الاحتلال يقر بمقتل 13 من جنوده وصواريخ المقاومة مستمرة
القدس المحتلة ـ (الوطن) ـ وكالات:
أضاف الاحتلال الإسرائيلي إلى ملف مجازره بحق الشعب الفلسطيني مجزرة جديدة عنوانها حي الشجاعية بقطاع غزة وذلك في يوم دام من أيام العدوان الذي يشنه الاحتلال على الفلسطينيين بالقطاع حيث شهد يوم أمس سقوط أكثر من 100 شهيد فيما زادت المقاومة الفلسطينية من عملياتها النوعية وأوقعت 13 قتيلا في صفوف قوات الاحتلال مع استمرار إطلاقها للصواريخ.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن "حصيلة الشهداء هي مائة على الأقل".
وسقط غالبية الشهداء في حي الشجاعية شرق مدينة غزة والقريب من الحدود مع إسرائيل، حيث استشهد العشرات معظمهم من المدنيين في قصف كثيف بدأ منتصف ليل السبت الأحد.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة من أجل تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقال عباس في خطاب بثه تليفزيون فلسطين "فشل مجلس الأمن في وقف العدوان ضد شعبنا لا يعفيه من مسؤولياته وفق القانون الدولي.لذلك فإنني أدعو لجلسة طارئة أخرى وعاجلة هذه الليلة (الليلة الماضية) لمجلس الأمن".
وحتى إعداد الخبر لم يتسن التوصل إلى ردود على هذه الدعوة إضافة إلى تفاصيل اللقاء الذي أعلن عنه بين عباس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في الدوحة.
وفي وقت سابق قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن إسرائيل ترتكب "جريمة حرب ضد المدنيين" في حي الشجاعية داعيا إلى "الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين" مؤكدا أن "اسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الرهيبة".
ودانت الحكومة الفلسطينية في بيان ما حصل في الشجاعية ووصفته بأنه "جريمة حرب" تستدعي التدخل الدولي العاجل.
وجددت الحكومة الفلسطينية "مطالبتها للمجتمع الدولي للتحرك بسرعة لوقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني".
كما دانت الرئاسة الفلسطينية في بيان نشرته وكالة وفا الرسمية للأنباء المجزرة.
وطالب الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة الحكومة الاسرائيلية ب"ايقاف عدوانها على القطاع فورا وحذرها من استمراره".
وتناثرت الجثث في الشوارع، وكان بعضها محترقا لدرجة تجعل من الصعب التعرف على أصحابها.
وكان من بين الشهداء الصغار والكبار، ومن بينهم أكثر من جثة لطفل حملها موظفو عربات الاسعاف الذين عثروا كذلك على بقايا إحدى عرباتهم في المكان وقد تطاير زجاج نوافذها واخترقت الشظايا هيكلها بالكامل.
ومن جهته، أقر جيش الاحتلال الاسرائيلي أن 13 جنديا إسرائيليا قتلوا ليل السبت الاحد في قطاع غزة، حسب ما أعلنت متحدثة عسكرية.
وقالت المتحدثة "قتل 13 جنديا من لواء جولاني للمشاة " في اطار العملية الجارية في قطاع غزة، دون الادلاء بمزيد من التفاصيل.
وبهذا يرتفع عدد القتلى في صفوف الجيش الاسرائيلي منذ بدء العملية البرية ضد قطاع غزة مساء الخميس الى 18 جنديا.
وكانت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس قالت ليل السبت ـ الاحد انها قتلت 14 جنديا اسرائيليا في "كمين شرق التفاح" شرق غزة، وقالت الاحد ايضا انها قتلت جنديين اسرائيليين على الحدود الشرقية لوسط قطاع غزة و"قنصت" جنديا اخر شمال القطاع وفقا لبيانات صحافية.
من جهته قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" ان العملية التي زعم أنها تستهدف تدمير شبكة الانفاق التي يستخدمها المقاومون قد تنتهي "سريعا نسبيا"، الا انه لم يكشف عن تفاصيل.
وقال نتانياهو "نحن نتحرك للقضاء على الانفاق، وسنأخذ الوقت اللازم للقيام بذلك".
وردا على سؤال حول الفترة التي سيستغرقها تدمير الانفاق قال نتنياهو "سريعا نسبيا".
وأضاف أن "المهم الآن هو عدم البدء في وضع شروط. اعتقد انه من المهم انهاء الاعمال العدائية وبعد ذلك الوصول الى وضع نتوصل فيه الى وقف اطلاق نار مستدام". على حد قوله.
وفي واشنطن قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما أبدى في اتصال مع نتنياهو أمس قلقه البالغ من تزايد عدد الضحايا في حرب غزة.
وأفاد بيان للبيت الأبيض أن أوباما أبلغ نتنياهو في الاتصال الهاتفي بينهما أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيتوجه قريبا إلى القاهرة سعيا للوصول إلى وقف فوري لاعمال العنف استنادا إلى اتفاق الهدنة المبرم في نوفمبر 2012.
كما دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اسرائيل الى تجنب سقوط مدنيين.
وصرح في مؤتمر صحافي في الدوحة التي يبدأ منها جولته في المنطقة "يجب على اسرائيل ان تبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين".
وفي أسطنبول اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أن العدوان على قطاع غزة تجاوز وحشية الزعيم النازي أدولف هتلر.
ونقلت وكالة أنباء "أناضول" التركية الرسمية أمس الأحد من كلمة لأردوغان في مدينة أوردو قوله إن "الإسرائيليين لعنوا هتلر بسبب الهولوكوست، والآن تتجاوز الدولة الإرهابية في إسرائيل بفظائعها في غزة ما فعله هتلر".
في الوقت نفسه أكد اردوغان أن "غضب وسخط تركيا موجه ضد قمع دولة إسرائيل وليس ضد الشعب اليهودي".

في غضون ذلك نفى مصدر في وزارة الخارجية المصرية أن تكون مصر قد دعت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إلى القاهرة لبحث هدنة مقترحة في غزة.
وكانت حركة حماس قد ذكرت في وقت سابق أمس الأحد، أن قيادتها تلقت دعوة لوفد قيادي برئاسة مشعل لزيارة القاهرة للبحث في المبادرة المصرية للتهدئة مع إسرائيل.
وقال مصدر مسئول في حماس في بيان صحفي، إن الدعوة تم نقلها للحركة "عبر وسطاء"، وكان رد الحركة أن موقفها معروف من المبادرة لأسباب موضوعية.
وأضاف المصدر أن الحركة "أكدت أنها في ذات الوقت مستعدة للتعاون مع أي تحرك من أي طرف بما يحقق المطالب الفلسطينية المحددة والتي تم تسليمها للأطراف المختلفة في الأيام الماضية".