نائب رئيس مجلس الدولة لـ "الوطن " :
ـ ما أنجزه مجلسا ( الدولة ) و(الشورى) برلمانيا يدعو إلى الفخر والاعتزاز ويؤكد أن المسيرة البرلمانية في السلطنة تسير كما أرسى دعائمها جلالة السلطان

ـ المجلسان يعملان في إطار وهدف واحد وتحت قبة (مجلس عمان) وينشد في المقام الأول مصلحة الوطن والمواطن

ـ اختلاف وجهات النظر بين المجلسين يحصل أحيانا ويجب أن يحصل طالما أنه يهدف إلي تقوية القرار أو المشروع ويعزز أركانه ومضمونه

ـ التجاوب بين مجلس (عمان) ومجلس الوزراء على أعلى مستوى وهناك العديد من الاقتراحات والملاحظات التي يرفعها (الدولة) إلى (الوزراء) ويتم دارستها والأخذ بها

ـ المجلس عمل على رفد نشاطه الخارجي وتأكيد علاقة السلطنة وتعزيزها بالبرلمانات العربية والدولية

حوار ـ سهيل بن ناصر النهدي :
أثبتت التجربة البرلمانية بالسلطنة عبر مجلس عمان والمتمثل بمجلسي الدولة والشورى نجاح التجربة والممارسة الصريحة للمجلسين للعمل البرلماني وفق الأسس والصلاحيات والتشريعات الرقابية والتشريعية الممنوحة ووفق التدرج في الارتقاء بهذه التجربة والتي تعد مسارا يمهد لمستقبل تتقدم به السلطنة عبر منظومة مؤسسات الدولة العصرية التي حظيت بالعديد من المنجزات عبر اكتمال المؤسسات التي من شأنها أن توفر الحياة الكريمة والاستقرار للمواطن ، وذلك من خلال العديد من مؤسسات الدولة المتكاملة التي يجد فيها المواطن كافة حقوقه ويمارس عبرها أدواره الأساسية المنوطة على عاتقه .
ويعتبر مجلس الدولة إحدى المؤسستين البرلمانيتين اللتين تشكلان باجتماعهما مجلس عمان ، فهو يعمل مع مجلس الشورى على دراسة العديد من القوانين والمشاريع الوطنية الكبيرة ، لذلك فإن هذا المجلس اليوم أصبح إحدى المؤسسات التي يتطلع إليها المواطن والدولة للإسهام بشكل فعال في دفع مسيرة النهضة المباركة إلى الأمام ، متسلحة بحب الوطن والقائد ـ أبقاه الله ـ .
وفي حوار لـ " الوطن" مع المكرم الشيخ خالد بن سلطان بن سيف الحوسني نائب رئيس مجلس الدوله حول عدد من الإنجازات التي حققها المجلس ومدى التواصل بينه وبين مجلس الوزراء ومجلس الشورى وأيضا تواصل المجلس مع البرلمانات بالدول الشقيقة والصديقة .
وقال : إن ما أنجزه مجلسا الدولة والشورى برلمانيا خلال الفترة القريبة يدعو إلى الفخر والاعتزاز ويؤكد أن المسيرة البرلمانية في السلطنة كما أرسى دعائمها جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ تسير من مرحلة إلى أخرى نحو التطور والتقدم.
مجلسا الدولة والشورى
وقال المكرم نائب رئيس مجلس الدولة : المجلسان يعملان في إطار واحد ولهدف واحد وتحت قبة (مجلس عمان ) الذي ينشد في المقام الأول مصلحة الوطن والمواطن، كما أراد له قائد المسيرة جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ موضحا بأن الخلاف في وجهات النظر بين المجلسين يحصل أحيانا ويجب أن يحصل أحيانا طالما أنه يهدف إلي تقوية القرار أو المشروع ويعزز أركانه ومضمونه.
