[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
تقول الأغنية الفلسطينية "واحدة لغة البارود/ واحدة واسأل الرصاص / واحد دم الثوار / واجد واسأل التراب" .. دم يلف غزة، نحن كمشاهدين نراه، هو يرسم خارطة وطن، صورة امة مكلومة، مشهد جيل فلسطيني خفنا يوما ان ينزلق في الترهات، فإذا به الأوضح من كل ما سبق.
نحن نراقب، ولكن العود يحن على امه، فأمنا واحدة، ومن رحم الآه ولدنا معا كي نحتفل كل يوم بنشيد من الكلمات التي تليق بهذا الجيل، وله منا كل التحيات، والشد على اليد التي تمسك الحجر، وذرات تراب فلسطين الأقوى من كل رصاص.
لكن اينما كانت الشهادة في الوطن العربي فهي من اجل فلسطين .. دم سوري لأجلها، وعراقي من اجلها، وليبي ايضا، ويمني، وقافلة الدم تسير وليس ما يوقفها. لعله غسيل الأرض من رجس لن يدوم.
في غزة يفعلون ويقولون .. والجيش العربي السوري يختصر الايام بغضبه، والعراقي لا ينام على ضيم، وفي كل ساحة عربية مشروع روحه في غزة، ووجهه في الشام، وعينه على بغداد، ونبضه في صنعاء، وحبه تكوين من حنين الى ما يجمع هؤلاء.
لا تخافوا اذا ما نزفت غزة، نحن بحاجة إلى دور لا ينام، هكذا تصدق التواريخ حين تلاقيها جموع غزة المسجونة بين مساحة تكبر كل يوم في عين الغزاوي الشاب والطفل والصبية. جيل يقوم إلى رحلة ترسم خارطة فلسطين كما عرفها جده وجد جده وابوه .. فلسطين التي تهبط من الذاكرة لتعلو في صناعة الألم من اجلها.
يا لها من غزة التي نراقبها عن قرب أو بعد .. عرب يتأملون المشهد الغزاوي وهم عاجزون عن فعل في مستواه أو أقل .. لا تبقى غير الكلمات كي تكتب، والأناشيد كي تغنى، والموسيقى كي تعزف بقوة كما يحبها فاغنر ويفعلها، او كما تترنم فيروز لتبني" جسر العودة " بالغناء، وأول عودة الروح إلى المكان الحبيب الكلمات المغناة في صوت ملائكي.
نحن نراقب، وثمة من باعوا للشيطان الصهيوني شرايينهم وقلوبهم كي تخفق معهم. لم يتغير تاريخ انتماء البعض، لكن غزة لا تأبه للأرواح الشيطانية .. في مدرستها تنمو الحقائق المكتوبة بمستقبل جيل صدق ذاته وربه ووطنه، اجل وطنه الذي يسعى إليه، هو على مرمى حجر منه لكنه بعيد ويحتاج لمن يدقون باب تحريره بغير الكلمات الناعسة أو الرياح النائمة.
نفهم اذن لماذا قال ذات يوم اسحق رابين ليت البحر يبتلع غزة، كان يعرف ان هذا المكان الصغير المساحة ما هو سوى الخطوة المقاومة، واول رحلة الألف ميل تبدأ بها. هكذا يعرفها العدو ولا ينساها، هي تخيفه مهما كان صغر مساحتها، اول فلسطين هي، واول الدم المحكي عن زمن فيه من الشباب ما يجعلنا جميعا امام صدق الرحلة إلى التحرير.
لا نخاف على فلسطين مهما طال مخاضها .. فلطالما اثلج صدرنا جيل صغير يعيش مرويات من سبق ويكفيه انه متمسك بها ومنها يطل على حياته المقبلة.
نحن نراقب، ننفعل، نحن إلى دور، لكن في كل ساحة عربية قتال ضد الشياطين فهو من روح فلسطين ولأجل فلسطين .. والشياطين نعرفهم، بتنا نراهم، ونسمعهم، ونقلب الصفحات التي يكتبونها أو تكتب عنهم...