[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/haithamalaidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]هيثم العايدي[/author]
” .. حتى النقاط التي بدت اعترافا من زوكربيرج بالخطأ مثل عدم استخدام التقنيات الكافية لحماية المستخدمين من الضرر كما هو الحال مع الأخبار المزيفة التي تستخدمها الحملات الدعائية للتأثير على الناخبين فإن فيها بيانا للقوة التأثيرية لموقع التواصل الاجتماعي التي باتت نافذة حتى وإن كان ما يروج من خلال الموقع أخبارا زائفة.”

لنحو عشر ساعات مستخدما كل استراتيجيات الخطابة ولغة الجسد وإدارة الوقت مثُل رئيس مجلس إدارة شركة فيس بوك مارك زوكربيرج أمام جلسة استماع في الكونجرس لمحادثة عنوانها ظاهريا تسريب بيانات المستخدمين التي أثارت جدلًا واسعًا في كافة أنحاء العالم لكن ما بدا من مضمونها أنها استعراض لما يمكن أن يقدمه عملاق التواصل الاجتماعي من خدمات كونه بات قوة فاعلة في توجيه الرأي وصناعة الاتجاه.
ففي جلسة الاستماع المشتركة بين لجنة القضاء ولجنة التجارة التابعتين لمجلس الشيوخ الأميركي والتي أتت بعد حوالي شهر من ورود التقارير حول استخدام شركة "كامبريدج أناليتيكا"، وهي شركة بيانات مرتبطة بحملة دونالد ترامب للانتخابات الرئاسية، بدخولها لمعلومات حوالي 87 مليون مستخدم لـ "فيس بوك" دون علمهم حضر مارك زوكربيرج مرتديا حلة ورابطة عنق متسلحا بالردود الجاهزة لكل الأسئلة المحتملة مستخدما الإيحاء بالثقة عبر وضع عينيه في عين محدثيه مخاطبا كل منهم بكلمة سيناتور قبل أن يذكر اسمه.
وحتى النقاط التي بدت اعترافا من زوكربيرج بالخطأ مثل عدم استخدام التقنيات الكافية لحماية المستخدمين من الضرر كما هو الحال مع الأخبار المزيفة التي تستخدمها الحملات الدعائية للتأثير على الناخبين فإن فيها بيانا للقوة التأثيرية لموقع التواصل الاجتماعي التي باتت نافذة حتى وإن كان ما يروج من خلال الموقع أخبارا زائفة. كما أن الاقرار بمساعدة حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب يضع الموقع في حسابات اي مرشح للانتخابات الرئاسية. حيث قال زوكربيرج في هذا الشأن "الانتخابات الأميركية المقبلة ستكون أفضل مما سبق، موضحًا أن "عالم التكنولوجيا يعتبر سباقا للتسلح، فبينما يتحسن المتصيدون والجهات الخبيثة، فإن فيس بوك على الجانب الآخر يتحسن".
كما اعتذر كذلك عن فضيحة "كامبريدج أناليتيكا" معترفًا بأنه يتحمل المسؤولية الكاملة في استغلال شركة ''كامبريدج أناليتيكا'' لبيانات ملايين من مستخدمي فيس بوك في حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانتخابية مؤكدا اتخاذ إجراءات مهمة لمنع حدوث ذلك مرة أخرى اليوم قبل أربع سنوات، مضيفًا: "لكننا ارتكبنا أخطاء أيضًا، وهناك الكثير للقيام به، ونحن بحاجة إلى تصعيده والقيام به".
كما وضع زوكربيرج شركته كعمود رئيسي في قلب سوق الإعلانات العالمي عبر محورين أساسيين هما توفير البيانات للمعلنين وتقديم خدمة مدعومة بالإعلان.
ولا يقتصر دور فيس بوك على الجانب الاقتصادي والسياسي فقط بل وصل إلى امكانية لعب دور في مجال الأمن حيث قال إنه خلال الفترة من 5 إلى 10 سنوات ستكون أدوات الذكاء الاصطناعي أكثر قدرة على اكتشاف المحتوى الذي يدفع للكراهية.
وكما قال رئيس اللجنة التجارية في بداية جلسة الاستماع إنه كان من غير الاعتيادي أن يمثل رئيس تنفيذي واحد أمام حوالي نصف عدد السيناتورات للولايات المتحدة متابعا.. إن " فيسبوك بنفسها غير اعتيادية" .. فهذه الجلسة تعتبر إعلانا عن قدرات عملاق عابر للقارات يستمد هذه العملقة من كل معلومة توضع في حسابات التواصل ولكن من الضروري التمعن في اجابات زوكربيرج في مستهل الجلسة حينما سئل عن اذا كان يفضل مشاركة الآخرين عن معلومات تخص الفندق الذي نزل به أو الذين تراسل معهم فكانت الاجابة بـ(لا).