تمضي الجهود الحكومية نحو استكمال مشاريع البنية الأساسية ومواكبة النمو الحتمي للسكان والعمران، وتلبية متطلبات حياة المواطنين وفق ما خطط له، آخذة في الاعتبار متطلبات الحاضر والمستقبل، والتحديات التي قد تطل برأسها، حيث يمثل قطاع المياه واحدًا من أهم القطاعات الحيوية في سلم مشاريع البنية الأساسية، وذلك لتوقف حياة الناس، والنمو الحضري والعمراني والصناعي والسياحي عليه.
ويعد تشغيل الهيئة العامة للكهرباء والمياه "ديم" لمحطات ضخ مياه الشرب في ولاية قريات عبر خطوط أنابيب رئيسية بطول 55 كيلومترًا وبعرض 1200 مليمتر و1600 مليمتر حتى خزان "ديم" بولاية العامرات مع شبكات توزيع "بحيل الغاف" و"دغمر" و"لصمو" بتكلفة تتجاوز 55 مليون ريال عماني، إضافة نوعية إلى جملة مشاريع المياه التي تحرص حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ على استكمالها، وصولًا إلى ربط خطوط الإمداد بشبكات المياه الرئيسية، وربط محافظات السلطنة بهذه الخطوط والشبكات، وهو ما سيحقق الأمن المائي الذي تنشده السلطنة عبر تعزيز خطوط نقل المياه والشبكات الرئيسية المتوزعة في مختلف محافظات السلطنة، ما يتيح الإمكانات والقدرات اللازمة على تدارك أي خلل قد يحصل، كانفجار أنبوب ماء أو حصول عطل طارئ لإحدى محطات ضخ المياه في إحدى المحافظات، وما يمكن أن يتسبب فيه من نقص في إمدادات المياه، فيمكن حينئذ أن تغطي شبكات وخطوط المياه العاملة الأخرى هذا النقص وتلبي الاحتياجات السكانية من الماء.
ومن خلال سير عملية التشييد لمحطات ضخ وإنتاج المياه ومد خطوط النقل لـ"ديم" يمكن استنتاج أن الهيئة العامة للكهرباء والمياه ماضية في هذه العملية وفق خطط واضحة، آخذة في الحسبان الحاجة الفعلية إلى شريان الحياة "المياه" من قبل التوزع السكاني في جميع المحافظات، انطلاقًا من "أهمية توزيع مواقع محطات التحلية الرئيسية والربط التبادلي بينها التي تتمثل في تعزيز استدامة توفير المياه، وتحقيق الأمن المائي لجميع محافظات السلطنة المرتبطة بشبكة نقل المياه الرئيسية، والتقليل من تأثير مياه البحر المغذية لمحطات التحلية (من الطحالب بجميع أنواعها أو تلوث المياه)، وتسهيل إجراءات صيانة محطات التحلية الرئيسية وخطوط المياه المرتبطة بها، وتقليل تأثر محطات التحلية الرئيسية لأية ظواهر خارجية".
حيث يبدو ذلك من المخطط الزمني الذي أوضحته "ديم" في تبيان جهودها، فخلال هذا العام ستدخل منظومة من محطات التحلية الخدمة وستغطي الطلب المستقبلي، ومن أبرز هذه المحطات الجديدة "محطة التحلية في قريات" بقدرة إنتاجية تبلغ 200 ألف متر مكعب و"محطة التحلية الرابعة في بركاء" بسعة إنتاجية تبلغ 281 ألف متر مكعب في اليوم و"محطة التحلية الجديدة في صحار" التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 250 ألف متر مكعب يوميًّا، أما العام 2019 فسيشهد افتتاح "محطة تحلية في عبري" بإنتاج يومي يبلغ 48 ألف متر مكعب يوميًّا، في حين سيشهد العام 2021 افتتاح أربع محطات تحلية جديدة في كل من محافظة جنوب الشرقية في ولاية جعلان بني بو علي وجزيرة مصيرة بإجمالي إنتاج للمحطتين يبلغ 90 ألف متر مكعب يوميًّا، وفي محافظة مسندم سيتم افتتاح محطة التحلية في خصب بإنتاج يومي يبلغ 16 ألف متر مكعب، ومحطة التنقية بسد وادي ضيقة بإنتاج 90 ألف متر مكعب يوميًّا، وخلال عام 2022 ستفتتح محطة التحلية الجديدة في الغبرة بقدرة إنتاجية تبلغ 300 ألف متر مكعب يوميًّا، وفي العام الذي يليه سيتم افتتاح محطة التحلية في شناص بقدرة إنتاجية تبلغ 150 ألف متر مكعب، هذا بالإضافة إلى جملة المشاريع المائية الجاري تنفيذها في مختلف محافظات السلطنة.
إن توفير الخدمات الأساسية من هذا النوع ليشمل جميع محافظات السلطنة وفق منظومة شبكات وخطوط نقل معززة، ستكون له انعكاساته، ما يلبي حاجة المواطنين والمقيمين، ويفتح المجال أمام يد العمارة والتحديث، فتتحول الأماكن إلى مناطق جذب سكاني وسياحي واجتماعي واقتصادي.