[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
ماذا لو شاركت الطائرت الاسرائيلية في العدوان الثلاثي على سورية، وهي قد شاركت فعلا كما تقول المعلومات .. من الصعب التصديق بان الكيان الصهيوني يظل بعيدا عن مناسبة من هذا النوع وهو الذي ساهم بالمخطط ان لم يكن وراء اللعبة كلها.
والمضحك المبكي الذي لايقبله عقل ان لجنة المحققين حول السلاح الكيماوي ستبدأ عملها في سورية، أي بعد انجاز الضربة .. فعل شيطاني حصل، وهي على كل حال ارادة من يلعبون بالشعوب ويقهرونها جهارا نهارا.
في مذكرات الشاعر العربي توفيق صائغ، انه في العانم 1962 ( تصوروا هذا التاريخ جيدا) ان بعض اصدقائه الذين كاتبوه عن بعد أي من اوروبا، اظهروا له بكل ثقة كلامهم بان الدول الغربية تدرس فكرة القضاء على سورية المستقلة وعلى تجزئتها وتقسيمها بين العراق والاردن وتركيا.
بل ان حرب العالم 1967 بدأت بوادرها حين حشدت اسرائيل قواتها على سورية، مما دفع جمال عبد الناصر الى اتخاذ قراراته التي باتت معروفة والتي ظهرت لاحقا بانها كانت خديعة للايقاع به، لكن سورية كانت هي المستهدفة في الاساس، وليس احتلال الجولان سوى التفكير الدائم الصهيوني به للعديد من الاسباب التي باتت معروفة.
ليس عبثا ان تتعرض سورية اذن الى كل هذه الضغوط وهذه المؤامرة والحروب عليها .. فهي التي انتزعت منها فلسطين، وانتزع منها لبنان، كما سلخ منها لواء اسكندرون. وذات حوار مع الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد، سئل عن موقع الجولان بالنسبة لسورية، فكان جوابه صاعقا بقوله انه يقع في القلب منها، وفسر يومها ان فلسطين هي امتداداته الطبيعية.
من تابع المفاوضات بشان الجولان، رأى تمسك الرئيس الراحل الاسد بتفاصيل دقيقة تتجاوز كل ماكان معلنا عن سبب فشلها .. وقال يومها كلمته الشهيرة، ستعرف اسرائيل كم ستكون الجولان كارثة عليها، وربط ذلك في المستقبل ..
سورية ليست عقدة، انما هنالك العقيدة الذهبية التي تقول بانها ليست فقط قلب العروبة النابض، بل هي اصل التاريخ ومكانه .. أليست دمشق اول عاصمة في العالم وهي اقدم المدن ايضا.
ثم لم تحظ منطقة كما حظيت الشام من شعر جميل لسعيد عقل تغنى فيها بتلك الرائعة شآم، واكمل وصفها ببيت قال فيها " قرأت مجدك في صدري وفي الكتب، شآم ماالمجد انت المجد لم يغب".
كل الذين حلموا بالقضاء على اجمل مافي تاريخ العالم من سحر وهي الشام، توهموا، فلماذا كل هذا الحقد عليها وهي حين وجدت على الارض، كان كل هؤلاء في غياهب التاريخ .. بل من اولى مايمكن قوله، ان تلك البقعة الساحرة من العالم، ومن خلالها، تم اقامة اهم الحضارات الانسانية وهي الاندلس التي شعت على العالم، ومن خلال انتاجها الفكري والعلمي والفني والانساني ارتقت العديد من مدن الغرب التي كان لها الحظ الوافر في الاستيلاء على منجزات تلك الحضارة.
سيظل مستحيلا على أي مغامر ضد الشام، ان يتمكن من تحقيق اهدافه .. الشام الله حاميها كمايردد السوريون، لكن لها لعنتها وقد عاشها العديد من قيادات هذا العالم الذين ذهبوا الى غير رجعة، فيما ظلت هي تقاوم وعلى وجهها ضوء نعمتها الابدية.