بغداد ـ وكالات: قتل 46 شخصا على الأقل وأصيب عشرات بجروح في هجمات متفرقة بينها تفجير انتحاري بحزام ناسف وأخرى بسيارات مفخخة أمس في العراق، حسب ما أفادت مصادر امنية وطبية فيما طالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بتدخل الهيئات الدولية بالضغط على الدول التي ترعى الارهاب لوقف توفير بيئات حاضنة للمجموعات المسلحة التي تنشط على الاراضي العراقية.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة ان "خمسة اشخاص قتلوا وأصيب 14 بجروح في انفجار سيارة مفخخة قرب سوق شعبي في منطقة الحسينية" شمال شرق بغداد.
واضاف "قتل سبعة اشخاص واصيب نحو عشرون بجروح في انفجار سيارتين مفخختين في منطقة الشعلة" في شمال بغداد.
وتابع كما "قتل ثلاثة اشخاص واصيب عشرة بجروح في انفجار سيارة مفخخة في شارع الصناعة، في وسط بغداد".
وقتل ثلاثة اشخاص وأصيب 11 بجروح في انفجار سيارة مفخخة رابعة في شارع فسلطين، في شرق بغداد، وفقا للمصدر.
وفي هجوم اخر بسيارة مفخخة سادسة في ساحة الاندلس وسط بغداد، قتل شخصان على الاقل وأصيب ثمانية بجروح، وفقا للمصدر.
كما قتل اربعة اشخاص وأصيب 13 بجروح في انفجار سيارة مفخخة سابعة، في سوق شعبي في منطقة الشعب، في شمال بغداد، وفقا للمصدر.
واكدت مصادر طبية في مستشفيات بغداد حصيلة الضحايا.
وفي وقت سابق من اليوم، قتل 16 شخصا واصيب عشرون بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف مجلس عزاء لاحد عناصر الصحوة جنوب بعقوبة.
وأشارت حصيلة سابقة الى مقتل 15 وجرح 18 في الهجوم ذاته.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة ان "16 شخصا قتلوا واصيب 18 اخرون بجروح في في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف مجلس عزاء لاحد عناصر الصحوة في ناحية بهرز".
واضاف ان الهجوم وقع في قرية شطب التابعة لناحية بهرز الواقعة الى الجنوب من بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد).
واشار الى ان عنصر الصحوة فارق الحياة بشكل طبيعي.
واكد الطبيب احمد العزاوي في مستشفى بعقوبة حصيلة الضحايا.
وتعد محافظة بعقوبة، كبرى مدنها بعقوبة، من المناطق المتوترة وتشهد اعمال عنف شبه يومية.
وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد) قتل ستة اشخاص بينهم ثلاثة جنود في هجمات متفرقة، حسبما افادت مصادر امنية وطبية.
وتتزامن الهجمات مع تواصل الاشتباكات وانتشار مسلحين يسيطرون على مناطق متفرقة في محافظة الانبار، غرب بغداد، فيما تواصل القوات العراقية فرض حصار على مواقع متفرقة في المحافظة.
من جانبه طالب رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي المجتمع الدولي أمس باتخاذ "مواقف قوية" إزاء الدول التي تدعم الجماعات المسلحة وتنظيم القاعدة "من أجل تجفيف منابع الارهاب".
وقال المالكي في خطابه الاسبوعي: "نحن نطالب المجتمع الدولي مرة أخرى ونحن نخوض هذه الحرب ضد القاعدة والارهاب أن يقف موقفا قويا من الدول التي تقدم لها الدعم والاسناد والمنظمات والتشكيلات والكتل المحلية وفي المنطقة والعالم، الذين يقفون ويغذون هذا الارهاب ويشكلون له حواضن ويمدونه بالمال".
وأضاف" لا بد من تجفيف منابع الارهاب .. لايمكن أن تكون فقط بعملية الملاحقة إنما تجفيفها من حيث الدعم السياسي والاجتماعي والمالي والمعنوي حتى يشعر العالم بأنه يتحد لاول مرة في مواجهة هذا الخطر الجسيم الذي يتهدد العالم اجمع".
وقال: "نحن نقول بصراحة.. معركتنا مستمرة وسننتهي منها بإذن الله بالنصر وإن قدمنا في هذا الطريق شهداء.. فهم شهداء على طريق مقدس ولكن نقول بصراحة إن من يقف الى جنب القاعدة في أي جزء من العراق سيكون جزءا من الهدف الذي نستهدفه.. سيكون جزءا أساسيا من عملية التصدي لكل من يسهل للقاعدة او يعطيها فرصة".
وتابع: "أقول بصراحة أيضا مخاطبا إخواننا وأهلنا في محافظة الانبار بالذات، وفي نينوى وفي كل منطقة، يتخذ الارهابيون من بيوت الناس ملاذات ينطلقون منها في ضرب القوات المسلحة والاجهزة الامنية.. ولاننا نريد أن نؤذي أبناءنا وشعبنا.. لذلك نميز بين من يغتصب بيته ليتخذ مقرا للقاعدة وبين من يسهل للقاعدة أن تكون لها مأوى في بيته، البيت الذي تخرج منه نار يستشهد بها أبناؤنا من الاجهزة الامنية والقوات المسلحة، قطعا سيكون هدفا لهذه الاجهزة".
وقال رئيس الحكومة العراقية " لا يمكن ان نسمح لهم ان يتسترون خلف المواطنين ومن خلال بيوتهم.. كما اقول لابناء العشائر الكريمة العربية الاصيلة في الفلوجة وفي الكرمة وفي الصقلاوية والانبار وفي نينوى ان اتخذوا موقفا اكثر حزما في طرد هؤلاء الارهابيين".
وأضاف "انا اتفاءل كثيرا بما يصلني من استعدادات ومن تطوع واستعداد لابناء هذه المناطق في صلاح الدين وفي نينوى وفي الانبار وفي ديالى وفي جميع المناطق المحيطة ببغداد، الذين اعلنوا استعدادهم وحملوا السلاح بوجه القاعدة وتشكيلاتها ادراكا منهم بان هذه المنظمة الخطيرة لابد ان تنتهي ليعود الوئام والوفاق والمحبة بين ابناء الشعب العراقي جميع".
واوضح " إن ما أرجوه هو الالتفات الى محاولات القاعدة لاثارة الفتنة الطائفية ومن خلال ما تقوم به من اعمال على خلفيات مذهبية طائفية كما فعلوا بقتل واستشهاد اربعة من الجنود ومثّلوا بهم وأرادوا منها ان تكون فتنة على اساس طائفي لأن هؤلاء لا يعيشون الا في ظل الفتن الطائفية او العنصرية وفي ظل المزايدات، لذلك انا ادعو الشعب العراقي جميعا الى الالتفات الى هذه الظاهرة واسقاط هذه الوسائل القذرة التي تمارسها القاعدة ومن يقف معها او خلفها او يساندها حتى نفوت عليهم الفرصة للاصطياد بالماء العكر وتعكير اجواء العلاقات الاخوية بين ابناء الشعب العراقي ".