وأشار الحوسني إلى أن هناك اجتماعات مستمرة تعقد بين اللجان المختصة بالمجلسين وذلك كلما دعت الحاجة لذلك ، وقبل ذلك تعقد اجتماعات (اللجنة المشتركة بين مكتب المجلس ومكتب مجلس الشورى) ، وعندما وجد المجلسان بعض الاختلاف في وجهات النظر حول (قانون حماية المستهلك) تم عقد جلسة مشتركة بين المجلسين وتم معالجة كافة النقاط محل الاختلاف بما يحقق الهدف المنشود لخدمة المجتمع وأبنائه وصون مصالحهم.
وقال المكرم الشيخ خالد بن هلال الحوسني : كلنا يدرك كيف بدأت هذه التجربة التي تدرجت حسب المراحل التي أراد لها قائد المسيرة لتصبح اليوم صرحا برلمانيا مؤسسا على الانتخاب في مجلس الشورى والتعيين في مجلس الدولة وفق آلية واضحة لأهداف تعمل من أجل كل ما يخدم المجتمع ، حيث يتم التفاعل مع المواطن والاستماع إلى اقتراحاته واحتياجاته وآرائه والاهتمام بها في الوقت الذي يمد المجلس يده إلى الحكومة ليعملا معا من أجل تحقيق تلك الاهداف وخدمة الوطن وأبنائه.
وحول التجاوب بين مجلس عمان ومجلس الوزراء قال الحوسني : التجاوب بين مجلس عمان ومجلس الوزراء على أعلى مستوى وهناك العديد من الاقتراحات أو الملاحظات التي يرفعها المجلس إلى مجلس الوزراء يتم دارستها والأخذ بها ، كما يتم الرد على الاستفسارات والملاحظات التي يبديها المجلس على بعض التقارير ومنها تقرير الرقابة المالية والإدارية للدولة والموازنة العامة للدولة وهذا يدعو فعلا إلى الارتياح والتفاؤل بأن العمل معا بين المجلسين يسير نحو آفاق أرحب وإنجازات أكبر إن شاء الله .
إنجازات المجلس
وحول إنجازات مجلس الدولة خلال الفترة الخامسة قال المكرم الشيخ خالد الحوسني : إنجازات مجلس الدولة خلال الفترة الخامسة والتي هي امتداد وتواصل لإنجازاته المشهودة خلال الفترات السابقة كانت أهم ملامحها ما قام به المجلس من دراسة ومناقشة لعدد من القوانين المحالة من مجلس الوزراء إلى مجلس عمان وكذلك إعداد ورفع عدد من مشاريع الدراسات والقرارات التي تعنى بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية.
وأشار نائب رئيس مجلس الدولة إلى أن المجلس عمل على تنظيم عدد من الفعاليات والندوات التي تخدم المجتمع وتعزز وعيه وثقافته منها (الندوة الوطنية حول أفضل الممارسات المجتمعية العمانية) التي عقدت في الفترة من 15 إلى 16 أبريل 2014م وحلقة العمل التحضيرية الثالثة لمؤتمر (قضايا المرأة وتحديات العصر) محور الثقافة والتعليم للإعلام التي عقدت في الفترة من 26 الى 27 فبراير 2014م والتي نظمها البرلمان العربي بالتنسيق مع مجلس الدولة.
النشاط الخارجي للمجلس
وعمل المجلس على رفد نشاطه الخارجي وتأكيد علاقة السلطنة وتعزيزها بالبرلمانات العربية والدولية فإلى جانب ما قام به رئيس المجلس والأعضاء من زيارات رسمية الى عدد من البرلمانات والمجالس العربية والدولية ودعوة البعض منها لزيارة السلطنة، الى جانب كل ذلك شارك المجلس بفعالية في حضور اجتماعات البرمان العربي والبرلمان الدولي الذي فازت فيه المكرمة الدكتورة فوزية الفارسية برئاسة احدى لجانه الفاعلة الهامة، اضافة الى المشاركة في المنتدى الدولي الاول للقيادات النسائية في الدول العربية ودول اميركا الجنوبية.
