آمر كلية القيادة والأركان : الكلية تعد جزءا مهما في منظومة التدريب والتأهيل لأفراد وضباط قوات السلطان المسلحة والأجهزة الأمنية

احتفلت كلية القيادة والأركان لقوات السلطان المسلحة صباح أمس بتخريج الدفعة السابعة والعشرين وذلك تحت رعاية معالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني .
في بداية الاحتفال ألقى العميد الركن طيار ناصر بن حمدون الحارثي آمر كلية القيادة والأركان كلمة رحب فيها بمعالي الفريق أول راعي المناسبة والحضور وتطرق خلالها إلى دور الكلية بإعداد وتأهيل منتسبيها وتزويدهم بالمعارف والعلوم العسكرية حيث قـال : إن الرسالة التي تسعى الكلية لتحقيقها من خلال سعيها الدؤوب وبحثها المتواصل وبالجهود التي بذلت منذ إنشاء هذا الصرح العلمي تعد جزءا مهما في منظومة التدريب والتأهيل لأفراد وضباط قوات السلطان المسلحة والأجهزة الأمنية ، ولقد كانت مهمة التحديث ومتابعة المستجدات في ضوء عصر يتميز بالتغيير المتسارع وفي اتجاهات أقل ما يمكن أن توصف بأنها معقدة ، وفي طياتها تحديات حقيقية ، لذا كان اكتساب مهارات القيادة الحكيمة ، وفهم الواقع والتفاعل مع المتغيرات وامتلاك المرونة ، أساسا للضابط المهني الكفء ، وكل ما نقوم به يعد ترجمة للرسالة التي خطها القائد الأعلى للقوات المسلحة ـ حفظه الله ورعاه ـ يوم افتتاح الكلية بقوله : لم يعد القائد العسكري في عصرنا هذا مجرد آمر يأمر فحسب بل أصبح للقيادة فنها وتثقيفها ولأن كان للخريجين أن يحفظوا درسا واحدا مهما فإن هذه الرسالة تلخص روح الدورة كلها .
وأضاف قائلا : إن الطموح الذي نعلق عليه آمالنا لا يقف عند حد ولعل الضرورة القصوى ، في عالم تتميز بيئته بالتنافس في النتاج الفكري ، تحتم علينا ، أن تكون أهدافنا بمستوى العصر وتحدياته وأن تكون هذه الكلية بجانب المدارس والمراكز والكليات العسكرية والأمنية الأخرى ، قارئة ومحللة للأحداث والمستجدات بوعي ومنتجة للفكر والتأثير الإيجابي .
وأكد آمر كلية القيادة والأركان قائلا : اعتمدت الكلية في مسيرتها العلمية وفي سعيها الدؤوب لتحقيق الأهداف المرجوة بجانب هيئتها الأكاديمية والإدارية المؤهلة ، على التعاون الوثيق مع كل الجهات المختصة داخل السلطنة وخارجها ، فلقد كان نتاج الكليات والمعاهد العسكرية والأمنية القاعدة التي انطلقت منها دورة القيادة والأركان واليوم تعد إسهامات الوزارات والمؤسسات التأهيلية الحكومية والهيئات الدبلوماسية جزءا أساسيا مهما في منهاجها .
بعد ذلك سلم معالي الفريق أول وزير المكتب السلطاني راعي المناسبة الجوائز التقديرية والشهادات للضباط الحاصلين على المراكز الأولى على مستوى الدورة والحاصل على المركز الأول في البحث الفردي ، حيث حصل على المركز الأول على مستوى الدورة الرائد عبدالله بن خميس الجشمي من الجيش السلطاني العماني ، وجاء في المركز الثاني الرائد جوي عيسى بن سعيد المعولي من سلاح الجو السلطاني العماني ، وحصل على المركز الثالث المقدم ركن مظلي محمد زعل المناصير من المملكة الأردنية الهاشمية ، بينما جاء في المركز الأول في البحث الفردي الرائد خميس بن علي البطاشي من شرطة عمان السلطانية .
وبهذه المناسبة ألقى معالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني راعي الاحتفال كلمة قال فيها : في غمرة هذه الأيام المباركة من نفحات هذا الشهر الكريم وذكرى يوم النهضة المباركة الشاهد على الإنجازات التي تحققت لهذا الوطن المعطاء في شتى المجالات ، يشرفني أن أرفع إلى مقام حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم القائد الأعلى - حفظه الله - أسمى عبارات التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الغالية داعيا الله جل في علاه أن يديم على جلالته نعمة الصحة والعافية وأن يكلأه بعنايته وعين رعايته إنه تعالى سميع مجيب الدعاء .
