الهستيريا السياسية التي يظهر بها حاليًّا معشر المتآمرين على سوريا، وما يرافقها من تصعيد إرهابي إجرامي ميداني مصحوب بمحاولات جديدة من الفبركة لمشاهد تمثيلية حول استخدام السلاح الكيماوي، لا تعبِّر فقط عن ما وصل إليه المتآمرون من إفلاس سياسي وشلل وفقدان الحلم، وضياع بوصلة التآمر والتخاذل الاستعمارية على يد الشرفاء السوريين (شعبًا وجيشًا وقيادةً)، وبمعاونة صادقة ومخلصة من حلفاء سوريا وأصدقاء الشعب السوري الحقيقيين، وإنما تعبِّر عن محاولة الاستماتة في الأمتار الأخيرة لاحتضار مشهد الإرهاب الذي راهنوا عليه في الغوطة، من أجل البحث عن قشة تمكِّنهم من إبقاء التنظيمات الإرهابية، والبحث عن ذرائع علها تسمح لهم بتكرار سيناريو قصف قاعدة الشعيرات في مدينة حمص.
ليس مثيرًا للدهشة بقدر ما هو مثير للشفقة على معشر المتآمرين وقد لفَّتهم مظاهر اليأس والبؤس والقلق وهم يتابعون في الغوطة احتراق الورقة قبل الأخيرة من أوراق الإرهاب، التي راهنوا عليها في تحقيق أحلامهم ومشاريعهم الاستعمارية التدميرية في سوريا خدمة لحليفهم كيان الاحتلال الإسرائيلي.
لذلك تبدو محاولة فبركة مسرحية هزلية حول هجوم بالسلاح الكيماوي على مدنيين في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، على غرار مسرحية خان شيخون في محافظة إدلب نكتة كبرى ونقطة سوداء فاضحة في تاريخ معشر المتآمرين، ذلك أن البؤرة المتمثلة في تنظيم "جيش الإسلام" الإرهابي في مدينة دوما هي آخر بقايا الإرهاب في الغوطة، قبل إعلان الحكومة السورية تطهير الغوطة من رجس التنظيمات الإرهابية، وإعادتها إلى حضن الوطن السوري الأُم، علاوة على أن النهج السلمي الذي تتبعه الحكومة السورية والجيش العربي السوري في تعاملها مع المناطق المكتظة بالمدنيين من أجل حمايتهم وتأمين ممرات آمنة لهم يدحض كل الافتراءات والفبركات التي تتهم الجيش العربي السوري باستخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين، وقد أثبتت قدرة الجيش العربي السوري على تعامله مع ملف الغوطة الذي يعد من أعقد الملفات، نزاهة هذا الجيش ودوره الوطني، وبالتالي فبركة اتهامه باستخدام السلاح الكيماوي تعبِّر عن مدى الحقد والعداء والكراهية، وحجم التحريض والتشويه لدى معشر المتآمرين على سوريا وأدواتهم.
على أن دعوات المتآمرين لإجراء تحقيق نزيه في فرية استخدام الجيش العربي السوري السلاح الكيماوي في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، والتلويح بإمكانية شن عدوان صاروخي على سوريا، جاءت متزامنة مع الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة السورية وحلفاؤها على خروج كامل المختطفين من مدينة دوما بالغوطة الشرقية لدمشق مقابل خروج تنظيم ما يسمى بـ "جيش الإسلام" إلى جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي. ما يعني سقوط الحلم والمشروع والرهان في أن تكون الغوطة الشرقية الخاصرة الرخوة التي ستسقط العاصمة دمشق، وتسقط معها الحكومة السورية تاليًا، لذلك أصبح أمر الهستيريا السياسية والإعلامية التي أطلقها معشر المتآمرين مكشوفًا ومفضوحًا أمام الجميع باستثناء من يتشارك معهم.