وفي اطار الانفتاح على التجارب العربية والدولية وتعزيزا لعلاقات السلطنة مع العديد من دول العالم فإن للمجلس لجان صداقة مع العديد من المجالس النظيرة سواء على مستوى الدول العربية أو الدول الصديقة نذكر منها: لجنة الصداقة البرلمانية بين مجلس الدولة والأعيان الأردني ولجنة الصداقة البرلمانية بين مجلس الدولة ومجلس المستشارين المغربي ولجنة الصداقة البرلمانية بين مجلس الدولة ومجلس الجمهورية بجمهورية بيلاروسيا ولجنة الصداقة البرلمانية بين مجلس الدولة ومجلس الشيوخ البولندي.
ابرز القرارات و مشاريعها
وحول أبرز القرارات والمشاريع التي تدارسها المجلس خلال الفترة الماضية قال الحوسني : أبرز القرارات ومشاريع الدراسات التي رفعها (مجلس الدولة) إلى (مجلس الوزراء) خلال الفترة الخامسة: هي دراسة ومراجعة التشريعات المنظمة لقطاع التدريب في المؤسسات التدريبية الحكومية والخاصة ومشروع تعديل: 1ـ قانون شركات التأمين 2ـ قانون تأمين المركبات 3ـ قانون سوق رأس المال .
إضافة إلى دراسة تنمية الموارد المائية والحد من الاستهلاك ومشروع قانون تعديل بعض الأحكام قانون الوكالات التجارية ودراسة التشريعات المنظمة للأيدي العاملة الوافدة ومراجعة القواعد المنظمة لاستثمار أموال صناديق التقاعد ومشروع قانون تنظيم مزاولة مهنة التمريض ودراسة حول تجويد الأداء في الوحدات الحكومية ودراسة مشروع قانون المخدرات والمؤثرات العقلية ودراسة حول أهمية المتاحف والمواقع الأثرية في تعزيز الدور التأريخي لعمان ومشروع قانون حماية التراث القومي ووضع استراتيجية وطنية شاملة تنظم العمل في مجال التنقيب وحماية وصون التراث المادي العماني ومشروع قانون تنظيم وتخصيص قطاع النفايات ومراجعة الميزانية العامة للدولة ومراجعة تقرير جهاز الرقابة المالية والادارية للدولة والتنسيق والتواصل بين المجلس ومجلس الشورى قائم ومتواصل لكل ما يخدم الصالح العام .
وقال الحوسني : عمل المجلس وجهوده لا يقتصر على الشأن المحلي فقط ، بل إن المجلس يقوم بدوره في مد يد التواصل والتفاعل مع البرلمانات العربية والدولية ويشارك في المنتديات والمؤتمرات والفعاليات الخارجية البرلمانية ويدعو الوفود الشقيقة والصديقة لزيارة السلطنة للاطلاع على تجربة السلطنة في المجال البرلماني، هذا إلى جانب الدور الإعلامي المكتوب أو الالكتروني الذي يتم إعداده من خلال الادارات المختصة بالمجلس والذي يصل باسم السلطنة الى المحافل العالمية ويعرف بتجربتها البرلمانية.
وفي ختام تصريحه توجه المكرم الشيخ خالد بن سلطان بن سيف الحوسني نائب رئيس مجلس الدولة بالشكر لله سبحانه وتعالى وقال الحمد لله والشكر له سبحانه بأن أكرمنا في هذا الوطن العزيز بقائد حكيم نذر نفسه ووقته وسنوات عمره ليبني هذا الوطن الغالي منذ فجر النهضة المباركة عام 1970م محفوفا بإرادة أبنائه الأوفياء وعزيمتهم وإخلاصهم لتتحقق كل هذه الإنجازات التي نفاخر بها اليوم ونعيش نعيمها ومنها إنجازات (مجلس عمان) التي تجسد عملية الشورى العمانية المباركة الموفقة.
ودعا المكرم الشيخ خالد بن سلطان بن سيف الحوسني نائب رئيس مجلس الدولة الله سبحانه وتعالى بأن يحفظ عمان الخير وأن يرعى قائد مسيرتها الظافرة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ داعيا الله العلي القدير أن يديم على عمان وأهلها وسلطانها نعمة الصحة والعافية .