[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
لا أعرف من سيسبق الآخر قبل أو بعد أن تخرج كلماتي إلى النور، التراجع الأميركي عن توجيه ضربة إلى سورية، أم فوز الجنون الاميركي بتحقيقها .. في كل الحالات هنالك دائما قصة درامية مع الولايات المتحدة الأميركية فكيف إذا كان رئيسها الحالي ترامب ـ مع تركيبة غريبة هي من أصل العشق الأميركي لتحطيم من ليس معه، وهي المؤلفة من بولتون بعقله المؤسس على كره العرب، وبتلك المرأة نيكي هايلي الحالمة بالوصول إلى وزارة الحارجية فتبرز المزيد من عدوانها ضد العرب وسورية بالتحديد ، ثم بقية الطاقم من بومبيو إلى ماتيس وغيرهم ممن تلتهب مخيلتهم بكيفية الاعتداء على أي قطر عربي وتحت أية ذريعة مخترعة أو مؤلفة.
أما العنجهية الترامبية فأثبتت هذه المرة إنها غريبة عن كل من حكم الولايات المتحدة باستعماله كلمة " حيوان " في وصف رئيس عربي. أجزم أنها كلمة تنم في أصل تاريخ من استعملها لكثرة ما تكون قد برزت على لسانه ، يالنا وله من عالم مسكين محكوم بتلك القوة الأميركية التي عقلها في زنودها، حتى إنها سقطت مرات لهذا السبب، ومع هذا لم تقتنع انها أخطأت، وان الامبراطوريات تدور عليها الدوائر كلما شاخت ومهما طال زمن وصولها الى هذه النتيجة.
لايريد هؤلاء التفكير ولو قليلا بأن سورية في حالة انتصار ولا يمكنها استعمال الكيماوي تحت أي شرط كان، بل هي لاتملكه وتصر على انها دمرت كل ماكانت تملكه. لكن اميركا المغرمة بما تنتجه هوليوود كما قال مندوب سورية في الامم المتحدة بشار الجعفري ، تريد ان تصنع دائما مشهدها الذي يروق لها وتعتبره خدمة في مسيرة القوة التي هي ابرز مكوناتها.
كثيرة هي الجبهات التي تقاتلها سورية سواء في الداخل او بوجود الكيان الصهيوني الذي لايرتدع عن ارتكاب اخطاء هو الآخر، ومن الولايات المتحدة التي لايفهم لها كلام، وتركيا الباحثة عن اختراعات اساليب مشوقة لرئيسها.
اسرائيل تخشى التطور العسكري للجيش العربي السوري وترى فيه تطورا خطيرا على جيشها بما امتلكه من خبرات ومن سلاح .. ثم هي تخشى الترتيب الذي بلغه حزب الله من حيث القوة الميدانية والصواريخ المدمرة والخبرة التي غدت ابرز مكوناته. وهي تعلم ايضا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية مدرسة العلم العسكري، وهنالك قبل هذا وذاك القوة الروسية التي لعبت دورا هائلا في خطط تلك الحرب وفي صورة معاركها وفي اللمسات الدقيقة للجراحات العسكرية التي نفذها وفي تأمين الحماية لسورية على اكثر من صعيد عسكري وسياسي.
ولكي نفهم الواقع الذي وصلت فيه المؤامرة على سورية، فعلينا ان نتأمل تداخل الميدان بأشكاله المختلفة والذي ينم عن أن كل طرف يسعى لحصة ما في النتيجة التي ستبلغها تلك الحرب، بدءا من اسرائيل ومرورا بالولايات المتحدة ووصولا الى تركيا .. كل من هؤلاء يضع في حساباته كم الجبنة التي سيحصل عليها، وقبل الوصول الى هذا الهدف، سوف يفعل كل مامن شأنه تحقيق هذه الغاية.
بانتظار تطورات ومستجدات، ومن سيسبق العقل الاميركي ام جنونه، بل من سينتبه لخطواته التي يفنرض ان لاتوقعه في خطأ الحسابات، ولقراراته التي سترتد عليه .. فسورية ليست وحدها، والمناخ الذي يحكمها هو ذاته روسي وإيراني، ولن يكون مقبولا تجاوز ذلك تحت أية ذريعة.