب فكر تكفيري فهذا يتطلب تحصين الناس، وخاصة الشباب، من هذه الأفكار الهدامة وإبطال شبهات هؤلاء المارقين". من جهته أدان الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بشدة الحادث الإرهابي الجبان الذي وقع أمس الأول، في مدينة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد بجمهورية مصر العربية وأسفر عن إستشهاد 21 جنديًا من جنود حرس الحدود ووقوع عدد من المصابين. واعتبر الأمين العام في بيان له أمس "الأحد" أن مثل هذا العمل الإرهابي ليس إلا محاولة يائسة لزعزعة أمن واستقرار البلاد، مؤكدًا في الوقت ذاته على دعم جامعة الدول العربية الكامل للدولة المصرية في التصدي لكافة أشكال الإرهاب وتجفيف منابعه. وقدم الدكتور نبيل العربي خالص تعازيه ومواساته لأُسر الضحايا وللدولة المصرية حكومة وشعبًا، معرًبا عن أمله في سرعة الكشف عن مرتكبي الحادث وتقديمهم للعدالة.