وقال معالي الفريق أول راعي المناسبة مخاطبا الخريجين : هنيئا لكم تخرجكم اليوم وأرجو أن يكون هذا الإنجاز دافعا لكم لمواصلة الإبداع والإجادة ، ومنطلقا لمستويات أرحب من العلم والمعرفة ، كما لا يفوتني أن أحيي الضباط الخريجين من الدول الشقيقة والصديقة ، إن مشاركتكم تعكس مستوى العلاقات الطيبة التي تربط السلطنة ببلدانكم ، وتعبر عن عمق التعاون القائم بيننا ، وتدفع إلى مزيد من العمل المشترك وتعزيز مستويات التبادل المعرفي والتعليمي في شتى المجالات .
واختتم معاليه كلمته قائلا: يسرني أن أعبر عن شكري وتقديري للجهود المبذولة للرقي بمستوى المسيرة التعليمية لقوات السلطان المسلحة والأجهزة الأمنية وأتضرع لله العلي القدير أن يوفقنا لما فيه خير هذا الوطن العزيز وأن يحفظ عمان آمنة مطمئنة وأن يسبغ على باني نهضتها وقائد مسيرتها الهمام وافر نعمائه وكل عام وأنتم بخير .
بعد ذلك ألقى أحد الضباط الخريجين كلمة نيابة عن زملائه منتسبي الدورة عبر خلالها عن اعتزازهم بتخرجهم من هذا الصرح العلمي الشامخ ، مبيناً أهمية تلك الفترة التي قضوها في رحاب الكلية والتي كانت حافلة بالبذل والعطاء ، حيث امتزجت فيها جهود هيئة التوجيه مع الدارسين وكان لها الأثر الكبير في نهل شتى أنواع العلوم والتي جاءت وفق التطلعات وبأحدث أساليب الدراسة والبحث والتحليل واستخلاص النتائج المنطقية وصولاً إلى القرارات السليمة وبما ينسجم مع الأهداف المتوخاة وفي نهاية الاحتفال التقطت الصور التذكارية لمعالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني مع ضباط الدورة المتخرجة وهيئة التوجيه بالكلية .
جدير بالذكر أن الدورة السابعة والعشرين بدأت في التاسع من سبتمبر من العام الماضي ، وقد ضمت عدداً من ضباط وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة ، والحرس السلطاني العماني ، والأجهزة الأمنية الأخرى ، وعدداً من الضباط الدارسين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول الشقيقة والصديقة ، وقد اشتملت الدراسة فيها على ثلاثة فصول أساسية ، كما تضمن المنهج الدراسي التمارين التعبوية والمحاضرات التي ألقاها عدد من أصحاب المعالي الوزراء وأصحاب السعادة السفراء والوكلاء وبعض الشخصيات ذوي الخبرة من الدول الشقيقة والصديقة مما أسهم في إثراء معلومات الدارسين واختتمت الدورة بتنفيذ تمرين ( الحزم ) والذي يعد خلاصة تمارين الدورة كما قام الدارسون بالكلية بزيارات خارجية لعدد من الدول بهدف الاطلاع على ما وصلت إليه الكليات والمعاهد المماثلة من التطوير والتحديث في النواحي التنظيمية والتدريبية والأكاديمية في تلك الدول.
حضر المناسبة معالي السيد الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع ومعالي الفريق المفتش العام للشرطة والجمارك ، ومعالي الفريق رئيس جهاز الأمن الداخلي ، والفريق الركن رئيس أركان قوات السلطان المسلحة ، واللواء الركن قائد الجيش السلطاني العماني، واللواء الركن طيار قائد سلاح الجو السلطاني العماني ، واللواء الركن بحري قائد البحرية السلطانية العمانية ، واللواء الركن قائد قوة السلطان الخاصة ، واللواء الركن آمر كلية الدفاع الوطني ، وقائد الحرس السلطاني العماني بالإنابة ، وعدد من أصحاب السعادة السفراء المعتمدين والملحقين العسكريين بسفارات الدول الشقيقة والصديقة ، وجمع من كبار ضباط قوات السلطان المسلحة .